ميقاتي يكشف عن اتصالات دبلوماسية مكثفة لوقف الحرب على لبنان

بيروت - كشف رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم الخميس عن أن الاتصالات الدبلوماسية تكثفت في الساعات الماضية قبيل انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي بهدف السعي مجددا إلى وقف إطلاق النار، وبالتالي القيام بمزيد من الضغط لوقف "العدوان الإسرائيلي" على لبنان.
وأضاف في بيان صدر عن مكتبه أمام زواره (لم يذكرهم) "هناك اتصالات تجري بين الولايات المتحدة وفرنسا، التي طلبت انعقاد مجلس الأمن، بهدف إحياء الإعلان الخاص بوقف إطلاق النار لفترة محددة لكي يصار إلى استئناف البحث في الحلول السياسية".
ودعت الولايات المتحدة وفرنسا في بيان وقعته أيضا اليابان وقطر والسعودية والإمارات في 26 سبتمبر، إلى "وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية لإفساح المجال أمام الدبلوماسية".
وأبلغ ميقاتي في اليوم اللاحق أثناء وجوده في الأمم المتحدة محاوريه الدوليين بموافقة حزب الله.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكّد في ذلك اليوم في خطابه في الأمم المتحدة عزم بلاده على مواصلة قصف حزب الله في لبنان.
وشنّت إسرائيل بعد ساعات من ذلك غارات جوية مدمّرة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، أسفرت عن مقتل الأمين العام لحزب الله مع آخرين.
وقال ميقاتي وفق البيان "لقد عبرنا مجددا خلال الاتصالات الديبلوماسية عن استعدادنا لتطبيق القرار 1701 شرط التزام إسرائيل بكل مندرجاته".
ويدعو قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر في 11 أغسطس 2006 إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوات "يونيفيل" الأممية.
لكن هناك انتقادات متواصلة لسعي دول الغرب إلى تطبيق القرار على لبنان دون إسرائيل.
وفي موقف لافت الثلاثاء، قال نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في كلمة متلفزة "نؤيد الحراك السياسي الذي يقوم به رئيس البرلمان (نبيه) بري وبعنوانه الأساسي وهو وقف إطلاق النار"، من دون أن يربطه مباشرة بوقف لإطلاق النار في غزة.
ويعدّ بري الذي يرأس حركة أمل الشيعية، حليفا وثيقا لحزب الله، وهو يقود منذ أيام مع ميقاتي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، حراكا دبلوماسيا للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في لبنان بمعزل عن الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
أتى بيان ميقاتي بعدما انتقد بري، الذي فوضه الحزب بمتابعة مساعي وقف النار، موقف الولايات المتحدة، معتبرا أن "الأميركيين يؤيدون وقف النار لكنهم لا يفعلون الكثير".
وشدد ميقاتي، وفق البيان، "على أولوية وقف العدوان الاسرائيلي الذي يتسبب بسقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى ولا يوفّر المدنيين وعناصر الإسعاف والإغاثة"، لافتا إلى أن "هذا أمر يخالف كل القوانين والشرائع الدولية".
وتابع أن "العنف والقتل والتدمير لن يوصل إلى حل ويجب إلزام إسرائيل بوقف عدوانها المدمر لأننا نخشى إذا ما تطورت الأمور، أن تتوسع رقعة المواجهات لتطال المنطقة بأسرها".
وكثّفت إسرائيل غاراتها الجوية على أهداف مختلفة لحزب الله في لبنان منذ 23 سبتمبر وتسبّبت بدمار وتهجير كبيرين، وأعلنت بدء عمليات برية عند الحدود في جنوب لبنان في 30 منه.
وأسفرت تلك الغارات حتى مساء الأربعاء، عن 1323 قتيلا و3698 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من 1.2 مليون نازح، وفق بيانات رسمية لبنانية.
ويرد حزب الله يوميا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
ومن جهة ثانية، أكد ميقاتي أنّ "خطّة الطّوارئ الحكوميّة لإغاثة النّازحين يجري تنفيذها بشكل مستمر، مع مراجعة دوريّة ومهنيّة لتصويب أيّ تقصير أو خلل، لأنّ حجم النّزوح في آن واحد شكّل عامل ضغط لا يُستهان به، ولذلك يجب تكثيف العمل لتلبية الحاجات كافّة قدر المستطاع".
وركّز على أنّ "وقوف الدّول الصّديقة والشّقيقة والمنظّمات الدّوليّة إلى جانبنا، يشكّل بالطّبع عاملًا أساسيًّا في التّخفيف من وطأة أزمة النّزوح، في الظّروف الاستثنائيّة الّتي يمرّ بها لبنان".
وكان ميقاتي قد بقي على تواصل مع وزير الدّاخليّة والبلديّات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، لمعالجة المشكلات الأمنيّة الّتي تحصل في عدد من المناطق، وطلب "دعوة مجلس الأمن المركزي إلى الانعقاد، لبحث الملف برمته ومعالجة الثّغرات القائمة".