ناي البرغوثي تبث رسائل موسيقية فلسطينية من تونس

الحمامات (تونس) - "فلسطين حرة من النهر إلى البحر"، كلمات تردد صداها في أرجاء مسرح الحمامات خلال تقديم عرض الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي ضمن برمجة مهرجان الحمامات الدولي في تونس.
وناي البرغوثي ملحنة وعازفة فلوت فلسطينية، بدأت رحلتها مع الموسيقى من عمر 6 سنوات بتعلم العزف على آلة الفلوت. وفي عمر 14 عاما أقامت أول حفل موسيقي خاص.
وفي عرضها ضمن فعاليات الدورة الـ58 من مهرجان الحمامات الدولي حضرت فلسطين في كل التفاصيل، في رايتها الخفاقة في المدارج، في الكوفيات، في التطريز الذي يزين فستان الفنانة ناي البرغوثي وخاصة في صوتها المحمل بوجع بلدها وبالأمل في تحرره.
"أمسيتنا للحزن والأمل"، بهذه الكلمات وصفت الفنانة عرضها الذي قالت إنه جولة من المشاعر المختلطة والأنماط المختلفة، ومحطات يجمعها حبها الكبير لشعبها الفلسطيني وخاصة أهل غزة، أطفالها ونساءها ورجالها.
ناي البرغوثي، التي توظف الموسيقى في التعبير عن نفسها فنيا وإنسانيا، اختارت أن تخصص جزءا من عائدات جولتها الموسيقية في تونس لدعم مشاريع الإغاثة الإنسانية في غزة.
في العرض الذي يحيي فلسطين المقاومة من أجل الحياة، راوحت المغنية والملحنة بين الفلكلور الفلسطيني وإنتاجها الخاص
ولم تخف البرغوثي سعادتها بوجودها في تونس للمرة الأولى في عرض خاص وبنفاذ تذاكر عرضها الذي قدمته أمام مدارج مكتملة العدد، عرض استهلته بأغنية “زهرة المدائن” لفيروز.
“القدس زهرة المدائن، مدينة ميلادي ومدينة قلوبنا جميعا”، قالت ناي البرغوثي بعد أن غنت فرحلت معها العيون إلى مسقط رأسها وعانقت الكنائس القديمة ومسحت الحزن عن المساجد وجابت أروقة المعابد.
ناي تؤمن بأن الموسيقى ليست منفصلة عن الهوية الوطنية، بل هي جزء من النضال والمقاومة.
ومن الفولكلور الفلسطيني غنت ناي “يما مويل الهوى”، وكان لها من اسمها نصيب إذ يحاكي صوتها المميز الشجن العالق في ثنايا آلة الناي وتضاهي التقنية التي طورتها رهافته في مغازلة العُرَب المعقدة.
وفي العرض الذي يحيي فلسطين المقاومة من أجل الحياة رغم آلة الموت، راوحت المغنية والملحنة وعازفة الفلوت ناي البرغوثي بين الفلكلور الفلسطيني وإنتاجها الخاص بمصاحبة عازفين على البيانو وغيتار الباص والقانون والدرامز.
“فكر بغيرك” أغنية من تلحينها وكلمات الشاعر الفلسطيني محمود درويش، وصدح صوتها “وأنت تعد فطورك فكر بغيرك.. لا تنس قوت الحمام”، وفي الخلفية تسلل صوت درويش ورفرفت حمامة في مسرح الحمامات.
ولأم كلثوم والشيخ إمام وسيد درويش والأخوين الرحباني غنت الفنانة التي شقت لنفسها طريقا في منزلة بين الطرب العربي وموسيقى الجاز زادها صوت متعدد الطبقات شاسع المساحات وناي تنفث فيه هواجسها وأحلامها.