نتنياهو يستخدم وصمة "اليسار" ضد منافسيه لحشد اليمين

القدس - يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اللحظة الأولى لتبكير الانتخابات الإسرائيلية إلى استراتيجية وصم منافسيه من أحزاب الوسط بداية بيائير لبيد زعيم حزب “هناك مستقبل”، ولاحقا بيني غانتس مؤسس حزب “حصانة إسرائيل”، وموشيه يعالون مؤسس حزب “تيلم”، بأنهم يساريون يتخفون تحت غطاء أحزاب الوسط.
وتظهر إعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بحزب الليكود، وإعلانات ومقاطع فيديو (مدفوعة غالبا) عبر المواقع الإخبارية يركز محتواها على أن غانتس ولبيد سيشكّلان حكومة يسار ضعيفة، فيما سيقود نتنياهو حكومة يمين قوية.
وتركز حملات حزب الليكود على وصف قرار المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيخاي مندلبليت بإعلان لائحة اتهام ضد نتنياهو بأنه “رضوخ لضغوط اليسار”، في إشارة إلى غانتس ولبيد، ولضغوط الكثير من وسائل الإعلام الإسرائيلية التي يتهمها نتنياهو بأنها يسارية تسعى إلى هزيمته.
وحسب القناة 13 الإسرائيلية، أكد نتنياهو صباح الأحد في اجتماع ضم قادة من الليكود وأعضاء كنيست من الحزب اعتماد هذه الاستراتيجية.
ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور أن استراتيجية نتنياهو والليكود واليمين بشكل عام في وصف منافسيهم بأنهم يسار، تنبع من محاولة ربط ما قام به حزب العمل (يسار) وحلفاؤه بتوقيع اتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية بهدف إقامة دولة فلسطينية، وإقامة السلطة الفلسطينية وما جلبه ذلك من “كوارث على إسرائيل” -حسب وصف نتنياهو-، بذهن الناخب الإسرائيلي، بصورة سلبية، إضافة إلى تعزيز صورته كزعيم قوي سيمنع اليسار من تحقيق هذا المشروع.
وفي ما يتعلق باستطلاعات الرأي الأخيرة التي بيّنت تراجع كتلة اليمين إلى 59 مقعدا فاقدة بذلك الأغلبية في الكنيست، قال منصور “إن هذا الوضع مؤشر خطر حقيقي لنتنياهو، لكنه قد يحاول الاستفادة منه في استنهاض اليمين الإسرائيلي ككل وليس فقط حزب الليكود، من خلال استراتيجيته بترهيب الناخبين، خاصة المترددين من فوز منافسيه”.
ويواجه نتنياهو عدة تحديات أبرزها تبعات إصدار لائحة اتهام ضده بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وانعكاس ذلك على تأييد كتلة اليمين لصالح غانتس ولبيد، كذلك قلقه من إمكانية عدم اجتياز أحزاب يمينية نسبة الحسم وبقائها خارج الكنيست مثل حزب “إسرائيل بيتنا” وحزب “جيشر”، وكذلك حزب “زهوت”.
ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة في إسرائيل في التاسع من أبريل المقبل.