ميقاتي يتوقع هدنة في لبنان قبل الانتخابات الأميركية

بيروت - قال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي الأربعاء إنّه التمس من المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين إمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل الخامس من الشهر المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، مشيرا إلى أن حزب الله تأخر في فصل جبهة لبنان عن غزة، بعد أن نشرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) ما قالت إنه مسودة اتفاق تنص على هدنة أولية لمدة 60 يوما.
وجاء في الوثيقة التي ذكر "راديو كان" أنها مقترح مسرب كتبته واشنطن أن إسرائيل ستسحب قواتها من لبنان في غضون الأسبوع الأول من هدنة الستين يوما.
وخلال هذه الفترة، ينتشر الجيش اللبناني على طول الحدود ويصادر أسلحة حزب الله في جنوب لبنان، وفقاً لمسودة الاتفاق.
وبحسب المسودة ستخرج قوات الجيش الإسرائيلي من لبنان في غضون 7 أيام من انتهاء القتال، وستحل محلها القوات المسلحة اللبنانية، نحو 10 آلاف جندي لبناني على طول الحدود، مع تسهيل انتقال قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وفي نهاية الـ60 يوما، ستعقد إسرائيل ولبنان مفاوضات غير مباشرة من خلال الولايات المتحدة بشأن التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 وحلّ النزاعات الحدودية.
ووفق المسودة، فإن مقترح وقف إطلاق النار يضم خطابًا مكملًا بين الولايات المتحدة وإسرائيل ينص على "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس في وجه أي تهديدات وشيكة".
وفي مقابلة مع قناة "الجديد" التلفزيونية اللبنانية، قال ميقاتي إنّ "الاتصال الأربعاء مع هوكستين أوحى لي أنه ربما يمكن أن نصل خلال الأيام المقبلة، قبل الخامس من الشهر المقبل إلى وقف لإطلاق النار"، معتبرا أن حزب الله "تأخر" في فصل جبهة لبنان عن غزة.
ولم يعلن حزب الله فصل الجبهتين، غير أنّ التصريحات الصادرة عن مسؤوليه في الآونة الأخيرة بشأن الاستعداد لوقف إطلاق النار، عكست هذه الأجواء.
وأضاف ميقاتي "نبذل كل جهدنا.. لأن يصبح لدينا خلال الساعات أو الأيام المقبلة وقفا لإطلاق النار"، مشيرا إلى أنّه "متفائل بحذر"، في موقف أعقب إعلان حزب الله على لسان أمينه العام الجديد نعيم قاسم الاستعداد لوقف إطلاق نار مع إسرائيل لكن "بشروط".
وجاءت تصريحات ميقاتي في وقت أفادت وزارة الخارجية الأميركية بأنّ "المسؤولين في البيت الأبيض آموس هوكستين وبريت ماكغورك في طريقهما إلى إسرائيل للبحث في قضايا تشمل حلا دبلوماسيا في لبنان فضلا عن التوصل لإنهاء النزاع في غزة".
وأكد رئيس الحكومة اللبنانية أنّ "الجيش اللبناني مستعد لتعزيز وجوده في جنوب لبنان... وألا يكون هناك سلاح في منطقة جنوب الليطاني إلا للشرعية اللبنانية"، تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي ينص على الانسحاب الكامل لإسرائيل من لبنان وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.
وفي ما يتعلق بمنع وصول المساعدات من العراق وإيران والجزائر عبر مطار بيروت، قال ميقاتي "يمكنني أن أضمن ألا نعطي ذرائع لأحد كي ينال من أمننا أو من حركة طيراننا"، مضيفا "فليأتوا عبر البحر مشكورين".
وردا على سؤال عما إذا كانت هناك ضغوط لمنع إعادة فتح معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا، أكد ميقاتي "هناك تريّث في هذا الموضوع... أرسلنا جرّافة لردم المعبر وتعرّضت للقصف، لن نعرّض أحد للخطر قبل أن تكون لدينا الضمانات الكاملة".
وكان الجيش الإسرائيلي قصف في الرابع من أكتوبر منطقة المصنع الحدودية في شرق لبنان، ما أدى الى قطع المعبر الرئيسي بين لبنان وسوريا، بعدما سلكه عشرات الآلاف من اللبنانيين واللاجئين السوريين هربا من الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في لبنان.
وحملت المسودة التي نشرها راديو كان تاريخ السبت. وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض شون سافيت "هناك تقارير ومسودات كثيرة متداولة. ولا تعكس المرحلة الراهنة للمفاوضات".
لكن سافيت لم يرد على سؤال حول ما إذا كانت النسخة التي نشرها راديو كان تشكل على الأقل الأساس لمزيد من المفاوضات.
وذكر راديو كان أنه جرى عرض المسودة على قادة إسرائيل. ولم يعلق مسؤولون إسرائيليون بعد.
وتخوض إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية قتالا منذ العام الماضي بالتوازي مع حرب إسرائيل في غزة بعد أن ضربت الجماعة أهدافا إسرائيلية تضامنا مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
وتفاقم الصراع في لبنان بشدة في الأسابيع الخمسة الماضية وشهدت تلك الفترة سقوط معظم قتلى مواجهات العام بأكمله والذي يبلغ عددهم وفقا لوزارة الصحة اللبنانية 2800.