نبتدي منين الحكاية

"وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح"، تصمت الراوية لأن الليل انتهى وكسبت المرأة الأسطورة بعد صياح الديك نهارا جديدا يؤخر موتها.
السر في الحكاية، “كان يا ما كان” جملة مستعارة من شهرزاد جرت ترجمتها إلى كل لغات العالم استفادت منها السورية ميادة حناوي حين قالت “الحب مالي بيتنا ومدفينا الحنان/زارنا الزمان سرق منا فرحتنا/والراحة والأمان”.
وإذا كانت أم كلثوم قد غنت من ألحان بليغ حمدي “ألف ليلة وليلة”، فإنها قالت قبل ذلك، “كان لك معايه/أجمل حكايه/في العمر كلو” في أغنيتها “أنساك” التي كانت هي الأخرى من ألحان حمدي.
أما وردة الجزائرية فقد أتت إلى الحكاية بطريقة مخاتلة، وقالت “لا الزمان ولا المكان قدروا يخلوا حبنا/دا يبقى كان”، وفيها تقول “قد اللي فات من عمري أحبك/وقد اللي جاي من عمري أحبك”.
يقف الحاضر مترعا بالعاطفة بين زمنين كما لو أن يُعاش من أجلهما. غالبا ما يحن المرء إلى حكايات ماضيه ويأمل أن تكون حكايات مستقبله نضرة غير أن الشك يدفعه إلى الالتفات. ذلك ما تعبر عنه نجاة الصغيرة “بس وحياة اللي فات/واللي أصبح ذكريات/عمري ما حبيت ولا اتمنيت غيرك أنت يا حبيبي”.
أما العراقي حميد منصور، فإنه تعثر بالماضي باعتباره مشهدا بصريا وقال “يم داركم/صدفة وأخذني الدرب من يم داركم/والتمت بروحي المحنة واشتهيت أخباركم”.
ألم يكن سيد مكاوي محقا وهو يعرض حلا وسطا في نوع من التوازن الذي يهب العشاق فرصة للتمتع بنوع من العدالة “ما تفتنيش أنا وحدي/أفضل أحايل بيك/متخليش الدنيا تلعب بيّ وبيك/ خلي شوية عليه وشوية عليك”.
وكما تقول فيروز “تبقى ميل تبقى اسأل/مثل الأول ظل أسأل/الله لا يشغلك بال/وديلي منك مرسال”.
كان عمر الحريري قد صنع مجده من خلال أدوار ثانوية، ولم يظهر بطلا إلا في فوازير ألف ليلة وليلة باعتباره الملك كهلان. وهو ما أضحك الممثل عادل إمام في مسرحيته “الواد سيد الشغال”.
ويظل السؤال ماثلا أمام أعيننا “نبتدي منين الحكاية” كما يقول عبدالحليم حافظ.