نتنياهو يلجأ إلى الكنيست لإنقاذ تحالفه اليميني

يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المحاصر بتهم فساد، الفوز في الانتخابات المزمع عقدها أبريل القادم وإنقاذ تحالفه اليميني المهترئ، في وقت تشير فيه الاستطلاعات إلى تقدم تحالف “الأزرق والأبيض”. ودفعت تهم الفساد بنتنياهو إلى عقد تحالفات مع حزب “البيت اليهودي” اليميني المتشدد أملا في ولاية خامسة.
القدس - اتهمت الأحزاب العربية في إسرائيل لجنة الانتخابات المركزية للكنيست بانتهاج سياسة “يمينية عنصرية” تهدف إلى نزع الشرعية عن المواطنين العرب وقيادتهم المنتخبة، وذلك بعدما قررت شطب قائمة الحركة الإسلامية الجنوبية وحزب التجمع من لائحة المرشحين إلى انتخابات الكنيست، فيما ينعطف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نحو اليمين المتطرف بعد أن تدهورت شعبيته جراء تهم الفساد التي طالته.
وقال الناطق باسم لجنة الانتخابات غيئورا فورديس “أيد 17 عضوا في لجنة الانتخابات شطب الحركة الإسلامية الجنوبية وحزب التجمع، و10 ضد شطبها”.
وكان الحزبان تقدما بترشيح أعضاء منهما ضمن قائمة واحدة تحت اسم “الموحدة العربية وحزب التجمع” بعد مطالبة حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحزب “عوتسماه يهوديت” (قوة يهودية) بشطب هذه القائمة التي يعتبرانها مناهضة لقانون “الدولة اليهودية القومية”.
وقال رئيس قائمة الموحدة والتجمع منصور عباس لفرانس برس “شطبنا كقوة سياسية عربية يدل على توجهات هذه الحكومة اليمينية التي باتت قيمها أقرب إلى الفاشية منها إلى الديمقراطية التي يتغنون بها”.
ونظرت لجنة الانتخابات في طلب عضوين من اليمين المتطرف لشطب قائمة “الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير” برئاسة أيمن عودة المتحالف مع الدكتور أحمد الطيبي، بدعوى أنها تدعم “جماعات إرهابية ضد إسرائيل”.
ووافقت اللجنة على أن تخوض الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير الانتخابات، وقررت شطب المرشح اليهودي اليساري في القائمة الدكتور عوفر كاسيف، وهو أول يهودي يساري يتم رفض ترشيحه. وكاسيف مدرس في الجامعة العبرية وينتمي إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وكان أول من رفض الخدمة العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأسس جمعية “يش غفول” (يوجد حدود) المناهضة للاحتلال.
وتتألف لجنة الانتخابات من ممثلي كتل الكنيست بما يتناسب مع حجم كل منها، وتضم 34 عضوا وقاضيا واحدا من المحكمة العليا.
1.2 مليون، عدد الفلسطينيين العرب الإسرائيليين أي ما يناهز 17.5 بالمئة من السكان
واعتبرت قائمة “الجبهة والعربية للتغيير” أن قرار شطب قائمة “العربية الموحدة والتجمع” قرار “سياسي وهو حلقة من مسلسل نزع الشرعية عن المواطنين العرب وعن قياداتهم المنتخبة”.
وأضافت أن القرار يندرج في إطار “جوقة التحريض التي يقودها رئيس الحكومة نتنياهو، والتي تتماهى معها معظم أحزاب السلطة في محاولة رخيصة لاستمالة أصوات اليمين العنصري”.
ووافقت لجنة الانتخابات على خوض مرشحين من اليمين المتطرف ميخائيل بن آري وإيتامار بن غفير من حزب “قوة يهودية” الانتخابات، رغم توصية النائب العام الإسرائيلي بإبطال ترشيحهما. وكلاهما من أتباع الحاخام مئير كهانا.
وقال المحامي حسن جبارين الذي يمثل كاسيف والقائمة الموحدة والتجمع “لجنة الانتخابات هيئة سياسية تعمل في تناقض واضح مع أحكام القانون والمحاكم من أجل إذلال المرشحين العرب”، مضيفا “قدم الملتمسون ضد الدكتور عوفر كاسيف ادعاءات كاذبة بأنه غير مؤهل”.
ويتهم كاسيف بأنه لا يعترف بإسرائيل كدولة “يهودية وديمقراطية”، لكن كاسيف “أكد أنه يعارض أي شكل من أشكال العنف ويدعم دولة تساوي بين مواطنيها”. وشدد على دعمه قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 بجانب دولة إسرائيل.
ورفضت قائمة الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير “الموازاة بين من ينشد السلام والمساواة والاندماج في دولة المواطنين، وبين من يدعو إلى ترحيل العرب والتطهير العرقي”.
منافسو نتنياهو يؤكدون أنهم يرغبون في الانفصال عن الفلسطينيين، إلا أنهم لم يستخدموا عبارة حل الدولتين في طرحهم لبرنامجهم الانتخابي
وأضافت “شطب الدكتور كاسيف يعني عمليا تبني اللجنة رسميا سياسة التمييز والإقصاء ونزع الشرعية، ليس فقط ضد الأقلية القومية، بل هو إخراس لكل صوت مناهض للاحتلال والتمييز والعنصريّة”.
ويبلغ عدد الفلسطينيين العرب الإسرائيليين 1.2 مليون شخص، أي ما يناهز 17.5 في المئة من سكان إسرائيل. وتحالف نتنياهو، الذي يواجه قضية فساد وانضواء أحزاب وسطية تحت مظلة واحدة قد تلحق به هزيمة، مع قائمة متطرفة قوميا تشمل حزب القوة اليهودية لتعزيز فرصه في الفوز.
ويخوض نتنياهو معركة من أجل البقاء السياسي بعد أن قال المدعي العام الإسرائيلي الأسبوع الماضي إنه يعتزم توجيه اتهامات له في ثلاث قضايا فساد. وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفة.
وزعم الليكود أن “الأزرق والأبيض”، “يؤيد القضاء على إسرائيل كدولة يهودية” ويدعم نشطاء فلسطينيين ولبنانيين.
وكتب نتنياهو على تويتر قائلا “من يدعمون الإرهاب لن يكونوا في الكنيست الإسرائيلي”.
ويقول نتنياهو إنه يريد أن يحكم الفلسطينيون أنفسهم، إلا أنه رفض تحديد ما إذا كان ذلك يعني السماح لهم بإقامة دولة فلسطينية مستقلة أو منحهم شكلا من أشكال الحكم الذاتي.
ويؤكد منافسو رئيس الوزراء الإسرائيلي أنهم يرغبون في الانفصال عن الفلسطينيين، إلا أنهم لم يستخدموا عبارة حل الدولتين في طرحهم لبرنامجهم الانتخابي.
وتحدث تحالف “الأزرق والأبيض” الوسطي عن العمل مع الدول العربية “لتكثيف عملية الانفصال عن الفلسطينيين وفي الوقت ذاته ضمان عدم الإضرار بمصالح إسرائيل الأمنية”.
ويتوقع أن يفوز التحالف بمعظم المقاعد متفوقا على حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو، ولكنه لن يفوز بمقاعد كافية لتحقيق الفوز الكامل ومن غير الواضح ما إذا كان التحالف سيتمكن من تشكيل ائتلاف حكومي.