نتنياهو يسعى لموافقة سريعة من حكومته للهجوم على رفح

مجلس الوزراء الإسرائيلي يناقش خطة اجتياح المدينة المكتظة بالسكان بريا رغم المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في الحرب بغزة.
الأحد 2024/02/25
مصير مجهول لأكثر من مليون نازح في رفح

تل أبيب - يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحصول على موافقة سريعة من الحكومة لشن هجوم عسكري مثير للجدل على مدينة رفح الساحلية جنوب قطاع غزة رغم المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في الحرب على القطاع.

وأعلن نتنياهو أنه سيعقد اجتماعا لمجلس الوزراء، والذي من الممكن أن يعقد في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، للموافقة على الخطة العملياتية، حسبما أعلن عبر منصة "إكس"، تويتر سابقا، مساء السبت. وستتضمن الخطة أيضا الإجلاء القسري للسكان المدنيين المتضررين.

وينطوي تقدم الجيش الإسرائيلي إلى رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، على معضلة كبيرة لوجود نحو 1.5 مليون فلسطيني يعيشون بها حاليا بعد أن فر معظمهم من الحرب من أجزاء أخرى من القطاع الساحلي المحاصر.

ويعيش هؤلاء الفلسطينيون في رفح في ظروف بائسة، معظمهم في الخيام أو في الشوارع.

ويبدو أن إجلاءهم أمر غير ممكن لأن الأجزاء الأخرى من القطاع مدمرة وتفتقر للبنية التحتية اللازمة لاستيعاب هذا العدد الكبير من الناس.

وقد تعرض الهجوم العسكري المزمع على رفح لانتقادات شديدة على المستوى الدولي، حتى أن الحلفاء مثل الولايات المتحدة يدعون إسرائيل إلى ممارسة ضبط النفس.

وتطرق نتنياهو في كلمته أيضا إلى المفاوضات الجارية بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار في الحرب ضد حركة حماس الفلسطينية وإطلاق سراح المحتجزين. ولذلك أرسل وفدا لإجراء محادثات غير مباشرة في باريس الجمعة.

وكتب أن مجلس الوزراء يريد مناقشة الخطوات التالية في عملية التفاوض مساء السبت. وكان ممثلون إسرائيليون قد صرحوا في وقت سابق السبت أنه لا يزال هناك طريق طويل قبل التوصل إلى اتفاق.

وتابع نتنياهو "فقط مزيج من الضغط العسكري والمفاوضات الحازمة سيؤدي إلى إطلاق سراح رهائننا والقضاء على حماس وتحقيق جميع أهداف الحرب"

غير أن هذا الربط ما بين الصفقة والعملية في رفح أثار تساؤلات.

وتساءل الصحافي الإسرائيلي عميت سيغال في قناته على تطبيق تلغرام "الضغط على حماس نحو صفقة أم إجراء على الطريق؟".

وقبيل تصريح نتنياهو كان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي قال، في مقابلة مع القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية "موقفنا هو أنه تحت أي ظرف من الظروف لن يتم تفسير الصفقة على أنها نهاية الحرب".

وأضاف "مطالب إسرائيل تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن، والإفراج الفوري عن النساء، وعدم إنهاء الحرب في نهاية الصفقة".

وأكد هانغبي وجود قلق لدى الولايات المتحدة بشأن عملية في رفح، فقد قال "موضوع رفح هو سؤال طرحوه (الأميركيين)، وردنا هو أنه يمكن القضاء على الكتائب المتبقية لحماس في رفح بعد إخلاء المواطنين الفلسطينيين الموجودين هناك، والذين يزيد عددهم على مليون شخص".

وأضاف "نحن واثقون من أنه عندما يحصل الجيش على موافقة القيادة السياسية للعملية في رفح، فإننا سندمر جميع كتائب حماس، تلك الموجودة الآن في رفح وفي كل مكان آخر".

وتابع "إننا على ثقة من قدرة الجيش على القيام بهذه المهمة دون المس بالمدنيين، وكان المبعوث الأميركي بريت ماكفورك وجه هذا السؤال إلى رئيس الوزراء نتنياهو، حول ما إذا كان هذا ممكنا، وكان جوابه نعم".

ولكنه أشار إلى أنه في حال التوصل إلى اتفاق فإنه سيكون من الصعب القيام بالعملية في رفح قبلها، تاركا الباب مفتوحا للقيام بالعملية بعد الاتفاق.

وتضغط الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق قبل شهر رمضان، الذي يحل في الحادي عشر من الشهر المقبل، فلكيا.

