ميسي يزيّن إنجازاته مع برشلونة بتخطي الرقم التاريخي لبيليه

برشلونة (إسبانيا) – سجل برشلونة ثلاثة أهداف أمام بلد الوليد في المباراة التي جمعت الفريقين ضمن المرحلة الـ15 من الدوري الإسباني لكرة القدم. وكان الهدف الذي سجله النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي هو الأكثر أهمية. فقد أضاف ميسي الهدف الثالث لبرشلونة ليكون الهدف رقم 644 للنجم الأرجنتيني بقميص برشلونة، ويحطم بذلك الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف يسجله لاعب مع فريق واحد.

وحطّم ميسي بذلك الرقم القياسي المسجل باسم الأسطورة البرازيلي بيليه الذي سجل 643 هدفا لفريق سانتوس البرازيلي في كل المسابقات. واستعاد ميسي ذكريات البداية قائلا عبر تطبيق إنستغرام، “عندما بدأت لعب كرة القدم، لم أتخيل أبدا أنني سأحطم أي رقم قياسي، خاصة هذا الرقم الذي حطمته الآن والذي كان مسجلا باسم بيليه.”

وأضاف “يمكنني فقط التقدم بالشكر إلى كل من ساعدني طوال هذه السنوات، زملائي وعائلتي وأصدقائي وكل من قدم الدعم لي في كل يوم”. وأضاف ميسي الرقم القياسي إلى قائمة طويلة من الإنجازات التي حققها مع برشلونة منذ أن انضم إلى النادي وهو في الـ13 من عمره، وقد سجل مشاركته الرسمية الأولى وهو في الـ17 من عمره في العام 2004 .

تغيير المسار

كان ميسي قد عادل رقم بيليه عندما سجل الهدف رقم 643 له بقميص برشلونة خلال المباراة التي انتهت بالتعادل مع فالنسيا 2-2 السبت الماضي. وأثنى الأسطورة بيليه على النجم الأرجنتيني عبر تطبيق إنستغرام قائلا “عندما يفيض قلبك بالحب، يكون من الصعب تغيير مسارك.” وأضاف “أنا مثلك، أعرف ما هو حب ارتداء نفس القميص في كل يوم. وكذلك أعرف أنه لا شيء يكون لديك أفضل من المكان الذي تشعر فيه وكأنه بيتك.”

وأضاف بيليه “التهنئة لك يا ليونيل على رقمك التاريخي. ولكن الأهم من كل شيء، التهنئة لك على مسيرتك الجميلة في برشلونة”. وتابع بيليه “قصص مثل قصصنا، المتعلقة بحب نفس النادي لفترة طويلة، للأسف ستصبح نادرة بشكل متزايد في كرة القدم. أنا معجب بك كثيرا ليونيل.”

وكان بيليه (80 عاما) قد سجل ظهوره الأول مع فريق سانتوس في العام 1956 وهو في الـ15 من عمره وواصل اللعب مع الفريق حتى العام 1974، وقد شارك في إجمالي 665 مباراة رسمية. وكان ميسي (33 عاما) قد أبدى رغبة في الرحيل عن برشلونة في الصيف الماضي، لكنه اضطر إلى البقاء في الفريق بعد فترة من الجدل، حيث رفض جوسيب ماريا بارتوميو، الذي كان رئيسا لبرشلونة حينذاك، رحيل النجم الأرجنتيني في صفقة انتقال حر. وبعدها كرر ميسي التأكيد على التزامه مع الفريق الذي يرتبط معه بعقد يستمر حتى نهاية الموسم الجاري، وذلك مع استمرار الشائعات حول مستقبله.

أسلوب خططي

استعان رونالد كومان مدرب برشلونة بأسلوب خططي غير معتاد على النادي واستبعد اثنين من أغلى لاعبيه عند اللعب في ضيافة بلد الوليد في دوري الدرجة الأولى الإسباني، لكنه قدم أحد أفضل مبارياته. وكان برشلونة يحتاج إلى تعويض التعادل المحبط 2-2 مع فالنسيا السبت الماضي. واستبعد المدرب الهولندي الثنائي أنطوان غريزمان وفيليب كوتينيو واستعان بطريقة 3-5-2 غير المعتادة في النادي.

وحققت الخطة النجاح المطلوب وسيطر برشلونة على وسط الملعب مع حصول الظهيرين جوردي ألبا ودست على الحرية المطلوبة لمساندة الهجوم والتقدم باستمرار إلى الأمام. وقال كومان بعدما حقق برشلونة فوزه الأول في الدوري خارج أرضه منذ الأول من أكتوبر الماضي “بالنسبة إلى هذه المباراة، فقد قمنا بتغيير طريقتنا للحصول على أمان أكبر في الخلف، والاستفادة بأكبر شكل ممكن من الظهيرين”.

وأضاف “في الوقت ذاته، كان بوسعنا بناء الهجمات دون أي مشكلات، والاستحواذ طويلا على الكرة، وحصل اللاعبون على فرصة للظهور بين الخطوط. لقد تابعنا فريقا أجاد اللعب وأظهر تركيزه الكبير، كما صنعنا الكثير من الفرص”. وقلل كومان من أهمية الحديث عن واقع استبعاد كوتينيو وغريزمان المنضمين معا مقابل 280 مليون يورو (341.10 مليون دولار) دون نجاح في ترك بصمة مؤثرة. وسجل كلا اللاعبين خمسة أهداف على الترتيب خلال الموسم الجاري. وقال كومان “هذا يعني أننا نملك تكاملا كبيرا في فريقنا ولدينا تشكيلة قوية جدا”.

وقدم ميسي أحد أفضل مستوياته هذا الموسم، وصنع الهدف الأول لزميله كليمونت لينجليت، وساهم في بناء الهدف الثاني لمارتن برايثوايت قبل أن يسجل بنفسه الهدف الثالث. وما ساعد ميسي على ذلك هو التفاهم والتجانس مع بيدري البالغ عمره 18 عاما والذي صنع الهدف لزميله بتمريرة رائعة، ليحطم الهداف التاريخي للنادي رقم الأسطورة بيليه في عدد الأهداف مع فريق واحد.

وقال المدرب الهولندي “بيدري لاعب جيد جدا عندما يلعب بشكل أكبر في قلب الملعب وبين الخطوط، وتعاونه مع ليو والآخرين كان مميزا”. وأضاف “إنه يلعب بشكل رائع ويعمل بجدية كبيرة وهو مهم لنا أيضا عندما لا يستحوذ على الكرة، ويبدو أنه يلعب براحة كبيرة”. وسيحصل برشلونة، الذي لا يزال يتأخر بثماني نقاط عن أتلتيكو مدريد المتصدر رغم أنه خاض مباراة إضافية، على راحة قصيرة لعيد الميلاد قبل أن يواجه إيبار الثلاثاء المقبل.