ناصر بوضياف عن بوتفليقة: من الأفضل أن يستريح

نجل الرئيس الجزائري الراحل محمد بوضياف الذي يعتزم الترشح لانتخابات الرئاسة ينتقد بشدة إصرار رجال السلطة على ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة.
الخميس 2018/07/05
الرئيس الغائب

 تسود حالة من الترقب الشديد أوساط الجزائريين بشأن الانتخابات الرئاسية التي تجرى في أبريل من العام المقبل، وخاصة في حال حسم الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة قراره بالترشح لفترة رئاسية خامسة.

ويحكم بوتفليقة الجزائر منذ عام 1999 ولم يحسم بعد قراره بشأن الترشح لفترة رئاسية جديدة.

وقال ناصر بوضياف، الذي أعلن عن نيته الترشح لخوض الاستحقاق الانتخابي، إنه في حال ترشح بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة فإنه "سيكون مغلوبا على أمره".

وأضاف بوضياف، نجل الرئيس الجزائري الراحل محمد بوضياف أن "هناك عصابة محيطة ببوتفليقة وتضغط عليه من أجل البقاء في الحكم"، مشيرا إلى أنها "تهدف إلى أن تستمر في نهب ثروات وخيرات الجزائر".

وقال "أشعر أنه لولا هذه العصابة، ولولا المرض الملم بالرجل شفاه الله، لقام بتسليم السلطة لجيل الاستقلال".

وأوضح أنه "لا يوجه إهانات لبوتفليقة، فقد قام بدور وطني وله فضل على الجزائر.. وهو بالأساس مناضل ومجاهد كبير.. ولكن العمر تقدم به كثيرا، إنه الآن 82 عاما، ومن الأفضل أن يستريح".

وتابع "نحن لا نتكلم عن شخص أو اثنين أو ثلاثة، إنها عصابة معروفة متشعبة الأطراف. مسؤولون بمستويات قيادية عدة ورجال أعمال بارزون، والجميع بالإعلام والشارع يتحدثون عنهم، ومن ثم فلا داع لتحديدهم".

وانتقد بوضياف 63 عاما بشدة المناشدات الموجهة لبوتفليقة للترشح مجددا من قبل كبار المسؤولين ورؤساء أحزاب الموالاة والنقابات الرسمية والروابط الممولة من طرف الدولة، معتبرا إياها "جزءا لا يتجزأ من مخطط الاستفادة من بقاء الرجل بموقعه".

ناصر بوضياف: الجزائر تعيش أوضاعا بالغة الصعوبة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي
ناصر بوضياف: الجزائر تعيش أوضاعا بالغة الصعوبة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي

وقال إن "كل من يطالب بالعهدة الخامسة لا يهدف إلا لتأمين مصالح خاصة به في الدولة، لا مصلحة الجزائر ولا حتى بوتفليقة نفسه. لو كان هؤلاء يخافون الله لما فعلوا ذلك.. بوتفليقة كبير بالسن ومريض ولا يتكلم... إنه لم يخاطب شعبه منذ عام 2012 أي منذ ست سنوات تقريبا، فهل هذا مقبول من رئيس دولة؟".

وتابع "اتركوه يرتاح، الجزائر بها الكثير من الرجال الأكفاء.. المدافعون بضراوة عن العهدة الخامسة ربما يتخوفون من أن يأتي رئيس جديد يخلص الجزائر وأهلها، وعندئذ قد يتعرضون للمحاسبة... ولذلك يتحدثون كثيرا ويحاولون إخافة الناس بالحديث المتكرر عن محاولات لتخريب البلاد ووجود إياد خارجية".

وشدد بوضياف على أن الهدف الرئيسي من ترشحه هو إنقاذ الجزائر مما آلت إليه أوضاعها، موضحا أن "البلاد تعيش أوضاعا بالغة الصعوبة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، رغم كل ما تتمتع به من ثروات طبيعية وبشرية ومساحة واسعة".

وقال إن مشكلة الجزائر "هي سوء التدبير لا قلة الإمكانيات، وحان الوقت لنغير ذلك".

وتابع "لا أقول إن بوتفليقة أو غيره مسؤول مسؤولية منفردة عن تدهور أوضاع الجزائر لهذا الحد.. برأيي، كافة المسؤولين وعلى كل المستويات وعلى مدار السنوات، مشاركون في المسؤولية عما حدث".

واستنكر بوضياف بشدة انتقادات البعض لقراره الترشح للرئاسة نظرا لكونه لا يتمتع بسابق ممارسة أو خبرة في المجال السياسي واعتماده المطلق على استغلال اسم والده، الذي تم اغتياله عام 1992، ورصيده السياسي والشعبي.

وشدد "ليس من الضروري أن أكون منخرطا بقوة في العمل السياسي أو أن يكون لي علاقات بدوائر صنع القرار كي أترشح. أنا مواطن جزائري حر ونزيه. وأعتزم طرح برنامجي وأعول على اقتناع الجزائريين به من أجل تأييدي... أصوات الشعب هي القادرة فعليا على إيصالي للسلطة".

وتابع "الناس يعرفونني ويعرفون نزاهتي، كما عرفوا من قبل أبي ونزاهته ونضاله... ترشحنا هو مشروع وطني قمنا بدراسته على مدار عام مع أصدقاء ومؤيدين لنا من المخلصين لهذا الوطن والراغبين في تجديد دمائه من القاعدة لهرم السلطة".

رفض بوضياف الاتهامات بأنه من المنافسين الذين يلجأ إليهم النظام لإكمال الصورة المطلوبة للانتخابات وتصوير الأمر على أن هناك تنافس مع بوتفليقة أمام الرأي العام.

وقال في هذا السياق "الكلام لا تُدفع عليه أموال. من يقولون ذلك سياسيون لا يريدون التغيير، وهؤلاء هم من أوصلوا الجزائر إلى الهاوية. سندخل الانتخابات ولا نعلم بطبيعة الحال ما هي النتائج التي سنحصل عليها، ولكن نعتقد أنه لو جرت انتخابات نزيهة فإن نتائجنا ستكون جيدة".

وبشأن قضية إقالة مدير الأمن العام عبدالغني هامل قال بوضياف إن "الرجل انتهت مهمته، وكان من الطبيعي أن يتم تغييره مثله مثل غيره.. ونستبعد أن تكون الإقالة بداية، كما يردد البعض، لعودة الصراع بين ضلعي المنظومة الحاكمة أي الرئاسة والعسكر".

واستبعد ما يتردد بشأن وجود صراع بين الرئيس أو الدائرة المحيطة به وبين رئيس الوزراء رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيي، وهو الأمر الذي ثار بعد قيام الرئاسة مطلع يونيو الماضي بإلغاء ضرائب كانت حكومة أويحيى تعتزم فرضها على المواطنين عند استخراج الوثائق الإدارية وأثارت غضبا شعبيا واسعا.

وقال "برأيي هذا مرتب ومتفق عليه.. وهو جزء من الحملة الانتخابية التي يجري إعدادها لبوتفليقة وتهدف لتكريس صورته وكأنه المتعاطف الوحيد مع الشعب دونا عن باقي المسؤولين... وهو الأمر الذي ينطبق أيضا على الاستجابة من حين لآخر لمطالب إضرابات بعض القطاعات كالأطباء".