نتنياهو يحث ماسك على ضبط مضامين إكس

نيويورك - جمع حديث مباشر عبر منصة إكس (تويتر سابقا) رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والملياردير إيلون ماسك، صاحب شركتي تيسلا وسبايس إكس، وتم خلاله بحث جملة من المواضيع والمخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والسياسة الإسرائيلية وضبط المضامين عبر إكس.
وقال نتنياهو لماسك "آمل أن تتمكنوا من إيجاد القدرة على وضع حد لمعاداة السامية (عبر إكس) أو خفضها قدر الإمكان". وهدد إيلون ماسك قبل فترة قصيرة رابطة مكافحة التشهير (أي. دي. أل) التي تحارب معاداة السامية والعنصرية، بملاحقات قضائية.
ويعتبر ماسك أن هذه المنظمة الحكومية جعلت المعلنين ينفرون من شبكة التواصل الاجتماعي من خلال اتهامات لا أساس لها من الصحة، حسب رأيه، بشأن الانتشار السريع لخطاب الكراهية عبر المنصة التي اشتراها في أكتوبر 2022.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي "أنا أدرك أنكم عازمون على مكافحة أي شكل من أشكال الكراهية الجماعية للشعوب التي تستهدفها معاداة السامية وآمل أن تنجحوا في ذلك. هذه ليست مهمة سهلة لكني أشجعكم على إيجاد توازن".
وفي وقت سابق كان ماسك التقى في نيويورك بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويزور نتنياهو الولايات المتحدة بالمناسبة ذاتها. ورد إيلون ماسك بأنه لا يمكنه الحؤول دون نشر كل رسائل الكراهية والحقد عبر منصة إكس التي باتت تضم "550 مليون مستخدم شهريّا". وفي مايو 2022 أشارت تويتر إلى أن لديها حوالي 230 مليون مستخدم ينشطون يوميا.
وأكد ماسك الذي يثير جدلا أنه "ضد كل الهجمات على أي مجموعة من الأشخاص مهما كانت هذه المجموعة". وأضاف "أنا مع كل ما يؤدي إلى تطور البشرية ويسمح لنا في نهاية المطاف بأن نصبح حضارة بشرية ندرك فيها طبيعة الكون. لا يمكننا الوصول إلى هذه النتيجة مع وجود الكثير من الصراعات الداخلية والحقد والسلبية".
وأعلن الرجلان عبر إكس أنهما سيجريان مقابلات متبادلة. وخلال حديثهما الذي بدا وديا جدا أعربا مرارا عن احترامهما لبعضهما البعض. وقال نتنياهو إن ماسك "يتصدر عملية الابتكار الأكبر في العصر الجديد وربما على الإطلاق". وأضاف "إنه يشق طريقا سيغير وجه البشرية وكذلك وجه دولة إسرائيل"، موضحا أنه يريد "إقناعه بالاستثمار في إسرائيل خلال السنوات المقبلة". وتركز الحديث خصوصا على الذكاء الاصطناعي ومنافعه المحتملة ومخاطره على المجتمع.
وعدد نتنياهو التقدم الحاصل والوعود على صعيد أمد الحياة والطب والروبوتات لمساعدة المسنين والقضاء على الزحمة في البر والجو وأتمتة الصناعة والزراعة. وتحدث كذلك عن المخاطر ولاسيما على الديمقراطية عندما يستخدم الذكاء الاصطناعي لأغراض مؤذية أو “في حال سيطر على البشر".
وقال لماسك "أظن أننا نجد أنفسنا اليوم عند منعطف للبشرية جمعاء وعلينا الاختيار بين النعمة أو النقمة". وأعرب ماسك، الذي أسس شركة خاصة به تعنى بالذكاء الاصطناعي هذه السنة، عن تفاؤله بشأن قدرة قادة العالم على التعاون لتجنب الكوارث المرتبطة بهذه التكنولوجيا.
وأكد أن "كل رياضة تحتاج إلى حكم"، داعيا إلى تجنب سباق محموم إلى الذكاء الاصطناعي كما هي الحال مع الأسلحة النووية. وإيلون ماسك هو أحد مؤسسي شركة "أوبن إيه آي" التي ابتكرت "تشات جي بي تي" إلا أنه غادر مجلس إدارتها لاحقا. ويطلق ماسك بانتظام تحذيرات حول مخاطر الذكاء الاصطناعي وقد أجرى محادثات مع قادة سياسيين في واشنطن وبكين بهذا الشأن.
وشارك الأٍسبوع الماضي في اجتماعات مغلقة في الكونغرس الأميركي إلى جانب رؤساء شركات تكنولوجية كبرى من أمثال مارك زوكربيرغ من مجموعة ميتا وسام آلتمان من "أوبن إيه آي"، فيما تعمل واشنطن على إعداد تشريعات جديدة لضبط هذه التكنولوجيا بشكل أفضل.
وقال إيلون ماسك الأربعاء بعد أحد هذه الاجتماعات "ثمة توافق كبير على وضع ضوابط للذكاء الاصطناعي. حتى لو لم تكن هذه الضوابط مثالية (..) فإن تداعيات أي انحراف ممكن للذكاء الاصطناعي ستكون خطرة".