ميقاتي يكشف خطة لتعزيز الجيش في الجنوب فور وقف إطلاق نار

رئيس الحكومة اللبنانية ينفي دخول القوات الإسرائيلية إلى جنوب البلاد مؤكدا أنها تقوم بعمليات كرّ وفرّ.
الثلاثاء 2024/10/15
ميقاتي يشير إلى زيادة بين سبعة آلاف إلى 11 ألفا جنديا في صفوف الجيش

بيروت - أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الثلاثاء استعداد السلطات لتعزيز عديد الجيش في جنوب لبنان، إذا تمّ التوصل الى وقف لإطلاق نار بين حزب الله وإسرائيل التي قال إن قواتها تقوم بعمليات "كرّ وفرّ" في البلاد.

وقال ميقاتي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية "لدينا حاليا 4500 جندي في جنوب لبنان ويُفترض أن نزيد بين سبعة آلاف الى 11 ألفا".

وأوضح أنه في حال التوصل الى وقف لإطلاق النار، يمكن "نقل جنود من مناطق غير ساخنة" الى جنوب البلاد.

وفتح حزب الله اللبناني في الثامن من أكتوبر 2023 جبهة "إسناد" لغزة غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية. وصعّدت إسرائيل عملياتها العسكرية في لبنان بدءا من 23 سبتمبر، ثم أعلنت نهاية سبتمبر بدء عمليات توغل بري محدودة جنوبا.

وتخوض القوات الاسرائيلية وحزب الله مواجهات واشتباكات على الحدود. ويعلن حزب الله تصديه لمحاولات تسلل واستهدافه جنودا إسرائيليين يتحركون داخل لبنان.

وردا على سؤال عما إذا كنت القوات الإسرائيلية باتت موجودة داخل لبنان، أجاب ميقاتي "معلوماتنا أن عمليات كرّ وفرّ تحصل، يدخلون ويخرجون".

وأشار ميقاتي الذي تدير حكومته البلاد منذ انتهاء ولاية الرئيس اللبناني السابق في نهاية أكتوبر 2022، الى أن "المسعى الدولي القائم حاليا" يتمحور حول "إصدار قرار بوقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 وتعزيز وجود الجيش اللبناني في جنوب الليطاني".

وأضاف "نحن مستعدون كدولة لبنانية أن نفرض سيادتنا على كامل الأراضي اللبنانية".

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب مدمّرة خاضاها صيف 2006. وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة اليونيفيل في جنوب لبنان وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.

وأكّد ميقاتي من جهة أخرى اتخاذ السلطات إجراءات مراقبة مشددة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت منذ أسبوع، بوابة لبنان الوحيدة جوا الى العالم، للحؤول دون استهدافه من إسرائيل.

وقال "نحن كحكومة نقوم بكل ما أوتينا من قوة من أجل نزع الذرائع من يد الإسرائيلي". وأوضح أن الركاب والطائرات والبضائع المنقولة تخضع كلها لـ"تدقيق قوي" منذ أسبوع.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في 27 سبتمبر أن الطيران الإسرائيلي يحلق في محيط مطار بيروت لمنع إيران، الداعمة الرئيسية لحزب الله، من إرسال شحنات أسلحة للحزب عبره.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري حينها "لن نسمح لأي طائرات عدائية محملة بالعتاد العسكري بالهبوط فيه".

وخلال الأسبوع الماضي، نفى وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية لوكالة الصحافة الفرنسية الاتهامات الإسرائيلية باستخدام المطار والمعابر الحدودية لإدخال السلاح الى حزب الله. وشدد على أن المطار "يخضع للقوانين اللبنانية ولتدقيق من مختلف الإدارات المعنية والأجهزة الأمنية".

ومطار بيروت هو المطار الوحيد الذي يربط لبنان بالعالم. وعلقت كافة شركات الطيران تسيير رحلات منه واليه باستثناء شركة طيران الشرق الاوسط الوطنية. كما تصل اليه طائرات مساعدات.

ويأتي هذا بينما حذّرت إسرائيل مرة جديدة سكان مناطق لبنانية من العودة إليها.

ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، بمنشور على منصة "إكس"، اليوم الثلاثاء، اللبنانيين إلى عدم العودة إلى منازلهم في الجنوب، أو إلى حقول الزيتون (ومعروف أن هذا الشهر هو موسم قطاف الزيتون في البلاد).

كما زعم ثانية أن عناصر حزب الله يستخدمون سيارات الإسعاف لنقل الأسلحة، وهدد بأن الجيش الإسرائيلي "سيتخذ الإجراءات اللازمة ضد أي مركبة تنقل مسلحين بغض النظر عن نوعها".

وكثفت إسرائيل من غاراتها على مناطق في شمال لبنان، خلال اليومين الماضيين، مستهدفة مناطق حدودية مع سوريا.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، أن الطيران الإسرائيلي أغار اليوم على طريق "جرماش - قلد السبع" الحدودي مع سوريا، شمالي الهرمل، مضيفة أن "مسيّرة أغارت على بلدة حوش السيد علي في قضاء الهرمل".

كما أفادت الوكالة بأن الطيران الإسرائيلي قصف منطقة أخرى في جرماش على الحدود في الهرمل.

الأكثر من ذلك، قصف الجيش الإسرائيلي اليوم مبنى في حي العسيرة في بعلبك (شمال شرق بيروت) بصاروخين.

وكان أكثر من 20 شخصا قتلوا في قصف استهدف للمرة الأولى، بلدة أيطو في قضاء زغرتا بشمال لبنان، الاثنين، حسب إحصاء للصليب الأحمر اللبناني.

هذا الاستهداف يعد الثاني خلال الأسبوع الجاري لمنطقة في شمال لبنان بعد قصف بلدة دير بيلا، الواقعة على بعد 15 كيلومتراً من مدينة البترون الساحلية، السبت الماضي.