غير أن مسؤولا أمنيا إسرائيليا كبيرا قال في تصريح لهيئة العامة للبث الإسرائيلي إن "عملية رفح قد تؤجل إلى ما بعد تنفيذ الاتفاق"، مضيفا أن "صفقة رهائن في المستقبل القريب تتضمن، حسب طلب حماس، وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار وموافقة إسرائيلية على عودة سكان غزة من الجنوب إلى الشمال".

وأوضح "هذا لن يمنع الجيش الإسرائيلي من مواصلة المناورة البرية في منطقة رفح في المرحلة المقبلة".

وأضاف "التعامل مع الرهائن الآن سيجعل من الممكن تحقيق أهداف الحرب، عودة الرهائن وتفكيك أطر حماس العسكرية".

وأكد أن"انتقال سكان غزة إلى شمال القطاع من شأنه أن يقلل من مخاوف المصريين والأميركيين بشأن إيذاء الأشخاص غير المشاركين، وهو القلق الذي نشأ في الأشهر الأخيرة حول قيام قوات الجيش الإسرائيلي بالعمل في رفح".

ومن جهته، أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إلى أن الجيش الإسرائيلي يعود لشمال قطاع غزة.

وقال في أثناء وجوده في حي الزيتون، شرق مدينة غزة، وفق تصريح مكتوب "هنالك مناطق سبق ودخلناها إلا أننا نعود إليها الآن بناءً على معلومات استخبارية أفضل من ذي قبل، ونحقق إنجازات أعلى وأعمق بكثير، بالمعنى المزدوج للعمق، على اعتبار أننا نتوغل عميقاً في بطن الأرض فيما نضرب العدو بشكل عميق".

وأضاف "وهنالك أماكن كنا قد اجتزناها وسط القتال بوتيرة تقدم عالية جداً، وها نحن نعود إليها لتطهيرها بصورة مكثفة للغاية.. إن هذه الأمور تسفر عن قتل مزيد من النشطاء وقتل مزيد من القيادات وتدمير المزيد من البنى التحتية".

وتابع هاليفي "كما أننا نخوض حالياً المفاوضات حول تحرير المختطفين، ولا يمكنني التكهن بما ستؤول إليه الأمور، علماً بأن هناك من يتولى هذا الملف، في الوقت الذي ننشغل فيه بالقتال".

وفي الغضون، كشفت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي النقاب أن الولايات المتحدة الأميركية طلبت من إسرائيل عدم استهداف أفراد قوة الشرطة المدنية التي تديرها حماس، والذين يرافقون شاحنات المساعدات في غزة.

وقالت "طالبت الإدارة الأميركية إسرائيل بالكف عن المس برجال شرطة حماس الذين يرافقون قوافل المساعدات الإنسانية، وبالتالي من المهم أن يظلوا سالمين".

وأضافت "تكرر هذا الطلب في محادثة بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ووزير الدفاع يوآف غالانت.. ويطالب الأميركيون بأنه طالما لا توجد مرافقة بديلة للقوافل الإنسانية، التي يزعمون أنها ستنهب دون مرافقة رجال شرطة حماس، وبالتالي لن تصل إلى وجهتها، فلا ينبغي أن يتعرض رجال الشرطة هؤلاء للأذى".

واستدركت "لا تنوي إسرائيل تغيير استراتيجيتها على الرغم من دعوات الإدارة في واشنطن".

وأشار موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي إلى ذات الطلب الأميركي، وقال "المسؤولون الأميركيون يشعرون بقلق متزايد من تحول غزة إلى مقديشو، حيث إن الفراغ الأمني واليأس قد فتحا الباب أمام العصابات المسلحة لمهاجمة ونهب شاحنات المساعدات".

وعاد آلاف الإسرائيليين للتظاهر في تل أبيب ضد الحكومة الإسرائيلية ورئيسها وللمطالبة بالانتخابات.

واشتبك المتظاهرون في تل أبيب مع أفراد الشرطة الإسرائيلية التي استخدمت فرق الخيالة وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا في شارع كابلان وهم يلوحون بالأعلام الإسرائيلية وصورة كبيرة لنتنياهو كتب عليها "أنت الرأس أنت المذنب".

وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان "خلال إخلاء المتظاهرين، اتخذت إجراءات لتفريق المظاهرات، وألقت القبض على 18 من مثيري الشغب الذين تصدوا للشرطة وخالفوا النظام".

وكانت جماعات معارضة لنتنياهو دعت للخروج إلى الشوارع والمطالبة بتغيير الحكومة وإجراء انتخابات.

وكانت هذه المظاهرات التي عمت البلاد طوال العام الماضي توقفت مع بدء الحرب مطلع أكتوبر الماضي.