ميقاتي وجوزيف عون إلى باريس على وقع توترات داخلية وإقليمية

أكثر من ملف على طاولة مباحثات رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني وقائد الجيش مع الرئيس الفرنسي.
الخميس 2024/04/18
ماكرون ألقى بثقله لحل أزمة لبنان دون نتيجة تذكر

باريس - أعلن قصر الاليزيه الخميس أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستقبل الجمعة في باريس رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزيف عون، على وقع توترات داخلية وإقليمية.

ولم تتضح مضامين وتفاصيل اللقاء المرتقب، لكنه يأتي في ظرف استثنائي شديد التعقيد على وقع تنامي التوتر على أكثر من جبهة من غزة إلى جنوب لبنان وصولا إلى توترات أوسع نطاقا بين إسرائيل وإيران الداعم الرئيسي لحزب الله اللبناني.

والأرجح أن تكون مجمل هذه الملفات على طاولة المباحثات في فرنسا وهي ملفات ترخي بظلال ثقيلة على لبنان العالق في أسوأ أزمة سياسية ومالية.

كما يواجه رئيس حكومة تصريف الأعمال اتهامات بالفساد المالي تشمل غسيل أموال في دعوى قضائية أقامتها جمعيتان لبنانيتان في فرنسا ويفترض أن ينظر فيها القضاء الفرنسي وهي قضية مشابهة لتلك التي تتعلق بحاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة.

لكن ميقاتي دفع ببراءته ونفى صحة تلك الاتهامات، لكن من غير المعلوم بعد ما إذا كان ماكرون سيثير مثل هذا الملف في هذا التوقيت الحساس.

ويتوقع أن يصل ميقاتي ظهر الجمعة إلى الاليزيه بحسب المكتب الإعلامي ، في حين أن لبنان يواجه أزمة سياسية خطيرة ويهدده خطر التصعيد في الشرق الأوسط بعد هجوم إيران على إسرائيل.

وسيكون قائد الجيش الذي التقى نظراءه الأوروبيين في مارس في ايطاليا سعيا للحصول على مساعدات لقواته حاضرا أيضا، بحسب الرئاسة الفرنسية دون مزيد من التفاصيل.

ويلعب الجيش دورا حاسما في الحفاظ على استقرار لبنان. ويقيم العماد جوزيف عون علاقات جيدة مع معظم الأحزاب ويُعتبر أحيانا أنه يمثل الحل للأزمة السياسية التي تهز البلاد.

منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر 2022، لم يتمكن النواب اللبنانيون من الاتفاق على خلف له، مع انقسام البرلمان بين معسكر التيار المؤيد لحزب الله الموالي لإيران وبين خصومه.

ويترأس نجيب ميقاتي حكومة تصريف أعمال لها صلاحيات محدودة ويقوم بتسيير أعمال البلاد التي تخشى الانجرار إلى صراع واسع النطاق مع إسرائيل.

ومنذ عام 2020، تسعى فرنسا، قوة الانتداب السابقة، لإيجاد حل في هذا البلد الذي يعاني من انسداد الأفق السياسي بشكل متكرر وفي خضم انهيار اقتصادي، دون أن تتمكن من تجاوز الخلافات بين الأطراف.

والرئيس ماكرون الذي حاول مرتين تغيير الوضع بالتوجه إلى بيروت بنفسه، كلف وزير خارجيته السابق جان إيف لودريان هذه المهمة في 2023.

ومنذ بداية الحرب في غزة في 7 أكتوبر، يشهد لبنان تبادلا للقصف بشكل منتظم بين حزب الله وإسرائيل.

وتفاقم الوضع مع الهجوم الإيراني على إسرائيل بأكثر من 350 طائرة مسيرة وصاروخا ليل السبت الأحد، مما أثار مخاوف من تصعيد إقليمي جديد. وأعلنت إسرائيل أنها تحتفظ "بحق حماية نفسها" لكنها لم تقدم معلومات عن وسائل وتوقيت وأهداف عملية محتملة.

وقُتل قيادي في حزب الله الثلاثاء في جنوب لبنان بضربة للجيش الإسرائيلي الذي نفذ سلسلة غارات في حين أعلن حزب الله المدعوم من إيران مسؤوليته عن هجمات على شمال إسرائيل.

وعلى لبنان أن يتعامل مع وجود مليوني سوري على أراضيه فروا من الحرب في بلادهم، وهو أعلى عدد من اللاجئين بالنسبة لعدد السكان، في العالم.