ميليشيات عراقية تضع السوداني في موقف محرج بتوعدها إسرائيل

بغداد – يضع إعلان فصائل عراقية مسلحة بارزة عزمها الانخراط في مواجهة إسرائيل إلى جانب حزب الله اللبناني، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في موقف صعب أمام رد فعل تل أبيب والولايات المتحدة في حال مضى التصعيد إلى نهايته، وأقدمت تلك الفصائل على تنفيذ أي ضربة ضد المواقع الإسرائيلية من داخل الأراضي العراقية، أو مهاجمة القواعد الأميركية في البلاد.
وفي أوائل فبراير الماضي أعلنت الفصائل المسلحة في العراق وقف عملياتها العسكرية ضد القواعد العسكرية والسفارة الأميركية في العراق، وأمهلت رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أربعة شهور للتفاهم مع واشنطن على سحب كامل قواتها من العراق.
غير أن تطورات المواجهات في غزة والتصعيد المتواصل على الجبهة اللبنانية، أسفرا أخيرا عن إعلان ما تُسمى بـ"كتائب سيد الشهداء"، وهي إحدى أبرز الفصائل المسلحة العراقية، الأحد، أنها "ستدخل في أي حرب تندلع بين حزب الله اللبناني وإسرائيل".
ونقلت وكالة "شفق نيوز" عن المتحدث باسم الكتائب كاظم الفرطوسي، قوله إن "الحرب الجارية في غزة وكذلك في لبنان ما بين حزب الله والكيان الصهيوني، هي حرب محور واحد، والعراق جزء من هذا المحور"، مضيفا "نحن في الفصائل العراقية ضمن هذه الحرب، ونحن داخلون بهذه الحرب فعلا، ولا نحتاج للدخول فيها، فنحن جزء منها".
وأوضح أن "الفصائل العراقية تعمل على استهداف الكيان الصهيوني (إسرائيل) بشكل شبه يومي، وبشكل متعدد، ونحن مع فلسطين في حربها ومع حزب الله في حربه".
وشدد الفرطوسي على أنه "إذا ما أقدمت حكومة حكومة الكيان الغاصب على أي جنون مع حزب الله في لبنان، فستكون هناك مقبرة كبيرة لهذا الكيان، والجميع سوف يشارك في دفنه بها".
وتضم جماعة "المقاومة الاسلامية العراقية" كلا من فصائل "النجباء" و"كتائب حزب الله" و"سيد الشهداء" و"الإمام علي" و"أنصار الله الأوفياء" وفصائل أخرى تُعرف بأنها مرتبطة بإيران.
وتثير التصريحات التصعيدية للقيادي العراقي الذي تحدث باسم ما أسماه "فصائل المقاومة الإسلامية"، لغطاً بشأن مدى تعبيرها عن قوى الفصائل العراقية المسلحة المختلفة.
وصنفت الخارجية الأميركية، نهاية العام الماضي، "كتائب سيد الشهداء" وأمينها العام "إرهابيين عالميين مصنفين تصنيفاً خاصاً".
والسبت، تناولت منصات إخبارية مرتبطة بفصائل عراقية مسلحة تصريحات لزعيم ميليشيا "النجباء" أكرم الكعبي، قالت إنه خلال زيارة له إلى لبنان، من دون أن توضح تاريخها، أكد الوقوف مع حزب الله في حال بدء أي هجوم إسرائيلي.
وقال الكعبي "نحن في المقاومة العراقية نقف مع حزب الله وسنكون مع حزب الله في أي هجوم إسرائيلي أو أي حراك إسرائيلي ضد الحزب. وسنكون مع الحزب في صف واحد كما كنا معه".
وتشن الجماعة عمليات استهداف متكررة ضد اسرائيل، كما كانت تستهدف القوات الأميركية في العراق وسوريا، وتقول إن ذلك انتصارا لغزة وفلسطين، قبل أن تتخذ قرارا بوقف هجماتها تجاه المصالح الأميركية.
والأربعاء الماضي، أعلنت "تنسيقية المقاومة العراقية"، التي تضم عددا من الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، عقد اجتماع وصفته بأنه "استثنائي"، لبحث ملف الوجود الأميركي في البلاد، وذلك بعدما شنّت الدبلوماسية الأميركية ممثّلة بالسفيرة الحالية لدى العراق ألينا رومانوسكي والسفيرة المرشّحة من قبل إدارة جو بايدن لخلافتها تريسي جاكوبسون حملة انتقادات لاذعة للميليشيات وتوعدتها بالتصدي لأنشطتها التي وصفتها بالتخريبية والهدامة.
وتشير تقارير إلى أن الفصائل عازمة على العودة بقوة لاستهداف المصالح الأميركية في حال رفض الولايات المتحدة والمماطلة في سحب قواتها من العراق.
وإذا بدأت الحرب بين حزب الله وإسرائيل، فإن "الهدنة" ستنتهي بشكل تلقائي في العراق.
وقدمت الحكومة العراقية تعهدات للفصائل المسلحة لاستكمال انسحاب القوات الأميركية في أقرب وقت ممكن، لكن الفصائل ترى أن تنفيذ هذا التعهد صعب.
ويرجح البعض بأن الفصائل المسلحة سوف تدخل في تصعيد كبير مع القوات الأميركية، لكن ذلك سيكلف العراق الكثير وهناك معارضون لإقحام العراق في تصعيد جديد.
وتوجه اتهامات إلى جهات سياسية باستخدام بعض الفصائل لتحقيق مصالح فئوية وكورقة ضغط على رئيس الوزراء لتمرير أجندات داخلية وخارجية.
والتصعيد بين العراق والولايات المتحدة يحمل في طياته العديد من العواقب المحتملة التي يمكن أن تؤثر على المنطقة بشكل كبير. اذ يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوترات الأمنية في العراق، مما يعرض حياة المدنيين للخطر ويزيد من عدم الاستقرار في البلاد.
وهذا التصعيد يدفع الفصائل المسلحة المدعومة من إيران إلى تكثيف هجماتها على القوات الأميركية والمصالح الغربية في العراق، مما يزيد من احتمالية وقوع مواجهات عسكرية مباشرة بين الطرفين.
ويؤثر التصعيد على العلاقات الدبلوماسية بين العراق والولايات المتحدة، حيث قد تجد الحكومة العراقية نفسها مضطرة لاتخاذ موقف أكثر حدة تجاه الوجود الأميركي في البلاد، مما قد يؤدي إلى تقليص التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين.
وهذا التوتر الدبلوماسي ينعكس سلبا على جهود إعادة الإعمار والتنمية في العراق، حيث تعتمد البلاد بشكل كبير على الدعم الدولي لتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
ويؤثر التصعيد على أسواق النفط العالمية، حيث يعتبر العراق أحد أكبر منتجي النفط في العالم. أي اضطرابات في إنتاج النفط العراقي قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية، مما يؤثر على الاقتصاد العالمي بشكل عام.