ميتا ضحية أخرى تدفع ضريبة الأزمات الاقتصادية العالمية

إيرادات الشبكة تضررت بفعل تخفيض المعلنين ميزانيتهم والمنافسة مع تيك توك والتغييرات في قواعد أبل.
الجمعة 2023/02/03
الذكاء الاصطناعي يعود بقوة إلى المشهد

نيويورك - استقطبت مجموعة ميتا بلاتفورمز الأميركية مجددا المستخدمين والمستثمرين، لكنها خرجت ضعيفة من 2022، وهي أول سنة تتراجع فيها إيراداتها الإعلانية منذ دخول الشبكة الاجتماعية العملاقة البورصة سنة 2012.

وانضمت المجموعة مالكة خدمات فيسبوك وإنستغرام وواتساب إلى ضحايا التقلبات الاقتصادية العالمية، حيث أظهرت نتائج أعمالها السنوية، التي أعلنت عنها في وقت مبكر الخميس أنها تراجعت بواحد في المئة لتسجل 116.6 مليار دولار على أساس سنوي.

لكنّ سعر سهم الشركة ارتفع مع ذلك 19 في المئة خلال التبادلات الإلكترونية بعد إغلاق البورصة.

ومرد ذلك الصعود هو أن السوق كانت تتوقع تراجعا أقوى للمجموعة التي تواجه اضطرابات متزايدة في الآونة الأخيرة، بين الضغوط على صعيد الاقتصاد الكلي والمنافسة المتنامية لاستقطاب المستهلكين.

ديبرا أهو وليامسون: على زوكربيرغ تقبل حقيقة أن لا شهية للعوالم الافتراضية حاليا
ديبرا أهو وليامسون: على زوكربيرغ تقبل حقيقة أن لا شهية للعوالم الافتراضية حاليا

وفي مؤشر إيجابي آخر، بلغت فيسبوك، الخدمة الأساسية لدى الشبكة، عتبة ملياري مستخدم نشط يوميا، في مقابل 1.98 مليار مستخدم نهاية سبتمبر الماضي.

وفي المحصلة، يستخدم حوالي 3.74 مليار شخص على الأقل إحدى خدمات الشركة التي تضم شبكات اجتماعية وخدمات مراسلة في كل شهر.

ومع ذلك، فإن هذه المفاجآت السارة لا تحجب حقيقة أن ميتا عاشت أياما أفضل في مراحل سابقة. ففي الربع الرابع من 2022 تراجع صافي أرباحها إلى النصف مسجلا 4.65 مليار دولار.

وتضررت إيرادات الشبكة وأرباحها بفعل تخفيض المعلنين ميزانيتهم جراء الأزمة الاقتصادية، والمنافسة مع تيك توك والتغييرات في قواعد أبل، وكلها عوامل تقلص قدرات الشبكات الاجتماعية على جمع بيانات المستخدمين لبيع إعلانات موجهة بدقة.

وعلى غرار شركات أخرى كثيرة، وجيرانها الرئيسيين في سيليكون فالي باستثناء أبل، وضعت ميتا خطة اجتماعية كبرى في الخريف الماضي.

واستغنت المجموعة بموجب هذه الخطة عن 11 ألف وظيفة، أي نحو 13 في المئة من إجمالي عدد موظفيها، وجمدت التوظيف حتى نهاية مارس المقبل.

ولن يكون ذلك نهاية المطاف ربما، إذ تسعى ميتا لأن تكون 2023 "سنة الفعالية" بعد 18 عاما من "النمو السريع"، وترى أنه سيكون العمل مهمة "أكثر متعة" للموظفين لأنهم سيتمكنون من "إنجاز أمور أكثر".

وتثير ميتا قلق الأسواق منذ عام، عندما فقدت للمرة الأولى مستخدمين على فيسبوك. وحصل ذلك بعدما غيّرت اسمها وأعلنت عن توجه جديد يتمحور حول عالم ميتافيرس الذي يُسوّق له على أنه مستقبل الإنترنت من خلال الواقعين المعزز والافتراضي.

غير أن ريالتي لابز، القسم المخصص لتطوير ميتافيرس لدى ميتا، عمّقت خسائرها إلى نحو 4.3 مليار دولار خلال الربع السنوي الماضي، بعدما فقدت 3.7 مليار دولار في الربع الثالث، و2.6 مليار دولار في الربع الثاني.

غراف

وتتوقع شركة إنسايدر إنتلجنس لأبحاث السوق أن تتراجع حصص ميتا في الأسواق العالمية إلى أقل من 20 في المئة خلال هذا العام، بعدما بلغت 22 في المئة بنهاية 2021.

وقال ديبرا أهو وليامسون المحلل في إنسايدر إنتلجنس لوكالة الصحافة الفرنسية إن على رئيس ميتا مارك زوكربيرغ أن "يتقبل الحقيقة المرّة بأن الشركات والمستهلكين لم تعد لديهم شهية على العوالم الافتراضية في هذه اللحظة".

وأشار الملياردير الأميركي الأربعاء الماضي إلى أن تكنولوجيا ميتافيرس تبقى أولوية للشبكة، لكنه يرتدي طابعا أقل إلحاحا من الذكاء الاصطناعي.

زوكربيرغ لا يخفي أن ميتا عليها إيجاد وسيلة لزيادة إمكانات تحقيق الدخل
زوكربيرغ لا يخفي أن ميتا عليها إيجاد وسيلة لزيادة إمكانات تحقيق الدخل

وعاد مجال الذكاء الاصطناعي بقوة إلى المشهد في مجال التكنولوجيا منذ الخريف الماضي بفضل برمجية تشات جي.بي.تي، والتي تثير اهتماما كبيرا.

ويتمتع البرنامج، الذي طرحته شركة أوبن أي.آي الأميركية الناشئة في نوفمبر الماضي، بالقدرة على صياغة شتى أنواع النصوص وأسطر الشيفرة المعلوماتية.

وعلى غرار غوغل، كانت ميتا تعمل على ما يُعرف بـ"الذكاء الاصطناعي التوليدي". ويأمل زوكربيرغ خصوصا بأن يتيح ذلك بسهولة إنشاء "فيديوهات وشخصيات افتراضية للمستخدمين (أفاتار) وصور بالأبعاد الثلاثية" لمنصات مختلفة.

كما يحتل الذكاء الاصطناعي مكانا في صلب جهود الشركة الثانية عالميا في مجال الإعلانات، لتشجيع المستخدمين على تمضية وقت على تطبيقاتها وتحقيق إيرادات أكبر.

واستنسخت فيسبوك الفيديوهات القصيرة والمسلّية من تيك توك، من خلال مقاطع ريلز، وهي تركز حاليا على خوارزميات التوصيات الشخصية التي ساهمت بقوة في نجاح الشبكة المنافسة.

ولا يخفي زوكربيرغ أن ميتا عليها إيجاد وسيلة لزيادة إمكانات تحقيق الدخل من هذه المقاطع لأن الاهتمام بريلز يُترجم حاليا “تراجعا في الإيرادات"، إذ أن المستخدمين باتوا يمضون وقتا أقل على الصفحات المركزية في فيسبوك وإنستغرام، وهي أكثر درا للأرباح.

وكذلك يُفترض أن تساعد الخوارزميات ميتا في تخطي المشكلة المطروحة منذ عام جراء سياسة أبل بشأن حماية الخصوصية. ويتيح الذكاء الاصطناعي تحسين الاستهداف وتدابير الفعالية، من دون جمع بيانات إضافية.

تغيير في قواعد اللعبة مع المنافسين
تغيير في قواعد اللعبة مع المنافسين

11