نتنياهو يقامر بانتخابات تشريعية جديدة لضمان البقاء في السلطة

مراقبون يرون أن حماسة نتنياهو لانتخابات جديدة قد لا تكون في محلها في ظل صعود أقطاب كبرى على مستوى الساحة اليمينية.
الأربعاء 2020/12/23
مراهنة على ضعف اليسار

تل أبيب - تتجه إسرائيل إلى انتخابات تشريعية جديدة، بعد فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وشريكه الرئيسي في الحكم رئيس تحالف أبيض أزرق بيني غانتس في تسوية الخلاف حول الموازنة العامة للدولة.

وأراد غانتس بالتوجه للتصويت على إقرار موازنة موحدة لعامي 2020 و2021 في الكنيست حشر نتنياهو في الزاوية، بيد أن الأخير استغل الفرصة في ظل انقسامات تعصف بتحالف أبيض أزرق دافعا باتجاه انتخابات جديدة يسعى من خلالها إلى تشكيل تحالف حكومي يميني صاف.

ويرى مراقبون أن حماسة نتنياهو لانتخابات جديدة، قد لا تكون في محلها لاسيما في ظل صعود أقطاب كبرى على مستوى الساحة اليمينية، وبينهم حزب يمينا الذي يقوده نفتالي بينيت وجدعون ساعر الذي استقال مؤخرا من الليكود وشكل حزبا أطلق عليه اسم “أمل جديد”.

وبمقتضى القانون يؤدي عدم إقرار الموازنة في موعدها إلى إجراء انتخابات في مارس. وستكون هذه الانتخابات الرابعة في أقل من عامين ما يعكس وجود أزمة كبيرة في النظام الانتخابي الإسرائيلي.

بنيامين نتنياهو سيواجه خصما شرسا وهو رئيس حزب يمينا نفتالي بينيت
بنيامين نتنياهو سيواجه خصما شرسا وهو رئيس حزب يمينا نفتالي بينيت

وإجراء انتخابات سيلقي نتنياهو في ساحة معركة للبقاء في ظل تصاعد الغضب الشعبي من النهج الذي اتبعه في التصدي لأزمة كورونا واتهامات جنائية بالفساد موجهة له بساحات القضاء، لكنه يراهن على تفكك محور الوسط الذي يمثله أزرق أبيض، وضعف اليسار، فضلا عن أمله في أن تؤدي السيطرة على جائحة كورونا مع بدء التطعيم في إسرائيل إلى تنامي شعبيته المتهاوية.

وكان نتنياهو رئيس حزب الليكود اليميني ووزير الدفاع غانتس رئيس حزب أزرق أبيض المنتمي إلى الوسط قد شكلا حكومة وحدة في مايو الماضي بعد ثلاثة انتخابات غير حاسمة منذ أبريل 2019.

ويقضي اتفاقهما بأن يتولى غانتس رئاسة الوزراء في نوفمبر المقبل وإقرار ميزانية لعامي 2020 و2021، وهو ما سعى نتنياهو إلى التملص منه، وكان هذا متوقعا منذ البداية، حيث أكد محللون كثر أن زعيم الليكود لن يتخلى عن منصبه، ولن يقبل بموازنة موحدة.

وقال المحللون إن نتنياهو كان يريد إجراء انتخابات في مايو أو يونيو من العام المقبل بعد أن تكون أزمة كورونا قد انحسرت وبدأ الاقتصاد يتحسن على أمل الفوز بأغلبية برلمانية تمنحه الحصانة وترجئ المحاكمة.

لكن إجراء انتخابات في مارس يشكل خطرا بالغا على أطول زعماء إسرائيل بقاء في السلطة. وقال ريفوئين هازان الأستاذ في قسم علوم السياسة بالجامعة العبرية “إنها لعبة جديدة تماما. يواجه نتنياهو الآن خطرا أكبر.. احتمالات عدم توليه رئاسة الوزراء أقوى من ذي قبل”.

ونفى نتنياهو الضغط باتجاه إجراء انتخابات مبكرة وأنحى باللائمة في الاضطرابات السياسية على حزب أزرق أبيض. ودفع المأزق الاقتصاد الإسرائيلي إلى المزيد من الغموض في نهاية العام، ومن المتوقع أن يفضي الركود الناجم عن الجائحة إلى انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.5 في المئة مع بقاء معدل البطالة عند 12.1 في المئة.

وقال هازان إن من المرجح أن يلعب نتنياهو في الانتخابات المقبلة على حملة التطعيم في البلاد، والتي بدأت هذا الأسبوع، بالإضافة إلى رصيده الدبلوماسي بعد سلسلة الاتفاقات مع دول الخليج والسودان والمغرب، التي أُبرمت بوساطة الولايات المتحدة.

ويتمتع نتنياهو بعلاقة وثيقة مع الرئيس دونالد ترامب، الذي اتخذ عددا من الخطوات الداعمة لإسرائيل في الانتخابات السابقة. لكن هازان يقول إنه مع تولي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن منصبه في يناير، سيخسر نتنياهو أحد الأرصدة المهمة في حملته الانتخابية.

2