نتائج جزئية تمنح معسكر نتنياهو 67 مقعدا في الكنيست الإسرائيلي

القدس – يسير رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو نحو العودة إلى السلطة بدعم من حلفائه من الأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة، في أعقاب انتخابات تشريعية قد تفرز نتائجها النهائية مفاجآت، وفي الأثناء أكد رئيس الحكومة يائير لابيد، في خطاب أمام مؤيديه، ضرورة "انتظار" النتائج النهائية.
وأظهرت نتائج الفرز الأولية في الانتخابات الإسرائيلية الأربعاء، حصول معسكر رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو على أغلبية واضحة في الكنيست (البرلمان) بـ67 مقعدا.
وبحسب نتائج نشرتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بعد فرز 71.3 في المئة من الأصوات، حصل معسكر نتنياهو على 67 مقعدا بالكنيست المؤلف من 120 مقعدا.
وأوضحت الصحيفة أن وفقا للنتائج، حصل حزب "الليكود" بقيادة نتنياهو على 32 مقعدا، و"الصهيونية الدينية" برئاسة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير على 14 مقعدا، وخزب "شاس" على 12 مقعدا وحزب "يهودوت هتوراه" على 9 مقاعد.
وفي المعسكر المعارض له، وفق الصحيفة، حصل حزب "هناك مستقبل" برئاسة رئيس الوزراء يائير لابيد على 23 مقعدا، وحزب "المعسكر الرسمي" برئاسة وزير الدفاع بيني غانتس على 12 مقعدا، و"إسرائيل بيتنا" برئاسة وزير المالية أفيغدور ليبرمان على 5 مقاعد.
كما تحصلت القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس على 5 مقاعد، وتحالف الجبهة الديمقراطية والقائمة العربية للتغيير برئاسة أيمن عودة وأحمد الطيبي على 4 مقاعد، وحزب "العمل" على 4 مقاعد، وفق المصدر ذاته.
وأشارت الصحيفة إلى أن حزب "ميرتس" اليساري والتجمع الوطني الديمقراطي أخفقا في الفوز بالانتخابات.
وفي وقت سابق، قال نتنياهو إن حزبه "الليكود" حصل على تصويت هائل بالثقة، ولكنه فضل انتظار النتائج النهائية للانتخابات قبل إعلان النصر، مضيفا لمؤيديه فجر الأربعاء "نحن أقرب إلى نصر كبير".
وبالرقص والهتاف ضد المعارضين، احتفل أنصار الأحزاب المؤيدة لنتنياهو بـ"النصر" في الانتخابات قبل ظهور النتائج النهائية.
وقال نتنياهو مبتسما لمؤيديه في مقر الحملة الانتخابية لحزبه "الليكود" "انتصرنا في اقتراع ضخم بالثقة من الشعب الإسرائيلي. نحن على وشك تحقيق نصر كبير للغاية".
وكان صوته خشنا بعد أسابيع من الحملات الانتخابية في جميع أنحاء البلاد، وتعهد بتشكيل "حكومة وطنية مستقرة"، بينما قاطعته الحشود التي كانت تغني "بيبي ملك إسرائيل".
وبفضل الأداء القوي لحلفائه من اليمين المتطرف، يستعد نتنياهو، الذي يحاكم بتهم فساد لكنه ينفيها، للعودة إلى السلطة، وفقا لاستطلاعات الرأي التي أجراها التلفزيون الإسرائيلي في وقت متأخر الثلاثاء، والتي توقعت حصول كتلته المكونة من أربعة أحزاب على 62 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا.
وبعد أقل من 18 شهرا على تخليه عن السلطة، قال نتنياهو إنه سينتظر النتائج الفعلية لفرز الأصوات، ومن المتوقع صدور النتائج النهائية في الأيام القليلة المقبلة.
وانتهى عهد نتنياهو القياسي الذي استمر 12 عاما متتاليا كرئيس للوزراء في يونيو 2021، عندما تمكن لابيد من تشكيل حكومة ائتلافية غير تقليدية ضمت أحزابا ليبرالية ويمينية وحزبا عربيا لأول مرة. لكن الائتلاف الهش انهار بعد عام واحد في الحكم.
وامتنع لابيد عن الإقرار بالهزيمة، وقال إنه سينتظر النتائج النهائية. وتوقعت استطلاعات الرأي في وقت متأخر الثلاثاء حصوله على 53 - 54 مقعدا في الكنيست، بفارق كبير خلف نتنياهو.
وقال نتنياهو "الناس يريدون طريقا مختلفا. يريدون الأمن. يريدون القوة وليس الضعف... يريدون الحكمة الدبلوماسية ولكن بحزم".
وطغت على الحملة الانتخابية الشخصية المؤثرة لنتنياهو، الذي فاقمت معاركه القانونية حالة الجمود التي تعرقل النظام السياسي الإسرائيلي منذ 2019 وعمقت الانقسام بين مؤيديه وخصومه.
كما تستعد قائمة إيتمار بن غفير القومية المتشددة لأن تكون ثالث أكبر حزب في البرلمان، بعد صعودها في الآونة الأخيرة في الحياة السياسية.
ويعول نتنياهو على دعم بن غفير وزعيم اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش.
ويثير احتمال وجود حكومة تضم بن غفير، وهو عضو سابق في حركة كاخ المدرجة على قوائم مراقبة الإرهاب في إسرائيل والولايات المتحدة وأدين سابقا بالتحريض العنصري، قلق حلفاء من بينهم واشنطن.
وفي محاولة على ما يبدو لتهدئة المخاوف في الخارج، قال نتنياهو، الذي أقام في عام 2020 علاقات دبلوماسية رسمية مع الإمارات والبحرين، إن الحكومة تحت قيادته ستتصرف بمسؤولية وتتجنب "المغامرات غير الضرورية" و"توسع دائرة السلام".
ومع ذلك، عززت عودة نتنياهو المحتملة شكوك الفلسطينيين في احتمال التوصل إلى حل سياسي للصراع، بعد حملة انتخابية جرت وسط عنف مستمر منذ أشهر في الضفة الغربية المحتلة، تضمن مداهمات واشتباكات بصورة شبه يومية.