ميليشيات الدبيبة تتصدى لمسلحي الزاوية القادمين لإعادة صنع الله لمنصبه

اتفاق بين قادة المجموعتين المسلحتين على عودة رتل الزاوية إلى منطقته وانسحاب ميليشيات طرابلس إلى تمركزاتها وترتيب لقاء مع الدبيبة.
الأحد 2022/07/17
ليبيا على صفيح ساخن بسبب النفط

طرابلس – ارتفع منسوب التوتر الأمني مجددا في العاصمة الليبية طرابلس بعد أن شهدت مداخلها تحشيدات مسلحة ليلة السبت وفجر الأحد بين ميليشيات تابعة للدبيبة وأخرى قادمة من الزاوية، من أجل إعادة مصطفى صنع الله إلى منصبه على رأس المؤسسة الوطنية للنفط.

وأفاد موقع "الساعة 24" المحلي بانتشار أمني مكثف وسط العاصمة طرابلس الأحد، تحسبا من استهداف مؤسسة النفط وردا على التحشيد العسكري ببوابة "جسر الـ27" غرب طرابلس من مجموعات الزاوية المسلحة، التي سيطرت فعلا على البوابة.

وكانت كتائب الزاوية قد تحركت ليلة السبت وفجر الأحد رفضا لقرار رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة تغيير مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط.

ونقلت مواقع تواصل اجتماعي صورا ومقاطع فيديو لأرتال عليها أسلحة متوسطة يبدو أنها "تحركت من الزاوية (40 كيلومترا غرب طرابلس) وتمركزت في بوابة 'جسر الـ27' غرب العاصمة، بقصد إعادة رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله إلى منصبه".

في المقابل، انتشرت أرتال أخرى داعمة للدبيبة تمترست في مدخل طرابلس الغربي بمنطقة "الغيران"، مع وجود تحركات عسكرية في مدخل المدينة الشرقي بتاجوراء، والجنوبي بطريق المطار، وأمام مقر مؤسسة النفط، وسط المدينة.

ولفت موقع "الساعة 24" إلى أن المجموعة المسلحة القادمة من الزاوية بقيادة حسن زعيط، وبينها مهرّب الوقود محمد كشلاف الملقب بـ"القصب"، قد عادت من حيث أتت، فيما انسحبت بعض مجموعات طرابلس إلى تمركزاتها السابقة، وبقي البعض الآخر في مداخل المدينة ووسطها.

وأضاف أن هذا الانسحاب جاء بعد إبرام اتفاق بين قادة المجموعات المسلحة ينص على عودة رتل الزاوية إلى منطقته وترتيب لقاء مع الدبيبة.

وكانت حكومة الدبيبة أصدرت الأربعاء مرسوما عيّنت بموجبه المصرفي البارز فرحات بن قدارة رئيسا للمؤسسة الوطنية للنفط، خلفا لصنع الله.

وبينما رفض صنع الله هذا القرار، استلم بن قدارة مهامه في مقر المؤسسة في طرابلس وأعلن الجمعة رفع حالة القوة القاهرة عن جميع حقول وموانئ النفط في ليبيا واستئناف التصدير، في خطوة تشير أنباء إلى أنها جاءت بالاتفاق بين الدبيبة وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر. 

وتأتي هذه الأحداث في الوقت الذي تدرس فيه حكومة الدبيبة تحويل دعم المحروقات إلى صيغة نقدية تُدفع مباشرة لليبيين عبر منظومة الرقم الوطني، بدل الدعم السلعي الذي فاق الإنفاق عليه العام الماضي 20 مليار دينار، فيما بلغ خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي 8.6 مليار دينار، بحسب بيانات سابقة لمصرف ليبيا المركزي.

وتشتهر مدن غرب طرابلس بتهريب وقود البنزين والديزل وزيوت المحركات إلى خارج البلاد. ونشطت منذ عام 2012 عصابات تهريب، وتنامى نشاطها بعد ذلك تواليا، مستغلة الاضطراب الأمني وانتشار السلاح، مع فرق سعر الوقود مقارنة بالدول الأخرى في تهريبه إلى دول الجوار برا، وإلى بعض الدول الأوروبية عن طريق البحر.

ويزداد نشاط التهريب في مدينة الزاوية "حيث توجد أكبر مصفاة تكرير وميناء نفطي، وكذلك في مدينتي صبراتة وزوارة، القريبتين من الحدود التونسية.

ويعتبر الوقود الليبي المدعوم من الأرخص عالميا، ويباع بمقابل 150 درهما ليبيا للتر الواحد، بما يعادل نحو ثلاثة سنتات أميركية.

وتشهد ليبيا منذ مارس الماضي صراعا حكوميا بين الدبيبة وباشاغا، حيث تم تكليف الأخير من قبل مجلس النواب، إلا أنه وحكومته لم يستطيعا استلام السلطة ودخول عاصمة البلاد، حيث تسيطر حكومة الدبيبة الناتجة عن اتفاق جنيف، وترفض تسليم مهامها إلا لسلطة منتخبة.

ومن جهة أخرى، استعصى على مجلسي النواب والدولة الوصول إلى توافق حول القاعدة الدستورية المنظمة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة من العام الماضي.