نتنياهو يجهز خطة لإخراج الأونروا من غزة بعد الحرب

وثيقة شديدة السرية تتضمن تفاصيل الخطة القائمة على ثلاث مراحل لاستبدال الوكالة بهيئة أخرى ضمن الوضع الجديد للقطاع المحاصر.
السبت 2023/12/30
اتهام الأونروا بدعم حماس

القدس – يعمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إخراج وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من قطاع غزة، في أعقاب الحرب الدائرة حاليا، وفق ما نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن تقرير للقناة 12 الإسرائيلية.

ووفق تقرير القناة الإسرائيلية توصي وثيقة "شديدة السرية" لدى وزارة الخارجية بثلاث مراحل لهذه الخطوة، تتضمن الأولى الكشف في تقرير شامل عن تعاون مزعوم بين الأونروا وحركة حماس" المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية.

وأشار التقرير إلى أن المرحلة الثانية "قد تشمل تقليص عمليات الأونروا في القطاع الفلسطيني، والبحث عن منظمات مختلفة لتقديم خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية للفلسطينيين في غزة".

أما المرحلة الثالثة فستكون عبارة عن "عملية نقل كل مهام وكالة الأونروا إلى الهيئة التي ستحكم غزة بعد انتهاء الحرب".

وتقول أونروا عبر موقعها الرسمي، إنها تقدم "المساعدة والحماية والدعم لأكثر من 5 ملايين و900 ألف من لاجئي فلسطين".

وحسب الوثيقة، ليس لدى الاحتلال في الوقت الحالي أي مصلحة في تغيير الوضع، لكون وكالة "أونروا" تمتلك البنية التحتية اللازمة لتقديم المساعدات الضرورية والحاسمة لغزة خلال الحرب الدائرة.

وقالت الوثيقة إنه "يجب على إسرائيل التعامل مع القضية بعناية وتدريجية أثناء التخطيط لليوم التالي للحرب"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تنظر لدور الوكالة بإيجابية.

وذكر التقرير أن الخطة ستعرض على مجلس الوزراء الإسرائيلي "في المستقبل القريب".

وتشكل هذه الخطة مرحلة متقدمة جداً من مسلسل الهجوم الإسرائيلي على الوكالة خلال السنوات الأخيرة، في مسعى لطمس قضية اللاجئين الفلسطينيين التي تشكل الوكالة أحد رموزها.

وقال موقع "تايمز أو إسرائيل" إن الحكومة الإسرائيلية اتهمت مرارا وكالة "أونروا" بإدامة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، من خلال توسيع وضع اللاجئ ليشمل الملايين من أحفاد الفلسطينيين الذين هجرتهم إسرائيل من ديارهم في عام 1948.

وتطالب الحكومة الإسرائيلية بوضع صفة اللاجئ على المهجرين الأوائل، في مسعى، كما يبدو، إلى القضاء على وجود اللاجئ الفلسطيني، مع مرور الوقت وتعاقب الأجيال.

وسوّقت الحكومة اللإسرائيلية ضمن هجومها على الوكالة مزاعم بأنها "تمجّد الإرهاب والتحريض على إسرائيل" في المساقات المدرسية بمدارسها.

وقد وجد تقرير صدر الشهر الماضي عن معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي أن بعض موظفي الأونروا في غزة أعربوا عن إشادتهم بهجوم حماس غير المسبوق في بالسابع من أكتوبر.

وسلط التقرير الضوء على تعليقات 14 عضوا في الأونروا، وفحص مشاركة خريجي مدارس الأونروا في الهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين فضلا عن وجود محتوى معاد للسامية والجهاد في الكتب المدرسية المستخدمة في مدارس الأونروا.

وخلال حقبة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، تعرضت "أونروا" لهجوم من الإدارة الأميركية التي قررت في حينه تعليق مساهمتها في ميزانية الوكالة، ثم إيقافها تمامًا، مما حرمها من أكبر مانح لها وأدى إلى أزمة تمويل. وفي وقت لاحق، أعادت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الدعم الكامل للوكالة.

وكانت الأمم المتحدة عينت الأسبوع الماضي، الهولندية سيغريد كاغ، منسقة للإشراف على شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة، في إطار قرار اتخذه مجلس الأمن الدولي بهدف زيادة المساعدات الإنسانية.

وقالت الأمم المتحدة في بيان، إن كاغ ستكون منسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، وستبدأ عملها في الثامن من يناير، وستعمل في هذا الدور على تيسير وتنسيق ومراقبة والتحقق من شحنات الإغاثة الإنسانية لغزة، كما أنها ستنشئ آلية لتسريع وصول المساعدات إلى غزة من خلال دول غير منخرطة في الصراع.

وكان الجيش الإسرائيلي أطلق النار الجمعة على إحدى قوافل المساعدات التابعة للأونروا في قطاع غزة، وفق ما أعلن مدير الوكالة في غزة توماس وايت.

وفي هذا السياق، قال فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، ردا على الادعاءات الإسرائيلية التي تتهم المنظمة بمساعدة حماس ونقل بعض المساعدات الإنسانية إليها مباشرة، إن إسرائيل "خلقت تيارا من المعلومات المضللة ولا أساس لها من الصحة"، وأكد أنه "حتى بعد فتح معبر كرم أبو سالم، قيدت السلطات الإسرائيلية وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة من خلال القصف وتعطيل شبكات الاتصالات والإنترنت لفترات طويلة".

وأعلنت "الأونروا" بوقت سابق مقتل 132 من موظفيها جراء الحرب في قطاع غزة.