نادين خوري ممثلة سورية ضد التنميط في أدوارها

الفنانة نادين خوري سعت عبر الأدوار التي لعبتها في مختلف الأعمال الفنية إلى تجسيد أكبر طيف ممكن لنماذج المرأة السورية.
الخميس 2023/04/13
ممثلة لا تكرر نفسها

دمشق- تواصل الفنانة السورية نادين خوري التقدم والإبداع في أدوارها الدرامية، حيث اتسمت تجربتها بالتنوع في الشكل والمضمون ولفتت أنظار المخرجين إليها لعدم تأطيرها بأدوار متشابهة كالمرأة الأرستقراطية أو الغنية، ومن هذه البوابة هربت من فخ التنميط، وقدمت أدوارا أخرى متنوعة أغنت مشوارها الفني الحافل بإبداع لم يتوقف.

سعت خوري عبر الأدوار التي لعبتها في مختلف الأعمال الفنية إلى تجسيد أكبر طيف ممكن لنماذج المرأة السورية، مع دأب متصل بالتراكم والإنجاز بعيدا عن النمطية والتكرار، والذي تعتبره مقتل كل إبداع، لتتميز بمسيرة فنية حافلة ومتنوعة، ضمن النمط المعاصر والتاريخي والكوميدي وأعمال البيئة الشامية، ناهيك عن تعدد الشخصيات واختلافها.

وتتواجد خوري هذا العام من خلال العديد من الأعمال الدرامية التي تنوعت بين البيئة الشامية والاجتماعية، إضافة إلى الفانتازيا التاريخية، لتتصدر البطولة في أحدها، إضافة إلى أدوار مختلفة في الباقي من الأعمال.

ومن خلال أداء مختلف في الشكل والمضمون، فاجأت جمهورها هذا العام بشخصية درية خانم في مسلسل “العربجي”، التي جسدتها بأسلوب متمكن وببراعة، فكانت المرأة القوية بحضورها ونفوذها والمحرك الأساس لأحداث العمل التي جعلت منها شخصية إشكالية مختلفة عما قدمته سابقا، حيث استطاعت لفت الأنظار إليها من خلال أولى حلقات المسلسل، الذي هو من تأليف عثمان جحا ومؤيد النابلسي وإخراج سيف الدين سبيعي.

بوكس

وتستكمل الفنانة دورها في الجزء الثالث من مسلسل البيئة الشامية “حارة القبة” للمخرجة رشا شربتجي بشخصية نائلة (أم ليلى)، المرأة الأرملة صاحبة الحضور الجميل والشخصية المميزة بصمتها، فهي لا تنطق إلا عند قول الحق في إشارة إلى رجاحة تفكيرها وقدرتها على تحديد الوقت اللازم للنطق بقرارها.

خوري الحريصة دوما على الابتعاد عن تأطير نفسها ولو تشابهت طبيعة الأعمال، اتخذت شخصية ماجدة زوجة الزعيم الذي يؤديه الفنان أسامة الروماني في مسلسل “مربى العز” لرشا شربتجي وتأليف معين علي الصالح، ضمن إطار قصة حب تحمل بين طياتها أحداثا رائعة مليئة بالدراما والتشويق، حيث تدور حول ثلاث حارات شامية لكل منها زعيم ورجال يدافعون عنها.

وبين الحنان والقسوة، تؤدي خوري شخصية ليلى في المسلسل الاجتماعي “عين الشمس” للمخرج يزن أبوحمد، حيث تحافظ على خصوصيتها بعد طلاقها من زوجها لتعيش مع أخوتها ضمن جو أسري، لتكون امرأة تصور التباينات والنقاشات الخليطة المتنوعة في المجتمع السوري، وهو من تأليف مجموعة من الكتاب الذين حاولوا إضفاء بعض التشويق والأكشن على حياة المسلسل.

وتخرج خوري من خلال شخصيتها أم زيد عن المألوف في مسلسل “ذئاب الليل” إخراج سامي الجنادي، وهو فانتازيا تاريخية للكاتب هاني السعدي تشكل قصص الحب فيه محركا لأحداث العمل، تاركة بصمة خاصة بها في كل عمل تؤديه.

ويذكر أن نادين خوري من مواليد عام 1957 في دمشق، ورغم أنها لم تتزوج إلا أنها برعت في تأدية أدوار الأم التي قدمتها بألوان مختلفة في الكثير من المسلسلات السورية والأعمال الدرامية المختلفة.

مشوار خوري الفني حافل بالأعمال المميزة، إذ سجلت بصمتها الخاصة عبر أدوار راسخة في ذاكرة المشاهدين العرب سواء في الأعمال الاجتماعية أو التاريخية وغيرها.

أولى مشاركات نادين خوري كانت من باب السينما في كل من فيلم “الصحفية الحسناء” عام 1977 وفيلم “سمك بلا حسك” عام 1978 وفيلم “الزواج على الطريقة المحلية” عام 1979  بدور سعدة.

أما أول أعمالها التلفزيونية فكان مسلسل “كان يا مكان” الذي اشتهرت من خلاله بتقديم سلسلة من الروايات للأطفال عام 1992، وتلى ذلك مسلسلها “يوميات مدير عام” عام 1995 بدور زوجة المدير، ومن ثمة كان لها دور مميز في مسلسل “نساء صغيرات” عام 1999، لتتواصل مسيرتها عبر العشرات من الأعمال المتنوعة، مما جعلها أيقونة حية في الدراما السورية والعربية.

ومن أشهر أعمال خوري نذكر “حمام القيشاني” بجزأيه الثاني والثالث، “السيرة العربية”، “اللحظة الأخيرة”، “المجهول”، “نساء صغيرات”، “رجال تحت الطربوش”، “حاجز الصمت”، “تل الرماد”، وغيرها من أعمال تنوعت أنماطها وأنواعها.

13