نتفليكس تفرض رسوما على مشاركة الحسابات

المنصة تعمل منذ نحو عام على اختبار هذه الصيغة الجديدة في إطار سعيها إلى تنويع مصادر إيراداتها.
الخميس 2023/05/25
الدفع مقابل الوصول إلى برامج نتفليكس

نيويورك (الولايات المتحدة) – قررت نتفليكس للبث التدفقي عبر الإنترنت إلزام مستخدميها في أكثر من مئة دولة، من بينها الولايات المتحدة، بدفع رسم إضافي في حال زودوا أشخاصا آخرين غير مقيمين في المحلّ نفسه بكلمات السر التي تتيح لهم استخدام حساباتهم على المنصة.

وتسعى هذه الخطوة التي طال انتظارها منذ أن أعلنت عنها الشركة قبل عام إلى إنهاء ممارسة سمحت لها بالبقاء دون رادع لسنوات بينما كانت خدمة البث المباشر الخاصة بها تجتذب المشتركين بأعداد كبيرة.

وفي ذلك الوقت لم يكن لدى الإدارة حافز كبير للمخاطرة بإثارة غضب المستخدمين من خلال كبح مشاركة كلمات المرور.

وتعمل المنصة منذ نحو عام على اختبار هذه الصيغة الجديدة في إطار سعيها إلى تنويع مصادر إيراداتها، وسبق أن طبقتها في بعض الدول وأبرزها كندا بعدما فقدت خلال النصف الأول 2022 قسماً من مشتركيها قبل أن تنتعش مجدداً في النصف الثاني.

232

مليونا عدد المشتركين على منصة الأفلام والمسلسلات نتفليكس

وأوضحت نتفليكس في بيان خلال فبراير الماضي أن “أكثر من 100 مليون أسرة تشارك آخرين حساباتها”، مما يؤثر سلباً في قدرة المنصة “على الاستثمار في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية الكبيرة”.

وتتفاوت الأسعار بحسب البلدان، إذ سيكون على الأسرة الأميركية مثلاً دفع نحو 8 دولارات إضافية كل شهر لتمكين شخص آخر من استخدام حسابها. أما في فرنسا وإسبانيا فيبلغ الرسم ستة يوروات شهريا، في حين يقتصر على أربعة يوروات في البرتغال.

وجاء في رسالة إلكترونية وجهتها المنصة الثلاثاء الماضي إلى جميع مشتركيها أن “حسابك على نتفليكس مخصص لك وللأشخاص الذين يعيشون معك، أي أسرتك”.

وشرحت الرسالة الحلين المتاحين لأولئك الذين يشركون أصلا آخرين في كلمات سر حساباتهم، وأولهما أن بإمكانهم إضافة مشترك بدفع المبلغ الإضافي، وثانيها نقل ملف تعريف شخص من خارج الأسرة إلى اشتراكها.

وذكّرت نتفليكس أيضاً بأن في استطاعة المشتركين الاستمرار في مشاهدة برامجهم أثناء وجودهم خارج المنزل.

وكانت الشركة التي يتجاوز عدد مشتركيها 232 مليونا قد أطلقت في نوفمبر الماضي اشتراكاً جديداً أرخص ثمناً يتضمن إعلانات مع البرامج، بعدما ترددت لسنوات في الإقدام على هذه الخطوة.

وبات عدد المستخدمين النشطين أصحاب هذا النوع من الاشتراكات نحو خمسة ملايين شهرياً، بحسب المجموعة.

أما سياسة تقييد مشاركة كلمة المرور فتأخر اعتمادها، لكنّ ما شجّع المجموعة على المضي فيها هو نجاح اختبارها وتطبيقها في أميركا اللاتينية وأخيراً في كندا، وفقا للمدير العام المشارك غريغ بيترز.

وأقر الشهر الماضي بأن الحملة التي شُنت على مشاركة كلمات المرور من المرجح أن تؤدي إلى زيادة عمليات إلغاء المشتركين، لكنه أعرب عن ثقته بأن الشركة ستكون في وضع أفضل على المدى الطويل بعد أن يتكيف الناس مع هذا القمع.

oo

وأكد بيترز للمحللين “نرى رد فعل أوليا للإلغاء، ثم نبني عليه من ناحية العضوية والإيرادات حيث يشترك المقترضون في حساباتهم الخاصة على نتفليكس”، مشيرا إلى الكيفية التي بدأت بها الحملة القمعية في كندا منذ فبراير الماضي.

وتأتي جهود نتفليكس لإجبار المزيد من مشاهديها على الدفع مقابل الوصول إلى برامجها بعد إطلاق خطة شهرية بقيمة 7 دولارات أدرجت إعلانات تجارية في خدمتها لأول مرة.

والتقطت الشركة 9 ملايين مشترك إضافي في جميع أنحاء العالم منذ ظهور الخيار المدعوم بالإعلانات لأول مرة، على الرغم من عدم اشتراك جميع أولئك الذين اشتركوا في الخطة منخفضة السعر.

ورغم أن الكلفة الإضافية الجديدة في الولايات المتحدة للمشاهدين الذين يعيشون خارج أسر المشتركين أقل من خطة البث الأساسية للمنصة فإنها تأتي في وقت كان فيه الأميركيون يقلصون إنفاقهم التقديري بسبب التضخم المرتفع.

ويعد هذا الضغط التضخمي، إلى جانب المزيد من المنافسة من خدمات البث الأخرى، أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت نتفليكس تعاني من تباطؤ في النمو.

10