ميقاتي يسعى لطمأنة دول الخليج بعد تحذيرات السفر

السعودية تدعو مواطنيها لمغادرة لبنان والكويت تحذر.
الأحد 2023/08/06
تطمينات لا تتماشى مع الوقائع

يبدو الوضع الأمني في جنوب لبنان هشا وقابلا للانفجار في أيّ لحظة بسبب الاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة. وبناء على ذلك طالبت السعودية من مواطنيها مغادرة لبنان فورا ودعت الكويت مواطنيها للحذر.

بيروت - سعى رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي السبت إلى طمأنة دول الخليج بأن “الوضع الأمني بالإجمال لا يستدعي القلق والهلع”، بعد أن أصدرت كل من السعودية والكويت تحذيرات جديدة من السفر ودعتا مواطنيهما لمغادرة لبنان في أعقاب اندلاع أعمال عنف بين الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة جنوب البلاد.

ورجحت مصادر سياسية أن تكون دعوة السعودية والكويت مواطنيهما لمغادرة لبنان “على الفور” مبنية على معلومات استخباراتية وأمنية، فيما تحذر تقارير إعلامية أيضا من إمكانية تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد مع تواتر أنباء عن استعداد الجيش اللبناني للقيام بعملية عسكرية داخل مخيم عين الحلوة لوقف الاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية.

والاثنين الماضي، أغلق الجيش اللبناني جميع مداخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بعد تجدد الاشتباكات التي تدور منذ السبت الماضي داخله بين مجموعات إسلامية وقوات الأمن الوطني الفلسطيني التابعة لحركة فتح.

وعلق الإعلامي الفلسطيني عبدالباري عطوان على بيان السفارة السعودية لدى بيروت محذرا من أنه “ينذر بخطر كبير قادم". وقال عطوان عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقا) "بيان السفارة السعودية بلبنان الذي طالب رعاياها بالحذر والابتعاد عن مناطق التوتر والمغادرة ينذر بخطر كبير قادم إلى لبنان، ربما يكون عدوانا إسرائيليا أو اقتحاما عسكريا لمخيم عين الحلوة لنزع أسلحته.. المنطقة فوق فوهة بركان ولبنان ربما البداية والله أعلم". وجددت السعودية والكويت التحذيرات من السفر وسط اشتباكات بين فصائل متناحرة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان.

عبدالباري عطوان: بيان السفارة السعودية ينذر بخطر كبير قادم إلى لبنان
عبدالباري عطوان: بيان السفارة السعودية ينذر بخطر كبير قادم إلى لبنان

وقال ميقاتي في بيان “بنتيجة البحث مع القيادات العسكرية والأمنية، أفادت المعطيات المتوافرة أن الوضع الأمني بالإجمال لا يستدعي القلق والهلع، وأن الاتصالات السياسية والأمنية لمعالجة أحداث مخيم عين الحلوة قطعت أشواطا متقدمة”. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 13 شخصا. وقال البيان إن ميقاتي "كلف وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب بالتواصل مع الأشقاء العرب لطمأنتهم إلى سلامة مواطنيهم في لبنان".

كما طلب من وزير الداخلية بسام مولوي دعوة مجلس الأمن المركزي للانعقاد للبحث في التحديات التي قد يواجهها لبنان في هذه الظروف الإقليمية المتوترة، واتخاذ القرارات المناسبة لحفظ الأمن في كل المناطق اللبنانية. وحثت السفارة السعودية الجمعة مواطنيها على مغادرة الأراضي اللبنانية بسرعة وتجنب المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة.

ولم تحدد السفارة المناطق التي يجب الامتناع عن الاقتراب منها، إلا أن المملكة قامت، في الأول من أغسطس الجاري، بتحديث توجيهات السفر إلى لبنان ونصحت بتجنب “كافة أنواع السفر غير الضروري” إلى مناطق في جنوب لبنان قرب مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.

وقالت السفارة في بيان نُشر على منصة إكس “تود السفارة تحذير المواطنين الكرام من التواجد والاقتراب من المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، كما تطالب المواطنين بسرعة مغادرة الأراضي اللبنانية، وأهمية التقيد بقرار منع سفر السعوديين إلى لبنان".

كما أصدرت الكويت في وقت مبكر السبت بيانا تدعو فيه مواطنيها في لبنان إلى توخي الحذر. وقالت السفارة الكويتية في لبنان في بيان على حساب وزارة الخارجية على منصة إكس “تهيب سفارة دولة الكويت لدى الجمهورية اللبنانية بمواطني دولة الكويت المتواجدين في الجمهورية اللبنانية التزام الحيطة والحذر والابتعاد عن مواقع الاضطرابات الأمنية في بعض المناطق والتقيد بالتعليمات الصادرة عن السلطات المحلية المختصة”. لكنها لم تطلب منهم المغادرة.

وكثرت في السنوات الأخيرة حوادث الاقتتال داخل المخيم بين الفصائل الفلسطينية، حتى شكلت ذعراً ومصدر قلق لسكان المخيم وخشية على مستقبله، فتشكلت قوة أمنية مشتركة لإدارة المخيم وأبرمت اتفاقات عديدة لكن تم خرقها أكثر من مرة.

ونزح نحو رُبع سكان المخيم البالغ عددهم 80 ألفا بسبب الاشتباكات التي اندلعت في 29 يوليو بين حركة فتح وإسلاميين متشددين. ووفقا لوكالة الأونروا فإن مخيم عين الحلوة هو الأكبر من بين 12 مخيما للاجئين الفلسطينيين في لبنان تؤوي ما يصل إلى 250 ألف لاجئ فلسطيني في جميع أنحاء البلاد.

اقرأ أيضا 

"شخطة قلم" تثير توترا بين الكويت ولبنان

3