ميسي ينطلق في رحلة البحث عن حلم طال انتظاره

الإكوادور بوابة الأرجنتين للعبور إلى مونديال 2022.
الخميس 2020/10/08
جاهز للمهمة

يجدد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الموعد مع الحلم الأكبر الذي ظل يؤرقه دائما وهو رفع لقب بطولة كأس العالم. لكنّ اللاعب الأسطورة لبرشلونة الإسباني سيكون هذه المرة أمام تحدّ مضاعف برفقة تشكيلة شابة، فهو وبعض رفاقه من “الحرس القديم” يمثلون القاطرة التي تدفع هؤلاء الشبان إلى تحقيق الحلم المنشود.

بوينس أيرس - يبدأ النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي رحلته نحو تحقيق الحلم الأكبر على الإطلاق بمواجهة الإكوادور الخميس في بوينس أيرس، في مستهل تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لمونديال قطر 2022.

وبعد تأخر أكثر من ستة أشهر بسبب تفشي فايروس كورونا المستجد، تنطلق الخميس تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة إلى أول مونديال في منطقة الشرق الأوسط، حيث يجدد ميسي الحلم بإحراز اللقب الأكبر بالنسبة لأي لاعب.

وبعمر الثالثة والثلاثين، لا تفتقد خزائن ميسي لأي لقب على صعيد الأندية بعد أن توج بها جميعا مع فريقه برشلونة الإسباني، كما أنه حصد جميع الجوائز الشخصية الممكنة وأبرزها الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم ست مرات (رقم قياسي).

ولطالما ظل ميسي يردّد في الكثير من المناسبات عبارة شهيرة بأن “الحلم الوحيد الذي لم أحققه هو الفوز بكأس العالم مع المنتخب الوطني” الذي رفع الكأس الأغلى للمرة الثانية والأخيرة عام 1986 في المكسيك بقيادة الأسطورة دييغو مارادونا.

وكان الحلم قريبا جدا في مونديال البرازيل 2014، لكن ماريو غوتسه خطفه من ميسي ورفاقه بتسجيل هدف الفوز لألمانيا في المباراة النهائية.

ويؤكد خبراء ومحللون أن النجم الأوحد للأرجنتين بإمكانه أن يتدارك عثراته في الكثير من المناسبات التي لم يكن فيها الحظ حليفا له بمعانقة اللقب الحلم، لكنهم يشددون على ضرورة أن تكون الكتيبة الجديدة لمنتخب “التانغو” قادرة على رفع هذا التحدي.

فرصة أخيرة

ليونيل سكالوني: وجود لاعبي الخبرة يجعل المنتخب ينطلق بالشكل اللازم
ليونيل سكالوني: وجود لاعبي الخبرة يجعل المنتخب ينطلق بالشكل اللازم

عندما يحل ميسي في قطر بعد عامين من الآن، سيكون في الخامسة والثلاثين من عمره، ما يجعل مونديال 2022 الفرصة الأخيرة له على الأرجح لمحاولة تحقيق الحلم.

وبعد صيف متشنج ومحاولته الفاشلة بالتحرّر من عقده مع برشلونة بسبب خلافاته مع رئيس النادي جوزيب ماريا بارتوميو، يأمل ميسي في أن تشكل بداية التصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر 2022 نسمة هواء منعش بنكهة مختلفة عما حصل في مستهل تصفيات مونديال 2018، حين خسرت الأرجنتين على ملعب “مونومنتال” الأسطوري في بوينس آيرس أمام الإكوادور بالذات 0 – 2 في أكتوبر 2015.

واحتاجت الأرجنتين إلى سحر ميسي لكي تضمن تأهلها إلى نهائيات روسيا 2018 بالفوز في الجولة الأخيرة من التصفيات على الإكوادور 3 – 1 في كيتو بفضل ثلاثية لنجم برشلونة، منهية مجموعة “كونميبول” في المركز الثالث خلف غريمتها البرازيل وأوروغواي وأمام كولومبيا.

