نتنياهو يكثف الضغوط على حماس لإعادة الرهائن بقوة السلاح

القدس – أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أصدر تعليمات للجيش بزيادة الضغط على حركة حماس، وذلك بعد أن رفضت الأسبوع الماضي اقتراحا إسرائيليا بهدنة مؤقتة وطالبت بدلا من ذلك باتفاق لإنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لديها.
في خطاب بثه التلفزيون في وقت متأخر من مساء السبت، أكد نتنياهو على أن إسرائيل، على الرغم من "التكلفة الباهظة" للحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر، "ليس لديها خيار سوى مواصلة القتال من أجل وجودنا لحين تحقيق النصر".
ويأتي هذا التأكيد في وقت يسعى فيه وسطاء مصريون إلى إحياء اتفاق سابق لوقف إطلاق النار شهد إطلاق سراح 38 رهينة إسرائيلية، لكن إسرائيل تخلت عنه الشهر الماضي.
من جانبها، تشدد حماس على أنها لن تفرج عن بقية الرهائن الإسرائيليين البالغ عددهم 59، والذين يُعتقد أن أقل من نصفهم ما زالوا على قيد الحياة، إلا في إطار اتفاق ينهي الحرب بشكل كامل.
وكانت الحرب قد اندلعت في غزة عقب الهجوم الذي شنته حماس على بلدات جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي واحتجاز 251 آخرين.
وتقول سلطات الصحة الفلسطينية إن الهجوم الإسرائيلي اللاحق أسفر منذ ذلك الحين عن مقتل أكثر من 51 ألف فلسطيني.
وفي تطور مقلق، ذكرت حماس في وقت سابق السبت أنها عثرت على أحد الحراس الذين كانوا مكلفين بتأمين الرهينة الإسرائيلي الأميركي إيدان ألكسندر قتيلا في أعقاب غارة جوية إسرائيلية الأسبوع الماضي.
ويُعتقد أن ألكسندر هو آخر رهينة أميركي على قيد الحياة تحتجزه حماس في غزة، وقالت حماس إن مصيره غير معروف، في حين لم يشر نتنياهو إليه في خطابه الأخير.
ويأتي هذا الغموض في ظل تكثيف إسرائيل لغاراتها الجوية على قطاع غزة منذ انهيار وقف إطلاق النار السابق. وذكرت السلطات الصحية الفلسطينية أن ما لا يقل عن 50 فلسطينياً قُتلوا في هجمات إسرائيلية السبت وحده.
وكان مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، قد صرح في مارس بأن إطلاق سراح ألكسندر يمثل "الأولوية القصوى" بالنسبة للولايات المتحدة.
وألكسندر (21 عاما) من ولاية نيوجيرزي الأميركية وكان يخدم في الجيش الإسرائيلي عندما أخذه مسلحون رهينة خلال هجمات السابع من أكتوبر 2023.
وكان إطلاق سراح ألكسندر محور محادثات سابقة عقدت بين قياديي حماس والمبعوث الأميركي آدم بولر الشهر الماضي.
وقالت حماس الثلاثاء الماضي إنها فقدت الاتصال بالمجموعة التي تحتجز ألكسندر في غزة بعد أن هاجم الجيش الإسرائيلي المكان الذي كان المسلحون يحتجزونه فيه. ولا يزال 59 من الرهائن محتجزين في غزة ويُعتقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة.
ولم يعلق متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية على وضع ألكسندر، لكنه أكد مجددا أنه يتعين على حماس إطلاق سراحه فورا هو وجميع الرهائن المتبقين. وقال إن حماس "تتحمل وحدها المسؤولية عن الحرب واستئناف العمليات القتالية".
وقال عدي ألكسندر والد الرهينة إيدان إنه لا يزال يأمل أن يكون ابنه على قيد الحياة، ودعا الولايات المتحدة إلى إجراء محادثات مباشرة لتحرير الرهائن المتبقين، الأحياء والأموات، الذين اختطفوا خلال الهجوم الذي شنته حماس قبل عامين في جنوب إسرائيل.
وأضاف الأب في مقابلة أجريت معه السبت "أعتقد أنه يجب علينا التواصل معهم مباشرة لنرى ما يمكن فعله بشأن ابني، والرهائن الأميركيين الأربعة القتلى، وجميع الآخرين".
وأضاف "يبدو أن المفاوضات متوقفة، كل شيء عالق، ونعود إلى ما كنا عليه قبل عام تقريبا. إنه أمر مقلق حقا".
وفي محاولة للضغط على إسرائيل، أصدرت حماس في الآونة الأخيرة تسجيلا مصورا بدون تاريخ يفترض أنه لإيدان. وقال والده "بدا لنا مخيفا للغاية – فيديو فظيع.. فظيع فحسب".
وفرضت إسرائيل حصارا شاملا على قطاع غزة الشهر الماضي واستأنفت هجومها في 18 مارس بعد فشل المحادثات الرامية لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار. وتقول حماس إنها لن تُطلق سراح باقي الرهائن إلا بموجب اتفاق يُنهي الحرب تماما، بينما تصر إسرائيل على أنها لن تسمح إلا بوقف إطلاق نار مؤقت.
وسيطرت إسرائيل منذ استئناف هجماتها على مساحات شاسعة من غزة وأمرت مئات الآلاف من السكان بترك منازلهم، وسط مخاوف بين الفلسطينيين من أن تسهم هذه الخطوة في إخلاء مساحات كبيرة من الأراضي بشكل دائم.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن 1600 شخص قُتلوا خلال الشهر الماضي. وأفاد مسؤولو صحة فلسطينيون إن الجيش كثف غاراته على قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل 92 شخصا على الأقل خلال اليومين الماضيين منهم 50 على الأقل السبت.
وصرح الجيش الإسرائيلي الجمعة إنه قصف نحو 40 هدفا في أنحاء القطاع الخميس. وأعلن السبت مقتل جندي يبلغ من العمر 35 عاما في معارك بقطاع غزة.
وذكر رئيس حماس في غزة خليل الحية في ساعة متأخرة من مساء الخميس إن الحركة مستعدة لمبادلة جميع الرهائن المتبقين بسجناء فلسطينيين في إسرائيل مقابل إنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة.
لكنه رفض العرض الإسرائيلي الذي يتضمن مطلبا بتخلي حماس عن سلاحها، وقال إن المقترح يحمل شروطا تعجيزية.
ونشرت حماس السبت مقطعا مصورا للرهينة الإسرائيلي إلكانا بوحبوط. وكانت حماس نشرت عدة مقاطع مصورة خلال الحرب لرهائن يتوسلون لإطلاق سراحهم. وعبر مسؤولون إسرائيليون عن رفضهم للمقاطع السابقة ووصفوها بأنها دعائية.
وفي بيان لها بعد نشر المقطع المصور، عبرت عائلة بوحبوط عن "صدمتها البالغة وحزنها العميق"، وقالت إنها قلقة على حالته النفسية والجسدية.
وأضافت العائلة في البيان "إلى متى سينتظر ويصمد؟"، مطالبة بإعادة جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة.