نبيل الحريبي الكثيري: اللغة هي المشترك الوحيد في الثقافة العربية

هذا عصر التنمية البشرية والتجارب الإنسانية وليس عصر الرواية والشعر.
الأربعاء 2022/06/29
الكاتب قدم جناحا خاصا به في معرض أبوظبي

هناك العديد من القوالب الجاهزة التي تفرض على الأدباء، ولا تسمح لهم بتنويع سبل وجودهم الإبداعي والحياتي، فيحاول الكثيرون حصر الشعراء في الشعر والروائيين في الرواية ويتغافلون عن الدور الاجتماعي للأدباء، وهو ما تجاوزه الكاتب والناشط الاجتماعي الإماراتي نبيل الحريبي الكثيري الذي كان لـ”العرب” معه هذا الحوار.

أبوظبي - يجمع الكاتب والأديب الإماراتي نبيل الحريبي الكثيري بين قائمة طويلة من الأنشطة الثقافية والخيرية، فهو عضو مجلس إدارة صندوق التكافل الاجتماعي بجمعية الصحافيين الإماراتية وعضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، كما أنه مؤسس لعدد من المبادرات الثقافية مثل ملتقى الثقافة والفنون والإبداع وملتقى الإبداع العربي، إلى جانب أنشطته المتعلقة بالتسامح والعمل المجتمعي والإنساني.

شارك الكثيري في النسخة الأخيرة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب كعارض مستقل، حيث قدم في جناح خاص عددا من إصدارته الخاصة التي ضمنها رؤاه الإبداعية.

رباعية للتسامح

الكاتب يعتقد أننا لا نعيش زمن الرواية أو زمن الشعر فالصدارة باتت لصالح التنمية البشرية والتجارب الإنسانية

 عن تجربته في عرض أعماله في معرض أبوظبي للكتاب يقول الكثيري لـ”العرب”، “مشاركتي في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الحادية والثلاثين والذي أقيم من الثالث والعشرين إلى التاسع والعشرين من مايو 2022، كعارض بجناح خاص ضم كافة مؤلفاتي الخاصة والمشتركة كان تجربة ناجحة بكل المقاييس”.

ويضيف “دون شك كان للدعم الكبير من الأقارب والأصدقاء والزملاء والإعلاميين والكتاب والفنانين الذين توافدوا بكثافة على جناحي طيلة أيام المعرض السبعة، سبب هام في إنجاح المشاركة، كما أن التطور الكبير الذي شهده المعرض هذا العام في ظل مشاركة أكثر من 1000 دار نشر قدمت من 80 دولة حول العالم ساهم في إثراء تجربتي الأولي كعارض والتي ستتكرر إن شاء الله في السنوات القادمة بطريقة أكثر احترافية”.

ويتابع “بشكل عام كانت تجربة رائعة ومشوقة، وسعيد بالنجاح الذي تحقق وأشكر هيئة السياحة والثقافة في أبوظبي ومركز أبوظبي للغة العربية لإتاحتهم الفرصة لي لعرض كتبي وخاصة كتاب ‘إمارات المحبة والتسامح‘ والذي أكملت به سلسلة رباعية التسامح التي بدأتها عام 2019 بأوبريت ‘ساس التسامح‘ وكتاب ‘شمس التسامح‘ والفيلم السينمائي ‘شمس التسامح‘ ومسك الختام ‘إمارات المحبة والتسامح‘”.

وأصدر الكثيري عددا لافتا من الكتب خلال مسيرته الأدبية اشتملت على عناوين متنوعة بين الرواية والقصة والتصنيفات الأخرى، ومن بين قائمة تلك الكتب التي أثرى بها المكتبة الإماراتية والعربية كتاب “شمس التسامح” 2019، “سعادة شعب” 2016، “في عشق الإمارات” 2014، “ابن رشد يقرأ معنا” 2017، “رواية سيدة الموت” 2009، رواية “سيدة الأعمال” 2010، قصص “تناثر الحواس” 2015، وغيرها.

ويشير إلى أنه يستعد لإصدار رواية جديدة لم يحدد عنوانها بعد وهي قصة واقعية عن مجموعة من الشباب والشابات تدور أحداثها بين مدينة فالنسيا الإسبانية وعدة عواصم عربية.

وعن روايته الصادرة مؤخرا بعنوان “صندوق نوال الصغير”، والتي تضاف إلى قائمة الروايات التي أصدرها منذ بداية مسيرته الإبداعية وكيف استقبلها القراء، يقول “لا أستطيع حتى الآن معرفة رأي القراء في الرواية، نظرا إلى أن التفاعلات التي وصلتني حولها حتى الآن لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ولا يؤخذ بهذا العدد عند تقييم أيّ عمل روائي، والرواية من النوع الدرامي السريع حيث تتلاحق أحدثها في فترة زمنية قصيرة وبالمجمل يتصارع فيها الأخيار مع الأشرار بلا هوادة من أجل الحصول على صندوق نوال الصغير المعروف مكان وجوده للطرفين حتى نعرف في نهاية الرواية الطرف الذي استطاع الوصول إلى الصندوق”.

