"ناي".. دراما عراقية تنطلق من حياة طلبة كلية الفنون الجميلة

مسلسل رمضاني يندرج تحت المشروع الحكومي لدعم الدراما.
السبت 2024/01/27
تحضيرات لخوض المنافسة الرمضانية

ضمن مشروع دعم الدراما، تعمل شبكة الإعلام العراقي على إنتاج مسلسل رمضاني بعنوان "ناي" سيهتم بقضايا الشباب العراقيين، وتحديدا أولئك الذين يدرسون الفنون بأنواعها وفي مقدمتها المسرح.

بغداد - بدأت عمليات تصوير مشاهد المسلسل العراقي “ناي”، من إنتاج شبكة الإعلام العراقي، وتأليف أحمد هاتف، وإخراج ملاك عبد علي، والمقرر عرضه خلال أيام شهر رمضان المقبل على شاشة قناة العراقية. ويأتي هذا المسلسل مواكبا لحركة الدراما العربية، حيث يدخل حرم الجامعة لينسج من حكايات الطلبة قصصا مشوقة بعلاقات متشعبة ومتنوعة. وهذا النوع من الدراما غير منتشر كثيرا في الدراما العربية عامة والعراقية خاصة، رغم أنه يحظى منذ سنوات طويلة باهتمام كبير من الدراما الغربية.

وإلى جانب اهتمامه بالقصص الإنسانية والاجتماعية، يحاكي مسلسل “ناي” الذي يصنف بين نمط المسلسلات “المودرن”، قصصا متنوعة لمجموعة من الشباب من طلبة كلية الفنون الجميلة الذين يسعون إلى تقديم أعمالهم الفنية المسرحية بكل إصرار وجدارة ويتبارون في ما بينهم على ما يقدمونه من أعمال فنية بطريقة تنافسية مشروعة، مع وجود عامل الحب والعلاقات العاطفية النظيفة التي تنشأ بين الطلبة في أثناء دراستهم الجامعية، وما تصاحبه من إرهاصات ومصاعب كثيرة.

وسيسلط المسلسل الضوء على التحديات الكبيرة التي يواجهها ممارسو الفن في العراق، حيث يفتقر هذا المجال للدعم الرسمي اللازم، ولا يوفر الفن للموهوبين والطلبة عائدات مادية كافية. وتشارك في المسلسل نسبة كبيرة من الوجوه الفنية الشابة الواعدة المبدعة، فضلا عن الفنانين الكبار خليل إبراهيم، أحمد شكري العقيدي، كلوديا حنا، عهود إبراهيم، سوزان الصالحي، أحمد عبداللطيف، أحمد المطيري، هاشم صالح، غيداء الفرحان، أحمد البياتي، رضاب أحمد، فاضل وتوت، طيبة غسان، محبة، حسين أمير، وناجي حسن وآخرين.

"ناي" يعد أول فرصة للمخرج ملاك عبد علي في عالم الدراما التلفزيونية حيث يعرفه الجمهور العراقي عبر الفن السابع، إذ كان مساعد مخرج ومخرجا للعديد من الأفلام السينمائية، منها فيلم "صور" (الجائزة الثانية في مهرجان العراق الدولي للفيلم القصير، 2011)، و"كاسيت" (جائزة أفضل إخراج في مهرجان الخليج السينمائي في دبي، 2012)، و"سلايد" (مهرجان تطاوين للفيلم العربي القصير في تونس)، و"اسمي مريم" 2016 (تنويه في مهرجان لاهاي في هولندا)، و"الرسالة الأخيرة" (جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان الكويت للسينما الجديدة).

قصص شباب من طلبة كلية الفنون الجميلة الذين يسعون إلى تقديم أعمالهم الفنية المسرحية بكل إصرار وجدارة
◙ قصص شباب من طلبة كلية الفنون الجميلة الذين يسعون إلى تقديم أعمالهم الفنية المسرحية بكل إصرار وجدارة

أما في الأعمال التلفزيونية، فسبق له المشاركة كمساعد مخرج في مسلسل "غايب في بلاد العجايب" عام 2020. وقال عبد علي في تصريحات لوكالة الأنباء العراقية خلال كواليس تصوير المسلسل، “يسعدني أن تكون أول تجربة إخراجية تلفزيونية لي من خلال مسلسل ‘ناي’ كوني متخصصا في الإخراج السينمائي، وأثمن ثقة رئيس شبكة الإعلام العراقي الدكتور نبيل جاسم، ومدير الإنتاج الدرامي وديع نادر، على اختياري مخرجا لهذا المسلسل المهم".

