ناشطة تدعي حصولها على "الملايين" من تيك توك تستفز التونسيين والأردنيين

التونسية ضحى العريبي تثير ضجة كبيرة بحديثها عن المبالغ الخيالية التي تجنيها من المشاهدات.
الاثنين 2023/03/13
للنجاح مقاييس جديدة

تونس - أثارت الناشطة التونسية ضحى العريبي التي يتابعها الملايين من المستخدمين على إنستغرام وتيك توك ضجة كبيرة، بحديثها عن المبالغ الخيالية التي تجنيها من المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم فشلها الدراسي.

وظهرت العريبي في برنامج “فكرة سامي الفهري” الذي يقدمه الإعلامي الهادي زعيم على قناة “الحوار” التونسية الخاصة، وقالت إنها تحصل على حوالي عشرين ألف دينار تونسي (6600 دولار) في الساعة على منصة تيك توك، وهي التي وصل تحصيلها الدراسي إلى التاسعة أساسي بمعدل لم يتجاوز 3 من 20، حيث تركت الدراسة وعملت في محل لبيع الحلويات براتب 60 دولارا.

والتصريح التلفزيوني لضحى العريبي، التي اشتهرت بقصة تعارفها عبر تيك توك على زوجها الأردني التيكتوكر “ميكس”، تسبب لها في انتقادات حادة، حيث ندد الكثير من الناشطين بتباهيها بنجاحها، رغم مستواها التعليمي الضعيف.

واعتبر منتقدون أن مثل هذه التصريحات لمشاهير مواقع التواصل الاجتماعي المؤثرين على جيل الشباب، يعتبر عنصرا مدمّرا للمجتمع ويكرّس لثقافة الجهل وكسب المال.

وكتب الباحث في العلم الاجتماع معاذ بن نصيب، على صفحته في فيسبوك، “أن تخرج في التلفزيون وتقول إنني حصلت على معدل 3 من 20 لذلك تركت الدراسة منذ الصف التاسع، والآن تحصل على عشرين مليونا في الساعة ليس شيئا يجعلنا ننبهر بإنجازاتك”.

وأضاف “نتخيّل المرأة التونسية قدمت إنجازات أعظم من ذلك بكثير، المرأة المتعلمة والتي لم تتعلم على حد سواء، المرأة التونسية التي نراها في أكبر المناصب الوطنية والعالمية”.

وجاء في تعليق على فيسبوك “عندما يسمع هذا أطفالنا والطلاب الذين لديهم طموح في الدراسة والذين يبذلون جهدهم في التحصيل العلمي من أجل التطور، ماذا ستكون ردة فعلهم؟ وبماذا سيفكرون بعد هذه الادعاءات؟ لا تصنعوا من الحمقى قدوة”.

واعتبر آخرون أن الوضع المتدني للتعليم والسياسة التعليمية هما السبب في تدني قيمة التحصيل العلمي للأجيال الحالية والمستقبلية.

وانتشرت أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي أن نتيجة تصريحاتها الأخيرة خلال برنامج “فكرة سامي الفهري”، تمت إحالة ضحى العريبي على المراقبة المعمقة من قبل “الإدارة العامة للأداءات”، من أجل التثبت من مصادرها المالية الضخمة وشبهة تهرب ضريبي.

وقال المحامي محمد رمضان على فيسبوك:

كما رد آخرون على تصريحات المحامي بشأن الملاحقة الجبائية للناشطة بأنها لا تعتمد على التصريحات والادعاءات، وإنما على الوثائق والحقائق، وجاء في تدوينة:

في المقابل شكك الكثيرون بإدعاءات العريبي بشأن المبالغ المالية الكبيرة التي تحصل عليها.

وكتب أحدهم:

ودخل إعلاميون على خط الجدل، لكن ليتأسفوا على حال وسائل الإعلام في تونس وسعيها إلى تحقيق نسب مشاهدة وجذب الإعلانات على حساب المحتوى الهادف والواعي، فكتب الإعلامي سمير الوافي على صفحته في فيسبوك:

وتابع الوافي أن “كذبة العشرين مليونا في ساعة والتبجح بالربح السريع والسهل والنجاح الزائف سيجعل كل العقول الخاوية تهجر مكاتب الشغل ومقاعد التعليم ومشاق العمل وتتوجه نحو تيك توك لتجرب حظها وتحلم بالملايين السهلة والسريعة وسيزيد عدد التافهين المشاركين في مسابقة من الأتفه وستنهار قيمة العمل أكثر وتتحول التفاهة إلى منظومة وصناعة وبضاعة وسيستسهل جيل كامل الثراء مقابل التهريج…! ولا أحد سيلهمه خبر اختيار كل من التونسيتين مهندسة الفضاء رانية التوكابري والدكتورة هناء ظاهري عوينات كمدربتين عالميتين في برنامج الأمم المتحدة سبايس فور وومن (Space4Women) لتدريب وتأهيل النساء في تكنولوجيا الفضاء لسنة 2023”.

وتابع “الأهم من ذلك النجاح الذي جاء بعد طريق طويل من العلم والتعلم والمعرفة هو كيف تربح 20 مليونا في ساعة مقابل فيديوهات سخيفة مطلوبة في سوق التفاهة وزمن سيطرة التفاهة حيث يصبح التافه هو مصدر الإلهام والمثل الأعلى والقدوة وليس من نجح عبر طريق شاق ليصنع لنفسه قيمة وليس سعرا”.

وسائل الإعلام في تونس تسعى إلى تحقيق نسب مشاهدة وجذب الإعلانات على حساب المحتوى الهادف والواعي

وخلص الوافي بالقول “لقد نجحت مواقع التواصل في تحويل التافهين إلى رموز… وفي فرض سلطة التفاهة… حيث يحكم التافهون ذوق العالم ويتحكمون في ذوقه”.

من جانب آخر، دخل أردنيون على خط الجدل.

وقال موقع جفراء نيوز ألأردني إن التيكتوكر ضحى تستفز الأردنيين بقولها إن برنامجي الرمضاني على التلفزيون الأردني سيكون “بلهجتي”.

 وكانت ضحى كشفت أنها تقوم بتصوير برنامج سيعرض على شاشة التلفزيون الأردني في شهر رمضان خلال ساعة الإفطار، مشيرة إلى أنها أصرت على تقديمه باللهجة التونسية فقط.

وقال موقع جفراء نيوز “السؤال الذي يطرح نفسه، أليس من باب العدالة أن يتم إعطاء الفرصة للوجوه الأردنية الشابة، لاسيما على شاشة لها رمزية كبيرة لدى الأردنيين كالتلفزيون الأردني؟ وهل سبق وأن استحدثت التجربة ذاتها لدى الأشقاء التونسيين؟”.

ونفى مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني إبراهيم البواريد ما ذكرته التكتوكر بأنها ستقدم برنامجا في شهر رمضان على شاشة التلفزيون الأردني. وأكد البواريد في تصريحات لموقع “خبرني” أن مقدمي البرامج أردنيون وبرامج التلفزيون معلنة منذ أكثر من شهر وباللهجة الأردنية. وتابع البواريد أن ما ذُكر على لسان التكتوكر التونسية ليس له أساس من الصحة.

5