#ميني_مافيا شروخ لبنان على لسان أطفاله

بيروت - أثارت حلقة من برنامج تلفزيوني جديد عُرض السبت على قناة "الجديد" اللبنانية بعنوان "ميني مافيا" جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، بعد استضافته أطفالاً دون عمر الثالثة عشرة، ناقشوا مواضيع سياسية وطائفية. واعتبر كثيرون أنّه يحمل في طيّاته رسائل “فتنة” تهدد السلم الاجتماعي في هذه المرحلة الحسّاسة.
ولخص مغرد الحلقة:
noorali_aden@
حشو عقول الأطفال منذ الصغر بأفكار متطرفة يجعلهم قنابل موقوتة في المستقبل. برنامج أطفال على قناة “الجديد” اسمه “ميني مافيا” تحول إلى نقاش سياسي بين أطفال أحدهم عن حزب الله والآخر عن حزب الكتائب رغم انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية منذ أكثر من ثلاثين سنة، ولكن النسيج الاجتماعي لا يزال مدمرا.
دفع الجدل وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري إلى الاتصال بإدارة قناة “الجديد”، وتناولا ما عرضه برنامج “ميني مافيا” في حلقته مع الأطفال. وكتب مكاري على حسابه في منصة إكس:
ZiadMakary@
اتصلت بإدارة تلفزيون “الجديد”، وتناولنا مضمون حلقة “ميني مافيا” مع الأطفال. وتم الاتفاق على معالجة ذيول ما حدث وتطويق أي ارتدادات سلبية له، بما يضمن إعطاء الأولوية لحماية الأحداث، ويراعي مشاعرهم ويواكب اهتماماتهم العمرية، من دون إقحامهم في المجال السياسي أو الحزبي أو الطائفي.
وبحسب ما أوردته “الوكالة الوطنية للإعلام” فقد “تم الاتفاق على معالجة ذيول الحلقة وتطويق أي ارتدادات سلبية لها، بما يضمن إعطاء الأولوية لحماية الأحداث ومراعاة الظروف الفضلى لنموّهم في بيئة عامة صحية وسليمة، تراعي مشاعرهم وتواكب اهتماماتهم العمرية، من دون إقحامهم في المجال السياسي أو الحزبي أو الطائفي.”
من جهته تطرّق المكتب الإعلامي لوزارة الشؤون الاجتماعيّة / المجلس الأعلى للطفولة إلى ما وصفه بـ”استغلال الأطفال في سجالات إعلامية.”
وجاء في البيان “بعد عرض حلقة حواريّة تلفزيونية تضّم عدداً من الأطفال يناقشون بشكلٍ مستفزّ مواضيع سياسية لا تتناسب مع أعمارهم شكلاً ومضموناً، واستناداً إلى اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها الدولة اللبنانية، والتي تلتزم ضمان المصلحة الفضلى للأطفال، يؤكّد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال / رئيس المجلس الأعلى للطفولة، هيكتور حجار، أنّه من غير المقبول زجّ الأطفال في برامج إعلامية لا تناسب أعمارهم وتمسّ بالأمن الاجتماعي والسلم الأهلي.”
وهاجم الجمهور الحلقة وفكرة إدخال الأطفال في تلك السجالات. وأكد أن هذه النوعية من البرامج تعكس أزمة حقيقية في بعض الممارسات الإعلامية التي تتجاهل حقوق الأطفال وتستغل براءتهم لتحقيق أهداف مثيرة للجدل أو مكاسب تجارية.
وكتب أحد المتابعين مُطالباً بإيقاف البرنامج:
77ahed@
برنامج كارين سلامة على قناة “الجديد” يبشرنا ببناء “دولة” على أيدي أجيال تحمل التطرف الديني والحزبي والمناطقي. حالات من الأطفال المظلومين في تربيتهم لا يجب استعراضها كحالات عامة.
أوقفوا برنامج كارين سلامة كي لا تعمم حالات الأطفال على أصدقائهم واتركوا الأطفال يعيشون مراحلهم العمرية #قناة_الجديد.