وردا على سؤال لـ”العرب” حول تنوع تجربته الإبداعية وأين يجد نفسه كمبدع عربي وهل يعتقد أننا نعيش زمن الرواية في ظل هيمنة الشعر على المشهد الثقافي العربي، يجيب الكثيري “أنا من المتذوقين للشعر بأنواعه سواء كان عموديا أو نبطيا أو حديثا، ومتابع باهتمام لأحدث الدواوين الشعرية”.

ويتابع “فيما ما أكتبه ينحصر بين الرواية والقصة والكتب المشتركة، وفيما يخص الرواية فقد قدمت عدة محاولات خلال العقود الماضية منها رواية ‘سيدة الموت‘ وهي باكورة أعمالي الروائية المنشورة عام 2009 ومؤخرا رواية ‘طريق‘ 2020 ورواية ‘صندوق نوال الصغير‘ 2021، شخصيا لا أعتقد بأن الوسط الثقافي يعيش زمن الرواية أو زمن الشعر حيث أن الصدارة سحبت منهما تدريجيا لصالح التنمية البشرية والتجارب الإنسانية بشكل عام، أما إذا ذهبنا إلى جيل الشباب فربما تتغير المعادلة وتميل الكفة لمصلحة الرواية”.

وردا على سؤال حول رؤيته لواقع الثقافة العربية في الآونة الأخيرة، يرى الكاتب الإماراتي أن “الثقافة أسلوب حياة، فهي مجموعةٌ من نظام اجتماعي يختلف في كل بلد عربي بل وربما بين بعض المدن في بلد واحد”.

 ويتابع “لا أجد ثقافة عربية مشتركة فعلية عدا اللغة المشتركة وإن اختلفت هنا أيضا اللهجات المحلية وأستطيع تعريفها على أنها نشاط إبداعي يضاف إلى صانعه، وهنا نجد أن الإبداع الحقيقي الكيفي لم يعد هو الهاجس لدى معظم المثقفين والفنانين، وجل ما يهم معظمهم غزارة الإنتاج والمقابل المادي”.

مشاهد ثقافية عربية

Thumbnail

عن رؤيته للمشهد الثقافي الإماراتي يضيف “الفعاليات الثقافية في الإمارات خاصة الندوات والأمسيات أفضل بكثير خاصة بعد انحسار جائحة كورونا وإن كانت تقام على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل الحظر، كما أن لمعارض الكتب دورا كبيرا في ازدياد الوعي الثقافي خاصة لدى الشباب وطلاب الجامعات والذين لا تسمح لهم ظروفهم بحضور الندوات والأمسيات الثقافية”.

ويتابع “من المهم الإشادة بدور عدد من الكتاب والأدباء والشعراء والمفكرين الإماراتيين الذي يواكبون الأحداث الثقافية في الدول العربية وبعض الدول الأجنبية فيحضرون ملتقياتها بشكل سنوي كخير ممثلين للإمارات، ولا ننسى الدور التثقيفي للمدارس التي تستضيف الكتاب والأدباء والمفكرين بشكل دوري حتى يستزيد الطلاب من علمهم ومعرفتهم وخبراتهم في الحياة، لكل ذلك فالمشهد الثقافي في أفضل حالاته في الشكل والموضوع”.

مبادرات ذاتية

يتحدث الكثيري لـ”العرب” عن تجربته الذاتية في المجال الثقافي على المستويين الإماراتي والعربي وكيف يقيّم تلك التجربة قائلا “تقييمي لنفسي كناشط ثقافي على مستوى الإمارات والوطن العربي ليس أنا من يقوم به ولكنني أحاول قدر استطاعتي المشاركة في مختلف الفعاليات الثقافية ولو على سبيل المتابعة إن لم أستطع المشاركة بها فعليا، وذلك أمر هام حتى أستطيع الاستفادة من خبرات وتجارب القامات الثقافية العربية التي لا شك من وجودها في معظم الأنشطة الثقافية التي تجري”.

ويقول “أعترف أنني مقصر بعض الشيء في المشاركة الفعلية نظرا إلى تعارض مواعيد معظم تلك الفعاليات مع مواعيد عملي خاصة تلك التي تقام خارج دولة الإمارات العربية المتحدة. وبشكل عام وجودي مقبول نوعا ما”.

وعن سبب اهتمامه بالأعمال الخيرية والتطوعية والمبادرات ذات الطابع الإنساني والاجتماعي وماذا أضافت إليه هذه التجربة كمبدع وأديب إماراتي، يقول “أضافت إليّ الكثير وأخذت مني الأكثر فقد نشأت على محبة الناس ومساعدتهم قدر استطاعتي ولكنها استهلكت الكثير من وقتي ولست نادما على ذلك، فالعمل الخيري والتطوعي يسمو بالإنسان إلى أعلى المراتب وفعلا شاركت في الكثير من المبادرات مثل مبادرة “في بيتنا متفوق” (2019 – 2020)، مبادرة “التسامح مليون زايد” 2019، مبادرة “نادي الأجيال المبدعة” (2020)، مبادرة شمس التسامح (2019)، مبادرة “سعادة شعب” (2016)، مبادرة “رسل السلام” (2015)، مبادرة “مئوية زايد” (2018)، مبادرة “إمارات التسامح والسلام” (2020)”.

13