نافيد أفكاري آخر ضحايا النظام القضائي الإيراني الفاسد

طهران لا تبالي بالدعوات المحلية والدولية لوقف عملية إعدام المصارع نافيد أفكاري.
السبت 2020/09/12
حكم الإعدام أثار موجة من الغضب والانتقادات

طهران - لم تبال السلطات في إيران بالدعوات الدولية المطالبة بوقف تنفيذ عمليات الإعدام في البلد الذي يحكمه رجال الدين بقوة وتسلط من دون ترك أي هامش للحريات.

ونفذت طهران حكم الإعدام بحق المصارع نافيد أفكاري، الذي تتهمه بالوقوف وراء عملية "قتل عمد" لمسؤول في الهيئة العامة للمياه في مدينة شيراز جنوب البلاد في الثاني من أغسطس العام 2018.

وقال قاسم موسوي، رئيس السلطات القانونية في محافظة فارس في تصريحات للتلفزيون الرسمي الإيراني، إنه "جرى تنفيذ حكم إعدام أفكاري البالغ من العمر 27 عاما في سجن عادل أباد بمدينة شيراز جنوب إيران".

ومدينة شيراز كانت مسرحا لتظاهرات مناهضة للسلطة الإيرانية على غرار مدن إيرانية أخرى انتفضت على سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

وعم غضب واسع في إيران على عملية الإعدام، رغم الدعوات الداخلية والخارجية لوقف العملية بالكامل، لأنه تم تداول معلومات صحافية تفيد بأن إدانة المصارع الشاب نافيد أفكاري تمت بناء على اعترافات انتزعت تحت التعذيب.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة على تويتر، "علمت أنّ إيران تستعدّ لإعدام نجم كبير في المصارعة، نافيد أفكاري، 27 عاما، وكلّ ما فعله هو أنّه شارك فحسب في تظاهرة مناهضة للحكومة".

وتابع مخاطبا المسؤولين الإيرانيين، "سأكون سعيدا جدا إذا لم تنفذوا الإعدام بحق هذا الشاب".

وكان القائم السابق بأعمال مدير المخابرات الوطنية الأميركية ريتشارد غرينيل قد ناشد منظمي الأولمبياد على التدخل في حكم الإعدام الصادر بحق بطل المصارعة الإيراني، مؤكدا أن الاعترافات التي أدلى بها أفكاري أخذت منه تحت التعذيب.

ودعا الاتحاد العالمي للاعبين والذي يضم 85 ألف رياضي إلى طرد إيران من الرياضة العالمية إذا نفذت حكم الإعدام بحق المصارع نافيد أفكاري.

وقال بريندان شواب مدير الاتحاد في بيان، "لا يمكن النظر إلى العمل المروع لإعدام رياضي، إلا على أنه إنكار للقيم الإنسانية، التي تقوم عليها الرياضة".

وأعربت منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان عن انزعاجها، الجمعة، من "الإعدام السري الوشيك" لنافيد أفكاري، قائلة إنه وشقيقيه، المحكوم عليهم بالسجن لفترات طويلة في نفس القضية، هم "آخر ضحايا النظام القضائي الإيراني الضعيف".

لكن السلطات القانونية الإيرانية رفضت الانتقادات من جانب الجهات المحلية والدولية، ونفذت حكمها.

وقال غلام حسين إسماعيلي المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، الأربعاء، الماضي "يتحدث كثيرون بشأن قضايا ليس لديهم معلومات دقيقة بشأنها كما أن ليس لديهم الأهلية القانونية لذلك."

وتردد أن أفكاري اعترف بالجريمة لكن المصارع نفسه وعائلته ومنظمات حقوق الإنسان أعلنوا أن الاعتراف جاء تحت تأثير التعذيب.

من جهته، كتب محامي أفكاري، حسن يونسي، عبر حسابه على تويتر أنه بناء على القوانين الإيرانية "للمدان الحق برؤية عائلته مرة أخيرة قبل إعدامه"، سائلا عما إذا كانت السلطات المعنية "مستعجلة لتنفيذ الحكم لدرجة حرمان نافيد من هذه الزيارة الأخيرة؟".

وأعدمت إيران العام الماضي ما لا يقلّ عن 251 مُدانا، لتحل في المرتبة الثانية عالميا، بعد الصين، في قائمة أكثر الدول تنفيذاً لعقوبة الإعدام، وفق تقرير منظمة العفو الدولية لعام 2019 عن عقوبة الإعدام.

وتمارس إيران سياسة القمع ضد المعارضين لحكوماتها كما تورط النظام في عمليات تعذيب وحشية بحجة تورط المعتقلين في التجسس لصالح المخابرات الأميركية والإسرائيلية.