كما علق إعلامي:
chadiman@
أولاد صغار لا يتخطى كبيرهم 13 سنة أتت بهم كارين سلامة لتحاورهم بقرف السياسة؟ أولاد كان من المفروض أن يبقوا في المكتبات، في مدينة الملاهي، في الحقول بالطبيعة، أتوا ليعكسوا القرف الذي يسمعونه في بيوتهم ومن أهاليهم! أطفال قُصّر والمسؤول عنهم أهاليهم، أين هم؟ كيف يترك الأهالي أولادهم ويبعثونهم إلى برنامج همه المشاهدات واللايكات على حساب الطفولة والبراءة! أتوا بأولاد ليخوضوا في مسائل طائفية؟ أين وزارة الإعلام؟ أين المسؤولون عن حماية الأحداث؟ استغلال الطفولة والتجارة بالأطفال في أعلى درجاتهما!
وردت مقدمة البرنامج كارين سلامة على الانتقادات التي طالتها بسبب تلك الحلقة فكتبت عبر منصة إكس:
SalamehCarine@
مع احترامي لكل الآراء التي تفاعلت مع أول حلقة من برنامج mini mafia، وخصوصاً التي اعترضت وزعمت أن الهدف استغلال الأطفال، أقول إذا فعلاً أساءت الحلقة للأطفال فأنا أعتذر لأني أم وحريصة على كل طفل في الكوكب أكثر من كل المتاجرين بالطفولة، فكم بالحري أطفال بلدي. أما إذا كانت الحقيقة تجرح لأن الأطفال فضحوا المجتمع الذي ربّاهم على ثقافة رفض الآخر فهذه مسؤولية المجتمع وخصوصاً الأهل وليست مسؤولية إعلامية أو مسؤولية أعضاء فريق عمل سلّطوا الضوء على الواقع وقاموا بواجبهم المهني على أكمل وجه ومن دون انحياز، ولبعض المزايدين خذوا فكرة عن برنامج mini mafia.
وفي معرض ردود الأفعال المؤيدة:
gaby_mardini@
#كارين_سلامة تعكس صورة بعض شرائح المجتمع اللبناني في برنامج تستضيف فيه أطفالا ترعرعوا في بيئات مختلفة.
حلقة رائعة لأطفال هم مرآة لأهاليهم. حلقة تستوجب من اللبنانيين أن يسألوا أنفسهم أي لبنان يريدون، برافو كارين حلقة تستحق مشاهدتها أكثر من مرة وتحليلها ودراستها والبناء عليها. #ميني_مافيا.
ولاحقا أصدرت قناة “الجديد” توضيحاً جاء فيه “تمَّ مساء السبت بث الحلقة الأولى من برنامج ‘ميني مافيا’، الذي استضاف عدداً من الأطفال في إطار عرض مواهبهم الفتيّة، بهدف تسليط الضوء على إمكانياتهم وابتكاراتهم التي تحتاج إلى دعم إعلامي. وقد تزامن عرض الحلقة مع توقيت انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان، حيث اقترح فريق الإعداد استضافة أطفال لبنانيين لإظهار مدى تأثرهم بالبيئة الاجتماعية والسياسية.”
وأضافت “لكن، وعند مشاهدتها، تبيّن للقناة أن حوارا بين طفلين في الحلقة قد تجاوز براءتهما وسنّهما، ما دفعها إلى حذفه بالكامل. ولدى بث الحلقة، والتي كانت قد خضعت لمونتاج سريع، فوجئت الإدارة بأنّ المقطع المحذوف تم بثه من طريق الخطأ، وهو ما تتحمّل مسؤوليته القناة وتُجري حالياً تحقيقاً لمحاسبة المسؤولين.”
وأكدت قناة “الجديد” في بيانها أنّها “وإذ تعتبر الأطفال عالماً مقدساً وتحافظ في برامجها على خصوصيتهم، تعتذر عن هذا الخطأ الناجم عن إهمال وظيفي، وتؤكد أنه لم يكن هدفها استثمار الطفولة تلفزيونيّا. كما تم حذف المقطع المسيء عن جميع مواقع القناة الإخبارية.”