نتفليكس تضع حدا لمسلسل نزيف الإيرادات

ارتفاع العدد الإجمالي لمشتركي نتفليكس إلى أكثر من 223 مليونا، محطّمة بذلك الرقم القياسي الذي حققته في نهاية العام الماضي.
الخميس 2022/10/20
أرقام قياسية

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة)- فاقت النتائج التي حققتها نتفليكس توقعاتها خلال الربع الثالث من العام الجاري بعد تزايد أعداد المشتركين مما جعلها تضع حدا لمسلسل نزيف الإيرادات المستمر منذ بداية 2022.

وكانت منصة البث التدفقي الرائدة تأمل في استعادة مليون مشترك في الفترة بين يوليو وسبتمبر الماضيين، لكنّ عدد المنضمين الجدد إليها خلال الصيف وصل فعليا إلى 2.4 مليون، ما يشكّل إنجازا لها بعدما فقدت 1.2 مليون مشترك في الربع الأول من هذا العام.

وبنبرة ارتياح، قال المؤسس المشارك لنتفليكس ريد هاستينغز خلال مؤتمر للمحللين عقد في وقت مبكر الأربعاء “لقد انتهينا من النتائج الربعية المتدهورة”.

جايمي لاملي: الصيغة الجديدة للشركة ستغير قواعد اللعبة لجهة التوسّع
جايمي لاملي: الصيغة الجديدة للشركة ستغير قواعد اللعبة لجهة التوسّع

وارتفع العدد الإجمالي لمشتركي نتفليكس إلى أكثر من 223 مليونا، محطّمة بذلك الرقم القياسي الذي حققته في نهاية العام الماضي، وهو 221.8 مليون مشترك نتيجة انعكاسات الجائحة الإيجابية جدا على المنصات الترفيهية.

وتوقّع هاستينغز أن يصل عدد المشتركين إلى 227.6 مليون في نهاية السنة الجارية. ووصف أرباح شركته وتوقعاتها بأنها “ليست رائعة، لكنها مقبولة”. وشدد على ضرورة الاستمرار “بالزخم نفسه”.

وأظهرت نتائج الربع الثالث أن صافي أرباح الشركة بلغ 1.39 مليار دولار في الأشهر الثلاثاء المنتهية في سبتمبر، مقابل 607.4 مليون دولار بمقارنة سنوية.

وسجلت نتفليكس إيرادات بقيمة 7.9 مليار دولار مقابل 7.7 مليار دولار على أساس سنوي، ومقارنة بتوقعات تسجيل 7.83 مليار دولار.

وتراهن المنصة خلال الربع الجاري على عودة المسلسلات التي استقطبت سابقا أعداداً كبيرة من المشاهدين، على غرار “إميلي إن باريس” و”ذي كراون”.

كما تعول على صيغة جديدة للاشتراكات ستوفرها اعتبارا من نوفمبر المقبل في نحو 12 بلدا، تتيح الإعلانات على شاشتها مقابل بدل أرخص.

ودأبت نتفليكس طويلا على رفض اعتماد هذا الحل مخافة أن يسيء معنويا إلى صورتها، لكنها قررت في نهاية المطاف السير به على أمل أن يمكّنها من جذب مستخدمين جدد وكسب إيرادات إضافية.

ورأى جايمي لاملي المحلل في ثيرد بريدج أن من شأن هذه الصيغة “تغيير قواعد اللعبة لجهة التوسّع”.

وقال لوكالة الصحافة الفرنسية “نعتقد أن نتفليكس ستتمكن من أن تتقاضى من المعلنين بدلات أعلى من تلك التي تفرضها يوتيوب أو محطات التلفزيون التقليدية لأن لدى المنصة قاعدة مشتركين متنوعة وثابتة وبيئة آمنة للعلامات التجارية”.

ولم يعلق مسؤولو الشركة على ما يتردد عن أن أسعار الإعلانات ستكون عالية، لكنهم أكدوا أنّ ثمة إقبالاً كبيراً من المعلنين.

وقال مدير العمليات غريغ بيترز “سنضطر إلى رفض بعض طلبات الإعلان في الوقت الراهن”، مشيراً إلى أن نتفليكس وشريكتها مايكروسوفت التي تُعنى بالجانب التكنولوجي للإعلانات ستضطران إلى تعيين موظفين جدد لمواكبة الطلب الكثيف.

bb

وأبدت المجموعة الأميركية التي تتردد عادةً في مقارنة نفسها بمنصات أخرى ارتياحها إلى كون مستخدميها يقضون وقتاً أطول أمام شاشاتها مما يشاهدون المنصات المنافسة، مستشهدة بأرقام من شركة نيلسن للدراسات.

وأوضحت نيلسن أن اشتراكات نتفليكس مثّلت خلال أغسطس الماضي في الولايات المتحدة 7.6 في المئة من الوقت الذي يقضيه الناس في مشاهدة التلفزيون، متعادلة بذلك مع يوتيوب، ومتقدمة على أمازون برايم فيديو بنحو 2.9 في المئة وعلى ديزني+ بواقع 1.9 في المئة.

وعقب إعلان النتائج ارتفع سعر سهم نتفليكس في وول ستريت بنحو 14 في المئة في التداولات الإلكترونية بعد إغلاق بورصة نيويورك.

وقال المحلل في إنسايدر إنتيليجنس روس بينيس إنه “من خلال الاعتراف المباشر بأهمية المنافسة ومن خلال استخدام الإعلانات، تتكيف نتفليكس مع الواقع الجديد لصناعة البث التدفقي”.

7.6

في المئة من الوقت الذي يقضيه الناس في مشاهدة نتفليكس، متعادلة بذلك مع يوتيوب، ومتقدمة على أمازون برايم فيديو

وفي الربيع الماضي، بعد الإعلان عن أول خسارة للمشتركين منذ عشر سنوات، اتخذت المنصة بالإضافة إلى قرارها في شأن الإعلان، إجراءات متنوعة لكبح التراجع ومعاودة النمو.

ومن أبرز هذه التدابير التشدد اعتبارا من مطلع السنة المقبلة في مكافحة تشارُك مستخدميها المعرّفات وكلمات السر، ما يتيح للكثيرين مشاهدة برامجها من دون دفع رسوم اشتراك.

كما أنها ستمضي بعد طول رفض في فتح شاشتها للإعلانات بتوفير صيغة اشتراك تلحظها، وسعيها إلى التعجيل في تنفيذ هذا التوجه.

وأجرت نتفليكس اختبارات في عدد من بلدان أميركا الجنوبية حيث فُرض على المشتركين دفعُ أقل من 3 دولارات شهريا لإضافة ما يصل إلى شخصين.

وأشار بيترز إلى أنّ لدى المنصة “توجهاً إلى اعتماد هذه الصيغة” بعد النتائج التي حققتها، واصفاً إياها بأنها “متوازنة جداً”.

ولاحظ جايمي لاملي أن مكافحة الإفراط في تشارُك كلمات المرور يحقق “إيرادات هائلة”، لكنه أفاد بأن الخبراء “يشككون في فرص النجاح، سواء من الناحية الفنية أو من وجهة نظر المستخدمين المترددين، وهو ما لوحظ خلال الاختبارات”.

وفي خطوة أولى نحو النظام الجديد، أعلنت نتفليكس الاثنين الماضي عن أداة جديدة تتيح للمستخدمين الذين يشاركون حساباً نقل ملف التعريف الخاص بهم شاملا تفضيلاتهم وتاريخ الحركة على حسابهم.

10