ناصر الخليفي متهم بإتلاف وثائق حساسة مرتبطة بمونديال قطر

الدوحة - يؤكد عدد من الشخصيات أن رئيس نادي باريس سان جيرمان ناصر الخليفي أراد إتلاف وثائق حساسة تتعلق بحصول قطر على استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم التي بدأت الأحد، وهو ما ينفيه متحدث باسم الخليفي واصفا هذه القضية المدوية بأنها “تلاعب بالكامل”.
وتعود هذه القضية المتشعبة التي تمتزج فيها شبهات بالتجسس والابتزاز واتهامات بالتعذيب، إلى نهاية سبتمبر عندما اتُّهم ثلاثة رجال في باريس باستغلال النفوذ وخصوصا بالفساد.
من هؤلاء رجل الأعمال الفرنسي – الجزائري طيب بن عبدالرحمن ومالك نيت ليمان الشرطي السابق في جهاز الاستخبارات الذي عيّن في 2018 كمسؤول للعلاقات مع مشجعي نادي باريس سان جيرمان.
ويشتبه بأنهما قاما بنقل معلومات سرية عن أشخاص معينين، جاءت من ملفات للشرطة ولاسيما إلى نادي كرة القدم الباريسي.
لكن داخل هذا الملف تكمن قضية أخرى، إذ يقول بن عبدالرحمن إنه اعتُقل في يناير 2020 في قطر حيث كان قد استقر قبل ثلاثة أشهر في إطار نشاطه الترويجي.
رجل أعمال فرنسي – جزائري يقول إنه اُحتجز في قطر في العام 2018 لمدة ستة أشهر وتعرض للتعذيب
ويوضح أنه اُحتجز ستة أشهر وتعرض للتعذيب ثم وُضع في الإقامة الجبرية. وقد سمح له في نهاية المطاف بمغادرة قطر في نوفمبر من العام نفسه بعد موافقته على توقيع بروتوكول سري تعهد فيه بعدم إفشاء “وثائق حساسة” بشأن ناصر الخليفي.
وأفاد تقرير صدر في التاسع والعشرين سبتمبر عن المديرية العامة للأمن الداخلي وإدارة تفتيش الشرطة الوطنية وكشفته صحيفة “ليبيراسيون” واطلعت عليه وكالة فرانس برس، أنه يمكن أن يكون جزءا من مقاطع فيديو حميمة لرئيس نادي سان جيرمان مع عشيقته.
وقد تكون أحاديث وردت في هاتف يخص ناصر الخليفي مع جيروم فالكي المسؤول في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مرتبطة بتنظيم مونديال قطر أو بحقوق البث التلفزيوني.
وجرت محاكمة الخليفي الذي يرأس أيضا مجموعة “بي – إن ميديا” وفالكي في سويسرا بتهمة إبرام اتفاق خلف ظهر الفيفا في قضية حقوق تلفزيونية مرتبطة بمونديالي 2026 و2030. وقد برأهما القضاء في أكتوبر 2020، ثم مرة أخرى في الاستئناف في يونيو 2022.
وقال بن عبدالرحمن الموقوف لدى الشرطة إن المغربي هشام كرموسي الذي كان مقربا من الخليفي لعشرين عامًا وأُبعد في يونيو 2020، طلب منه في عام 2018 أن يضع في مكان آمن في الجزائر هاتفًا محمولاً وقرصًا صلبًا ومفتاح بيانات يحوي معلومات تتعلق برئيس نادي سان جيرمان. وسلمه أيضا نصا لبيانات الهاتف.
وأوضح هشام كرموسي لـ”ميديا بارت” الجمعة أنه ساعد الخليفي القلق من التحقيقات في فرنسا وسويسرا التي تستهدفه على القيام بـ”تنظيف” شقته الباريسية قبل تفتيش محتمل والاحتفاظ بأشياء محددة بحوزته.
وقال إنه لم يسلم بن عبدالرحمن “سوى الهاتف”.
القضية المتشعبة التي تمتزج فيها شبهات بالتجسس والابتزاز واتهامات بالتعذيب تعود إلى نهاية سبتمبر عندما اتُّهم ثلاثة رجال في باريس باستغلال النفوذ وخصوصا بالفساد
واستمع مكتب مكافحة الفساد المسؤول عن التحقيق في شروط منح مونديال 2022 الثلاثاء كشاهد لكرموسي الذي تم تفتيش منزله في العشرين من أكتوبر.
وقال محاميه أنطوان أوري لوكالة فرانس برس إن “هشام كرموسي عمل لدى الخليفي لسنوات ومن المنطقي أن القضاء يريد الاستماع إليه كشاهد”.
وبالإضافة إلى ذلك “يتوقع أن تستمع إليه السلطة القضائية قريباً” في إطار التحقيق القضائي الذي اتهم فيه بن عبدالرحمن ونيت ليمان، بحسب المحامي.
من جهته قدم بن عبدالرحمن شكويين في أغسطس في إطار دعوى مدنية في باريس، تتعلق الأولى بتعذيب واعتقال وخطف ويدين فيها سجنه في قطر، والثانية بتهمة الابتزاز والتلاعب بالشهود مستهدفة دور المحامين الذين عملوا من أجل توقيع البروتوكول.
وفي نهاية الاسبوع دفع الرسوم المحددة من قبل عميد قضاة التحقيق وتعد شرطا أساسيا لتعيين قاض للتحقيق.
وقال محاموه في بيان إن “هذا التناغم العام في التحقيقات التي ستجرى سيسمح بكشف التشابك المعقد في العمل في العلاقات السياسية والمالية بين فرنسا وقطر والتي كان بن عبدالرحمن ضحية لها”.
وقال متحدث باسم ناصر الخليفي لوكالة فرانس برس “لم يكن هناك يوما مثال أوضح على التلاعب الكامل والوقح بوسائل الإعلام، أكاذيب وافتراءات من قبل أفراد يسعون لإبعاد الانتباه عن واقع أنهم يحاكمون على عدد كبير من الجرائم ضد مجموعة من الأشخاص”.
وأضاف أن أطراف هذه القضية “غيّروا قصصهم أكثر مما غيّروا المحامين، والأكاذيب تزداد غرابة أسبوعًا بعد أسبوع”.
وأكد “سنترك الإجراءات القانونية تأخذ مسارها بهدوء والحق هو الذي سيظهر في النهاية”.