ناقلات النفط العملاقة تندفع لشحن كميات أكبر من منتجات التكرير

التوتر في أهم ممر بحري في العالم عزز أرباح السفن الأصغر حجما التي تنقل وقودا مثل البنزين والديزل، والمعروفة في الصناعة باسم "الناقلات النظيفة".
السبت 2024/07/06
مكاسب أكبر

لندن- رصد تجار ومحللون تحولا في عمليات ناقلات النفط العملاقة بعدما بدأت في التركيز على تحميل المنتجات المكررة، والتي يبدو أنها تحقق مكاسب أكبر من تحميل الخام.

وتُبحر سفينة كبيرة جدا واحدة على الأقل، والمعروفة اختصارا باسم “في.أل.سي.سي”، بحمولة مليوني برميل نفط من الشرق الأوسط إلى أوروبا بينما تقوم أخرى بتحميل شحناتها حالياً، وفقا لإحصائيات شركة كبلر وبيانات تتبع السفن التي جمعتها وكالة بلومبيرغ.

ويرجح محللو شركة برايمار للوساطة أن تتحول خمس ناقلات أخرى على الأقل إلى نقل “المنتجات البترولية النظيفة”، والتي تشمل الديزل. ويعني هذا أن حوالي 14 مليون برميل من الوقود قد ينتهي بها المطاف على متن هذه السفن العملاقة.

ويقول الخبراء إن هذا التحول مرده جزئيا إلى هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن، مما أثار اضطراب بعض المسارات التجارية التقليدية.

التوتر في البحر الأحمر أثر على نشاط شحن الخام والوقود جراء ارتفاع التكاليف
التوتر في البحر الأحمر أثر على نشاط شحن الخام والوقود جراء ارتفاع التكاليف

وعزز التوتر في أهم ممر بحري في العالم أرباح السفن الأصغر حجما التي تنقل وقودا مثل البنزين والديزل، والمعروفة في الصناعة باسم “الناقلات النظيفة”، حيث تبحر آلاف الأميال الإضافية حول الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.

وذكرت تقارير أن هذا يأتي مع تسجيل تراجع الأسعار القياسية لناقلات النفط، مما حفز شركات الشحن لتحويل نشاط سفنها بعيدا عن نقل الخام.

ورغم عدم وضوح كمية وقود الديزل التي ستُنقل بواسطة الناقلات العملاقة ووجهتها النهائية، يبدو أن بعضها يتجه من الشرق الأوسط إلى أوروبا.

ونسبت بلومبيرغ إلى سفيتلانا لوباسيوفا، كبيرة محللي شركة وساطة السفن إي.أي جيبسون شيب بروكرز قولها إن “ناقلات الوقود النظيف الأكبر حجما واجهت تقلبات متزايدة وأسعار أعلى بشكل ملحوظ هذا العام”، ويرجع ذلك جزئيا إلى إبحارها لمسافات أطول.

وأضافت إنه “في المقابل، كان أداء ناقلات سويزماكس وناقلات النفط الكبيرة جدا ضعيف نسبيا، إذ كانت أرباحها الفورية أحيانا أقل في الأسعار المعتادة، مما كان كافيا لتحفيز ناقلات النفط الأكبر على تنظيف نفسها، والمنافسة في سوق ناقلات الوقود النظيفة”.

وقد يظهر التحول في مسافات الإبحار نتيجة لهجمات الحوثيين على مقياس طلب الشحن، والذي يطلق عليه اسم “الأطنان الميلية”، ويحسب معدل البضائع حسب المسافة المنقولة، وهذا يعطي فكرة عن مدى كثافة استخدام أسطول الشحن العالمي.

وقبل عام، كان يُتوقع أن يرتفع مقياس الوقود المكرر الذي يجري شحنه من الشرق الأوسط بنسبة 13 في المئة هذا العام، وفقا لشركة كلاركسون ريسيرش سيرفيزس.

وتشير التقديرات الحالية لسيرفيزس، وهي وحدة تابعة لأكبر شركة وساطة سفن في العالم إلى ارتفاع هذا المقياس بنسبة 17 في المئة خلال 2024.

وعلى نحو مماثل، كان من المرجح أن ترتفع واردات الوقود إلى أسواق شمال غرب أوروبا بنحو 16 في المئة هذا العام وإلى حوض المتوسط بواقع سبعة في المئة.

وتبلغ هذه التقديرات الآن 22 و23 في المئة تواليا، مما يؤكد الضغط المتزايد على الأسطول العالمي، ويفسر سبب تحول التجار إلى السفن الأكبر حجما.

ح

ويؤدي وصول كميات كبيرة من الوقود دفعة واحدة إلى تدفق مفاجئ للإمدادات، وهو ما قد يكون له تأثير متقلب على أسعار الديزل القياسية. وعادة ما يكون هناك تدفق أكثر سلاسة لتفريغ حمولات السفن الصغيرة.

وأشارت عقود الديزل المستقبلية ذات الآجال المختلفة في بورصة إنتركونتيننتال الأربعاء الماضي، إلى زيادة المعروض لأول مرة منذ نحو ثلاثة أسابيع، ويُنظر إلى هذه العقود كمعيار لتداولات الوقود في أوروبا.

وإضافة إلى الناقلات العملاقة، بدأت السفن الأقل حجما والتي تنقل مليون برميل والمعروفة باسم “سويزماكس” في التحول أيضا نحو شحن وقود الديزل.

وتتوقع برايمار أن تتحول 12 سفينة منها تقريبا إلى نقل المنتجات البترولية النظيفة في المستقبل القريب. وذكرت شركة جيبسون سابقا أن 10 سفن على الأقل تحولت بالفعل إلى نقل الوقود النظيف هذا العام.

وكتب محللو برايمار في تقرير أنه “مع شحن كميات أكبر من المنتجات البترولية النظيفة لمسافات أطول حول رأس الرجاء الصالح، يمكن خفض تكاليف النقل لكل برميل من خلال الاستفادة من اقتصاديات الحجم، واستخدام عدد أقل من السفن الأكبر حجما”.

10