نتنياهو يجدد من منبر سعودي مساعيه لسلام مع الرياض

رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف يحث إدارة بايدن على تأكيد التزامها تجاه السعودية.
السبت 2022/12/17
نأمل أن تلاقينا السعودية في منتصف الطريق

أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي لقاء نادرا مع قناة سعودية ركز فيه على أهمية تحقيق السلام مع المملكة، التي لا تزال تتحفظ على السير قدما في تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، قبل التوصل إلى تسوية للقضية الفلسطينية.

القدس - أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو الخميس أنه سيسعى لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع السعودية، معتبراً أنها ستشكل نقلة نوعية للسلام في المنطقة. وجاء ذلك في مقابلة نادرة أجراها مع قناة "العربية" السعودية، والتي يرى متابعون أنها ما كانت لتتم دون ضوء أخضر من أعلى مستوى في المملكة.

وحاول نتنياهو خلال فترة توليه رئاسة الوزراء في السابق الدفع باتجاه تطبيع دبلوماسي مع السعودية لكن الأخيرة كانت لديها تحفظات كثيرة على هذه الخطوة قبل إحراز سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وإن كانت دعمت اتفاقيات أبراهام.

ويبدو أن نتنياهو الذي فاز في الانتخابات الأخيرة في الكنيست، والتي منحته أحقية تشكيل حكومة جديدة، سيسعى مجددا لإقناع المملكة باتخاذ هذه الخطوة، وسط ترجيح البعضِ من المتابعين زوالَ بعض الحواجز النفسية لدى السعودية. وقال نتنياهو إنه يأمل في توسيع اتفاقيات أبراهام من خلال التوصل إلى اتفاق مماثل مع السعودية وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة معها.

◙ نتنياهو يرفض قبول مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية، ويرى أن الأمور تغيرت ولا يمكن البقاء في الأخدود القديم

واتفاقيات أبراهام هي مجموعة من اتفاقيات التطبيع توصلت إليها إسرائيل مع كل البحرين والإمارات والمغرب والسودان عام 2020. وأضاف نتنياهو “ستكون نقلة نوعية لسلام شامل بين إسرائيل والعالم العربي. ستغير منطقتنا بطرق لا يمكن تصورها. وأعتقد أنها ستسهل، في نهاية المطاف، السلام الفلسطيني - الإسرائيلي. أنا أؤمن بذلك".

وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف على أن "الأمر متروك لقادة السعودية إذا كانوا يريدون المشاركة في هذا الجهد"، معرباً عن أمله في أن "يفعلوا ذلك". واعتبر أن "مبادرة سلام بين إسرائيل والسعودية ستؤدي إلى حل للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني". ولفت نتنياهو إلى أنّه سيكون “منفتحاً على محادثات سلام تجري خلف الكواليس مع الفلسطينيين”. وأضاف “أعتقد أن التوصل إلى حل مع الفلسطينيين سيتطلب تفكيرًا خارج الصندوق، وسيتطلب تفكيرًا جديدًا".

وتابع “عندما بدأنا التفكير في الأشياء بطريقة جديدة كسرنا حلقة الشلل التي أصابت (محاولات) السلام لمدة ربع قرن”، في إشارة إلى اتفاقيات التطبيع. وذكر نتنياهو أن "الجميع قالوا: عليك أولاً أن تحل المشكلة الفلسطينية، وإلا فلن تحصل على السلام مع العالم العربي”، مشيراً إلى أنه رد قائلاً “قد يكون العكس. قد يكون الأمر أنه بينما تقوم بتوسيع السلام مع الدول العربية، ستتمكن بالفعل من التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، وأنا أؤمن بذلك إيمانًا راسخا".

ورفض نتنياهو قبول مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية كأساس للمفاوضات، وقال "مبادرة السلام العربية لعام 2002 كانت مؤشرا على وجود استعداد، في تلك الأيام، للتفكير في كيفية الخروج من القيود والوصول إلى سلام شامل. أعتقد أن الأمور قد تغيرت، والأشياء قد تغيرت. لكن الحاجة إلى هذا النوع من التفكير الجديد مهمة. إذا تمسكنا بالأخاديد القديمة، فسنكون عالقين في الأخدود القديم". وأضاف "إذا فكرنا في طرق جديدة، فعندئذ أعتقد أن السماء هي الحد. وأنا أعني ذلك؛ إنه لا حدود لها في الواقع".

◙ السعودية وإسرائيل تتقاسمان نفس الهواجس حيال إيران وأذرعها في المنطقة، وهي نقطة ارتكاز مهمة قد تساهم في التقارب بين الجانبين

ولم تعلق الرياض على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف. ولا تقيم المملكة أي علاقات مع إسرائيل، وتؤكد عادة أنها ترفض تطبيع العلاقات مع تل أبيب قبل حل القضية الفلسطينية، لكنها اتخذت في الفترة الماضية بعض الخطوات صوب إسرائيل من بينها السماح لحركة الطائرات بين إسرائيل والإمارات والبحرين بالمرور في الأجواء السعودية، كما أن المملكة شاركت في مناورات عسكرية مع إسرائيل تحت المظلة الأميركية.

وتتقاسم السعودية وإسرائيل نفس الهواجس حيال إيران وأذرعها في المنطقة، وهي نقطة ارتكاز مهمة قد تساهم بشكل ما في التقارب بين الجانبين. وحث رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف في الحوار الذي أجراه مع قناة العربية الإخبارية الناطقة بالإنجليزية الولايات المتحدة، الحليفة الرئيسية لبلاده، على إعادة تأكيد التزامها تجاه السعودية.

وتوترت الشراكة الإستراتيجية الأميركية - السعودية في ظل إدارة الرئيس جو بايدن. كما شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات، التي أقامت علاقات مع إسرائيل، بعض الفتور. وقال نتنياهو "التحالف التقليدي (الأميركي) مع المملكة العربية السعودية ودول أخرى يحتاج إلى إعادة تأكيد. لا ينبغي أن تكون هناك تقلبات دورية، أو حتى تقلبات حادة في هذه العلاقة، لأنني أعتقد أن التحالف.. هو مرساة الاستقرار في منطقتنا". وأضاف بحسب نص المقابلة المنشور "سأتحدث إلى الرئيس بايدن عن هذا الموضوع".

3