نتنياهو يجدد انتقاداته لانحياز القطريين إلى حماس: كفوا عن اللعب على الجانبين

رئيس الوزراء الإسرائيلي قد قطع آخر حبال التفاهم مع الدوحة ورفع الغطاء عن وساطتها، وهو ما سيكون له تأثير مباشر على علاقة قطر بإدارة ترامب.
الاثنين 2025/05/05
في موقع قوة

القاهرة- عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاتهام قطر بأن وساطتها منحازة، وأنها أقرب إلى حماس منها إلى الوسيط المحايد، في خطوة تظهر أن نتنياهو قد نفد صبره ولم يعد يعتقد بأن الدوحة يمكن أن تنأى بنفسها عن حماس، وهو ما يعني أن لا جدوى من وساطتها التي تبدو أقرب إلى مظلة تمكّن الحركة من المماطلة في إطلاق سراح الرهائن.

ويرى مراقبون أن نتنياهو قد قطع آخر حبال التفاهم مع الدوحة ورفع الغطاء عن وساطتها، وهو ما سيكون له تأثير مباشر على دور قطر في ملف غزة من ناحية، وعلى علاقة الدوحة بالأميركيين من ناحية ثانية خاصة أن نتنياهو يتمتع بعلاقة قوية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ويتوقع أن تلقي تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بظلالها على زيارة ترامب إلى قطر ضمن جولته الخليجية، وأن الرئيس الأميركي، المعروف بالوضوح والجرأة، سيضغط على القطريين لحسم علاقتهم بحماس كشرط لاستمرار الدور القطري في الوساطة.

وقد يجد القطريون أنفسهم مجبرين على إطلاق تصريحات تنتقد موقف حماس بشأن الهدنة، واتهامها بالتهرب من إطلاق سراح الرهائن لتخفيف الضغوط عن أنفسهم. كما لا يستبعد أن يلجأوا إلى التلويح بالانسحاب من الوساطة في مسعى لاختبار مدى تمسك إدارة ترامب بوساطتهم.

وليس هناك فرصة لأي وساطة قطرية أو غيرها لا تفضي إلى إطلاق سراح الرهائن ودون شروط مسبقة، خاصة طلب حماس وقف الحرب

لكنّ المراقبين يرون أن نتنياهو في موقع قوة حاليا في ضوء الدعم الأميركي الواضح له بحسم المواجهة عسكريا مع حماس إذا لم تطلق سراح الرهائن، وليس هناك فرصة لأي وساطة قطرية أو غيرها لا تفضي إلى إطلاق سراح الرهائن ودون شروط مسبقة، خاصة طلب حماس وقف الحرب.

وكتب نتنياهو على منصة إكس “حان الوقت لكي تتوقف قطر عن اللعب على الجانبين بحديثها المزدوج وتقرر ما إذا كانت إلى جانب الحضارة أم إلى جانب وحشية حماس”، مضيفا “إسرائيل ستنتصر في هذه الحرب العادلة بوسائل عادلة.”

ولا يقف تأثير  هذا الكلام عند حدود الجدل الإسرائيلي – القطري، وسيتحول إلى مادة للنقاش في الأوساط الأميركية السياسية والإعلامية، ما يعطي نتنياهو قوة إضافية في مواجهة قطر التي ستجد نفسها مجبرة على التبرؤ من أي دعم لحماس أو رعاية لها تجنبا لغضب الأوساط الأميركية، وخاصة اللوبي الإسرائيلي الذي لا يرى في قطر وسيطا محايدا وموثوقا به، بل شريكا في هجوم حماس في 7 أكتوبر عبر تمويل الحركة واحتضان قياداتها والسعي إلى تمرير هدنة تنقذها.

ويعرف القطريون أن اللوبيات المناوئة لهم قوية، وسبق أن ظهر تأثيرها خاصة في ولاية ترامب الأولى، وأن عودتها إلى الواجهة ستكون أمرا سهلا خاصة إذا ارتبط الأمر بمعاداة إسرائيل وتمويل حماس المصنفة في الولايات المتحدة حركةً إرهابية.

وكان منتدى الشرق الأوسط الذي يُحسب على اللوبي اليهودي الأميركي قد وجه رسائل إلى 12 شركة وصندوق تحوط، يحثها فيها على قطع علاقاتها الاستثمارية مع جهاز قطر للاستثمار.

وأطلق المنتدى حملة رقمية على موقعه الإلكتروني يحث من خلالها “شركات الاستثمار الأميركية والشركات الخاصة على قطع علاقاتها الاستثمارية مع قطر ردا على دعمها مذبحةَ حماس في إسرائيل.”

وأبدت إسرائيل منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي غضبا من استضافة قطر حركةَ حماس وأرسلت إشارات في أكثر من مرة بشأن مسعاها للانتقام بتصفية قادة الحركة الذين يتواجدون بشكل رئيسي في الدوحة.

وسبق لنتنياهو أن أطلق تصريحات قوية ضد قطر ورفض التراجع عن ذلك في أكثر من تصريح. وقال “لن أتراجع عن أي كلمة قلتها بخصوص قطر، وهي أنها تستضيف قادة حماس وتموّلهم، وتستطيع الضغط على حماس، كما أنهم (القطريين) يضعون أنفسهم كوسطاء، لذا دعهم يثبتوا أنفسهم، وخلال ذلك عليهم إدخال الدواء للرهائن المحتجزين.”

القطريون قد يجد أنفسهم مجبرين على إطلاق تصريحات تنتقد موقف حماس بشأن الهدنة، واتهامها بالتهرب من إطلاق سراح الرهائن لتخفيف الضغوط عن أنفسهم

ورغم جهود الوسطاء المصريين والقطريين لاستعادة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لم تُبد إسرائيل ولا حماس أي استعداد للتراجع عن مطالبهما الأساسية، ويُلقي كل طرف بالمسؤولية على الآخر في عدم التوصل إلى اتفاق.

وتصرّ إسرائيل، التي تطالب بعودة 59 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة، على ضرورة نزع سلاح حماس وإبعادها عن أي دور في حكم القطاع في المستقبل، وهو شرط ترفضه حماس.

وتصر حماس على ضرورة وقف القتال نهائيا وانسحاب القوات الإسرائيلية كشرط للتوصل إلى اتفاق يقضي بإطلاق سراح بقية الرهائن.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري على منصة إكس “ترفض دولة قطر بشكل قاطع التصريحات التحريضية الصادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، والتي تفتقر إلى أدنى مستويات المسؤولية السياسية والأخلاقية.”

وانتقد الأنصاري تصوير الصراع في غزة على أنه دفاع عن “التحضر”، وقال إن هذا التصوير “يعيد إلى الأذهان خطابات أنظمة عبر التاريخ استخدمت شعارات زائفة لتبرير جرائمها بحق المدنيين الأبرياء.”

وفي منشوره على منصة إكس، تساءل الأنصاري عما إذا كان إطلاق سراح 138 رهينة قد تحقق من خلال العمليات العسكرية أم من خلال جهود الوساطة، التي قال إنها “تُنتقد اليوم وتُستهدف ظلما.”

وأشار أيضا إلى الوضع الإنساني المتردي في غزة قائلا إن الشعب الفلسطيني هناك “يعاني من حصار خانق وتجويع ممنهج وحرمان من الدواء والمأوى إلى استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح للضغط والابتزاز السياسي.”

1