ولمباراتها الأولى في التصفيات على أرضها، على الأرجنتين التأقلم مع واقع جديد وهو غياب جمهورها الصاخب والشغوف بما أن المباريات تقام، أقله في الوقت الحالي، خلف أبواب موصدة بسبب تداعيات فايروس كورونا المستجد.

ولطالما كان اللعب على ملعب “لا بومبونيرا” الخاص بنادي بوكا جونيورز بمثابة كابوس للفرق الزائرة بسبب الأجواء المهيبة، لكن غياب الجمهور سيفقد ميسي ورفاقه سلاحا أساسيا في مواجهة ضيفهم الإكوادوري.

لاعبون من الذاكرة

لن يكون غياب الجمهور التغيير الوحيد الذي يتوجب على ميسي التأقلم معه، بل سيلعب في تشكيلة مختلفة تماما عن تلك التي ودعت مونديال 2018 من ثمن النهائي على يد فرنسا المتوجة لاحقا باللقب، إذ يعتمد المدرب الجديد ليونيل سكالوني الذي خلف خورخي سامباولي بعد نهائيات روسيا، على دماء جديدة لكن مع الإبقاء على بعض عناصر “الحرس القديم” من أجل تأمين عامل الخبرة.

وتحدث سكالوني عن “سبعة أو ثمانية لاعبين من ‘الذاكرة’ يشكلون الأساس”، مشيرا إلى أن وجود لاعبي الخبرة يجعل المنتخب ينطلق بالشكل اللازم “بعد يوم واحد من التمارين” مع الشبان.

لكن فريق سكالوني سيكون من دون هداف مانشستر سيتي الإنجليزي سيرجيو أغويرو بسبب الإصابة، فيما استبعد جناح باريس سان جرمان الفرنسي إنخل دي ماريا عن التشكيلة.

ويرى سكالوني أن “ميسي يحتاج إلى لاعبين يلعبان أمامه لكي يمرر لهما الكرة. يجب أن يلعبا في العمق وليس على مشارف المنطقة. بهذه الطريقة حققنا النتائج في البرازيل خلال كوبا أميركا 2019″، في إشارة منه إلى المركز الثالث الذي حققه المنتخب هناك.

وهناك لاعب ينافس بجدية ليكون زميل ميسي في الخط الأمامي ممثلا في شخص نجم إشبيلية الإسباني لوكاس أوكامبوس.

وقال سكالوني عن أوكامبوس الذي يتنافس مع الثنائي باولو ديبالا (يوفنتوس الإيطالي) ولاوتارو مارتينيس (إنتر ميلان الإيطالي)، إنه “قوي، يتمتع بالفنيات ويسجل الأهداف. كما يساعد أيضا في الناحية الدفاعية”.

وقبل السفر الثلاثاء إلى بوليفيا لخوض الجولة الثانية من التصفيات، يأمل سكالوني ورجاله في الاستفادة من المرحلة الصعبة التي يعيشها المنتخب الإكوادوري بقيادة مدرب جديد هو الأرجنتيني غوستافو ألفارو بعد رحيل الهولندي يوردي كرويف من دون أن يقود الفريق في أي مباراة.

واستعان الاتحاد الإكوادوري بنجل الأسطورة الراحل يوهان كرويف في يناير، لكن تفشي فايروس كورونا المستجد علق النشاط الرياضي حول العالم ودفع في نهاية المطاف لاعب برشلونة السابق إلى التقدم باستقالته في يوليو في ظل حالة عدم اليقين التي فرضها كوفيد – 19.

ودرب ألفارو 13 فريقا في الأرجنتين وتوج بكأس “كوبا سوداميريكانا” مع أرسنال عام 2007، لكنها ستكون المهمة الأولى لابن الـ58 عاما على صعيد المنتخبات الوطنية.

اقرأ أيضاً: البرازيل تدخل غمار التصفيات دون مساندة الجمهور

23