وأضاف "يقع مسلسل ‘ناي’ في 20 حلقة تلفزيونية ويتناول قصصا متنوعة لشريحة مهمة من المجتمع، وهي الشباب العراقي الطموح الواعي من طلبة كلية الفنون الجميلة الذين يتنافسون على عملين مسرحيين للمشاركة في مهرجان العراق الدولي للمسرح العربي أثناء دراستهم الجامعية". وتابع "المسلسل لا يبتعد عن قصص الحب وإضفاء جو رومانسي لطيف على واقع أحداث المسلسل التي تتصاعد وتيرتها تباعا"، مشيرا إلى أن "المسلسل يعد أنموذجا محترما للأسر العراقية التي سوف تستمتع بمسلسل مشوق هادف يستهدف في المقام الأول الشباب العراقي".

وبين أن "المسلسل سوف يصدر 18 وجها شابا مبدعا جديدا على الساحة العراقية أغلبهم من طلبة كلية الفنون الجميلة وليسوا دخلاء عن مجال الفن، وهذه الخطوة تحسب لشبكة الإعلام العراقي التي سلطت الأضواء على فنانين شباب من الوسط الفني". من جانبه، يقول منتج المسلسل عمر العبدلي: "حاولنا أن نصدر إلى المشاهد العراقي عملا مختلفا من خلال مسلسل 'ناي' عبر مواقع التصوير الجميلة التي تتناسب مع طبيعة التطور الحاصل في المجتمع".

وأضاف العبدلي “قد تكون قصة المسلسل ليست بغريبة عن الأعمال الفنية الأخرى، إلا أنني أعتقد جازما أنها ستكون مختلفة في طرحها وأسلوب إخراجها والرؤية الفنية". بدوره، قال الفنان أحمد عبداللطيف، إنه “يجسد في المسلسل شخصية الدكتور كحيل، أستاذ مادة التمثيل في كلية الفنون الجميلة قسم المسرح، الذي يسعى جاهدا إلى إظهار المستوى الجيد المتكامل لطلبته، وحاول أن يزجهم في مهرجانات مسرحية ويثير روح التنافس بين الطلبة لحثهم على تقديم الأفضل".

◙ المسلسل يأتي مواكبا لحركة الدراما العربية، حيث يدخل حرم الجامعة لينسج من حكايات الطلبة قصصا مشوقة بعلاقات متشعبة ومتنوعة

وذكر عبداللطيف بمشاركاته التلفزيونية السابقة التي وصفها بـ"الكثيرة"، ومن بينها مشاركته في مسلسل "المتمرد" و"طائر الجنوب" و"الأصمعي" و"زرياب"، وغيرها من الأعمال. أما الفنان أحمد المطيري، فقال بدوره إنه "يجسد شخصية علاء الطالب الكسول غير المجتهد في مجال دراسته، الذي سيقدم أداءً قريبا من قالب الأداء المسرحي".

وبين المطيري، أنه لم يواجه صعوبات في أداء الشخصية، كونها شخصية قريبة من لون المسرح الذي كانت له تجارب كثيرة فيه. فيما أشار الفنان هاشم صالح إلى أنه "يجسد في المسلسل شخصية غياث المخرج الشاب الطموح في المرحلة الثالثة من دراسته الجامعية في كلية الفنون الجميلة". وأضاف صالح: “يحاول غياث الابتعاد عن الأشياء السلبية والاقتراب من الأمور الجيدة الإيجابية التي تبعث البهجة والسرور في من حوله، إلا أنه يصطدم بكثير من العقبات والأعداء الذين ينصبون له العداوة".

وتشارك في المسلسل الفنانة الشابة رضاب أحمد، والتي قالت "أجسد في مسلسل 'ناي' شخصية سرى طالبة كلية الفنون الجميلة قسم المسرح فرع الإخراج، وتعمل مساعدة مخرج إحدى المسرحيات التي يعرضها طلبة الجامعة، فتصادفها كثير من المشاكل والصراعات بين الطلبة من أجل المنافسة".

من جهتها، قالت الفنانة محبة، إنها "تجسد شخصية حسنات، الطالبة المطلقة البعيدة عن المشاكل والتي تحاول أن تكون صديقة لطيفة لكل من حولها، رغم أجواء المنافسة والصراعات التي تحيطها". وأردفت محبة، بالقول "لأول مرة أجسد شخصية إيجابية محببة للجمهور، خلافا لأدواري السابقة التي كانت أغلبها تدور ضمن محور السلبية في الطرح، لذلك سعيدة جدا بمشاركتي في مسلسل 'ناي' الذي جمعني مع أساتذتي وأصدقائي من الفنانين". ويأتي هذا المسلسل ضمن مشروع دعم الدراما الذي يندرج تحت خطة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، لدعم الفن والثقافة (السينما والدراما والمسرح والفن التشكيلي والأدب والكتاب وأدب الطفولة).

 

13