مَنْحُ فيليب سالم جائزة فخر العرب الدولية في مجال الأبحاث السرطانية

البروفيسور سالم يتقدم بالشكر ثانية إلى هيئة منح الجوائز العلمية في دبي على إطلاق جائزة تحمل اسمه في الأبحاث السرطانية.
السبت 2022/12/17
مسيرة طويلة من الإنجازات العلمية

دبي - منحت هيئة منح الجوائز العلمية في دبي البروفيسور فيليب سالم جائزة فخر العرب الدولية في مجال الأبحاث السرطانية، يوم 13 ديسمبر 2022، وتم تتويجه كشخصية العام 2022 وذلك في احتفال كبير أقيم في فندق موفيمبك غراند. كما أطلقت الهيئة “جائزة فيليب سالم للأبحاث العلمية السرطانية” للتأكيد على أهمية الأبحاث العلمية وضرورة القيام بها في منطقة الخليج والعالم العربي.

وفي كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة تقدم البروفيسور سالم بالشكر الجزيل إلى الهيئة التي نظمت هذا الاحتفال ودعته إلى المشاركة فيه ومنحته جائزة فخر العرب الدولية في مجال الأبحاث السرطانية.

وقال البروفيسور سالم “كانت مسيرتي في معالجة الأمراض السرطانية والأبحاث فيها طويلة إذ أنها امتدت إلى أربع وخمسين سنة. الشكر لله الذي منحني هذه الفرصة الذهبية لخدمة المريض المصاب بهذه الأمراض”. وأضاف أنه في هذه المسيرة كان هناك النجاح كما كان هناك الفشل، وأن الفشل كان معلمه الأكبر.

البروفيسور اللبناني: الجائزة تعني له الكثير.. لقد تعلمت أن البحث هو الطريق إلى صنع المعرفة

وعن إنجازين قدمهما للطب قال البروفيسور سالم إن “الأول يعود إلى السبعينات حين اكتشفنا أن الالتهابات الجرثومية التقليدية المتكررة في المعدة والأمعاء والجهاز الهضمي قد تتطور إلى سرطانات إن لم تعالج وهي في مراحلها الأولى بالمضادات الحيوية، وإن لم نمنع الإصابة بها بواسطة اللقاحات. وتمددت هذه النظرية الجديدة إلى الالتهابات التي قد تصيب أعضاء أخرى في الجسم كتلك التي تصيب الكبد والمثانة. وقد مُنحت جائزة نوبل في الطب سنة 2005 لهذه النظرية فأصبحت اليوم من أهم دعائم البحث العلمي ومعالجة الأمراض السرطانية. وأعظم مثال على ذلك هو الالتهاب الذي يصيب عنق الرحم بجرثومة هربس. وإن لم يعالج هذا الالتهاب يؤدي إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم”.

وتابع “إلا أننا اليوم نمتلك لقاحا ضد هذه الالتهابات الجرثومية وبالتالي نحن قادرون اليوم على منع حدوث الإصابة بسرطان عنق الرحم بنسبة 85 في المئة. لذلك يجب على كل النساء ما بين عمر 10 سنوات و30 سنة أخذ اللقاح. إن ثلث الإصابات بالسرطان سببها الالتهابات الجرثومية. وان تمكنا من معالجة هذه الالتهابات أو منعها نتمكن من منع حصول ثلث الإصابات بالسرطان في العالم”.

وبخصوص الإنجاز الثاني قال البروفيسور سالم “إنه يتمثل في تطوير إستراتيجية جديدة لمعالجة مرضى السرطان وهم في الحالات المتقدمة من المرض”. وأضاف أنهم في السنوات السبع الأخيرة طوروا علاجا يمزج بين العلاج المناعي والعلاج الكيميائي التقليدي والعلاج المستهدف. وفي هذه الإستراتيجية يعالج كل مريض بالعلاجات الثلاثة. ولكن علاج المريض يقاس على شخصه وعلى نوع مرضه. ولذا فكل مريض يعطى علاجا يختلف عن علاج المريض الآخر. هذه الإستراتيجية تمنحهم القدرة على استعمال كل الأسلحة المتوفرة لديهم لمعالجة المريض كما تسمح لهم بإعطاء كل مريض علاجا خاصا به. وفي أبحاثهم المتعلقة بهذه الإستراتيجية كانت النتيجة أنه حوالي 90 في المئة من المرضى يحصلون على استجابة ما. ولكن 50 في المئة منهم يحصلون على استجابة كاملة.

وقال البروفيسور سالم “هنا يجب أن نتذكر أن الاستجابة الكاملة في العلاج التقليدي لهذه الحالات تقارب الصفر. لذلك تشكل هذه الإستراتيجية تقدما كبيرا ويجب أن تعتبر الخيار الأفضل لكل المرضى المصابين بالسرطان الذين استهلكوا العلاجات التقليدية. ولذا ننصح جميع الأطباء باستعمال هذه الإستراتيجية عندما يشعر الطبيب بأنه أمام حائط مسدود”.

وتقدم البروفيسور سالم بالشكر ثانية إلى هيئة منح الجوائز العلمية في دبي على إطلاق جائزة تحمل اسمه في الأبحاث السرطانية.

وقال “هذه الجائزة تعني لي الكثير إذ تعلمت من مسيرتي أهمية البحث العلمي. لقد تعلمت أن البحث هو الطريق إلى صنع المعرفة وتعلمت ما هو أهم بأن البحث العلمي هو أهم وسيلة لتدريب العقل وصنع عقل جديد. إن القيام بالأبحاث العلمية هو حاجة ملحة ونحن لا يمكننا أن نبني ثقافة المعرفة دون الانخراط في الأبحاث العلمية”.

17