ميليشيات إيران في العراق تتوعد تركيا في حال غزوها سنجار

بغداد - أعلنت حركتا "عصائب أهل الحق" و"النجباء" الشيعيتان العراقيتان استعدادهما لمواجهة الوجود التركي شمال العراق في حال قررت أنقرة مهاجمة جبل سنجار.
وتستشعر إيران في العراق مخاوف جدية من تثبيث تركيا لموطئ قدم لها في البلاد تحت حجة محاربة عناصر حزب العمال الكردستاني، الأمر الذي دفعها على ما يبدو إلى تحريك الميليشيات الموالية لها.
وتحاول تركيا الاستثمار في علاقتها الجيدة مع كل من حكومة بغداد بقيادة مصطفى الكاظمي وقادة إقليم كردستان، لتعزيز حضورها الميداني في البلاد تحت يافطة محاربة عناصر العمال.
ووصفت عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي، مخطط تركيا لمهاجمة جبل سنجار بـ"المغامرة غير المحسوبة وتكرار لانتهاك السيادة"، وأكدت على الاستعداد "للتصدي لأي سلوك عدواني".
وقالت العصائب في بيان "تتجدد تهديدات القوات التركية باجتياح جديد للأراضي العراقية، حيث تؤكد المعلومات وجود خطط تركية عسكرية لغزو مناطق جبل سنجار، التي سبق وأن تحررت بدماء شهدائنا الأبرار وعزيمة مقاتلينا الأبطال من سطوة الزمر الإجرامية والتكفيرية".
ودعت حركة "النجباء" القوات التركية إلى "مراجعة حساباتها قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة غير محسوبة النتائج".
وشنت تركيا عملية عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في منطقة كارا بشمال العراق يوم العاشر من فبراير أسمتها "مخلب النسر - 2"، واتهمت حزب العمال الكردستاني بإعدام 13 من رعاياها في المنطقة.
وذكر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن جنودا أتراكا عثروا على 13 جثة في كهف تمت السيطرة عليه بعد اشتباكات عنيفة ضد أعضاء حزب العمال الكردستاني، التنظيم الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون "إرهابيا".
ويقول المراقبون إن تركيا قد تحاول الاستثمار في الخبر لشن هجوم على سنجار، حيث يتحصن عناصر الحزب الكردستاني الذي تخوض معه صراعا مريرا منذ عقود، وقد فشلت إلى حد الآن في كسر شوكته.
ويرى هؤلاء في إعلان تركيا عن القتلى الأتراك، ربما تبريرا لعمليات عسكرية ضد جبل سنجار.
وتنفذ تركيا مرارا غارات جوية على قواعد خلفية لحزب العمال الكردستاني في المناطق الجبلية شمال العراق، حيث أقام معسكرات تدريب ومخابئ أسلحة، وتقوم قوات خاصة أحيانا بعمليات توغل محدودة.
وتثير العمليات التركية توترا مع الحكومة العراقية، وفي كل مرة يجدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التأكيد على أن بلاده تعتزم معالجة مسألة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، إذا كانت بغداد "غير قادرة على القيام بذلك".
ومع تصاعد العمليات العسكرية التركية شمال العراق وتوسّع رقعتها، احتجّت السلطات العراقية عدّة مرّات على انتهاك تركيا لسيادة البلد، دون أن تلقى تلك الاحتجاجات أي أصداء لدى الجانب التركي.
وخلال السنوات الأخيرة كثّفت تركيا من تدخّلها العسكري داخل الأراضي العراقية، ووسّعت من عملياتها ضدّ حزب العمال لتشمل مناطق جديدة مثل منطقة سنجار بشمال غرب محافظة نينوى، بعد أن كانت مقتصرة على مناطق بعينها داخل إقليم كردستان العراق.
وتعمل أنقرة عبر ترويجها لمحاربة عناصر حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية، ضمن مخطط لتأسيس وجود عسكري مستدام من خلال تركيز قواعد عسكرية، وذلك بعد أن كانت تكتفي بالقيام بعمليات عسكرية خاطفة وحملات محدودة لملاحقة هؤلاء المسلّحين، حيث أنشأت لها قاعدة عسكرية في منطقة بعشيقة بشمال شرق مدينة الموصل، ولا تزال تصر على عدم إخلائها رغم مطالبات بغداد المتكرّرة بذلك.