ميتا تحظر "آر.تي" بالعربي لمحاصرة آلة الدعاية الروسية

موسكو - حجبت شركة "ميتا" الأربعاء صفحة "روسيا اليوم بالعربية" على موقع فيسبوك، في إطار محاصرة آلة الدعاية الهائلة للكرملين. وقالت مديرة الأخبار في قناة روسيا اليوم مايا مناع إن "صفحة آر.تي العربية، التي تضم 17 مليون متابع، غير متوفرة حاليا على فيسبوك، فجأة حجبونا دون إخطار أو تعليقات".
وأشارت إلى أن إدارة الصفحة تقدمت باستفسار لإدارة الدعم الفني بموقع فيسبوك وفي انتظار الرد. وتحظى القناة بمتابعات مليونية في المنطقة العربية تعكس ما تحظى به شخصية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من شعبية في المنطقة العربية.
والحجب هو الحلقة الأخيرة في مسار محاولات تطويق الدعاية الروسية من الجانب الأوروبي والأميركي. وأشارت القناة في بيانها إلى أن الاتحاد الأوروبي تذرع بالوضع في أوكرانيا لإسكات صوت القناة، رغم تغطيتها المتوازنة للأحداث.
وذكّرت إدارة القناة بالاستهدافات المتكررة التي تعرضت لها منذ انطلاقتها، مؤكدة أن الضغوط عليها ناتجة عن قرارات سياسية، حيث شددت الحكومات الأوروبية الضوابط على المعلومات المضللة الروسية، وحظرت منافذ الدولة مثل قناتي روسيا اليوم "آر.تي" وسبوتنيك من البث، ونفذت مجموعة من القيود للحد من وصول نفوذ موسكو الإعلامي.
وتتهم روسيا منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر بفرض رقابة توصف بالمشددة على المحتوى الذي يروج وجهة النظر الروسية أو الأفكار المناوئة للغرب.
وتعتمد موسكو على أسلوب المعاملة بالمثل في ما يتعلق باستهداف وسائل الإعلام، ففي فبراير العام الماضي 2022، أعلنت لجنة الرقابة الروسية "روسكوم نادزور" تقييد الوصول إلى منصة فيسبوك في روسيا، ردّا على حظر المنصة وسائل إعلام روسية، وفرضها قيودا على أخرى، ثم حذفت تويتر أيضا على الأراضي الروسية.
وجاء في بيان صدر عن اللجنة أن "النيابة العامة بالتنسيق مع وزارة الخارجية اعتبرت الشبكة الاجتماعية متورطة في انتهاك حقوق وحريات مواطني روسيا".
وأشارت إلى أن منصة فيسبوك فرضت قيودا غير معقولة على صفحة وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء وحظرت المواد من أربع وسائل إعلام روسية هي "قناة زفيزدا" و"وكالة نوفوستي" و"موقع لينتا.رو" و"موقع غازيتا". وأوضحت أن “هذه القيود تنتهك مبادئ التداول الحر للمعلومات والوصول إليها".
وتحاول موسكو التأثير على الرأي العام من خلال حملات الدعاية. ورغم أن من الصعب تحديد مدى قوة تأثير هذه الحملات، سواء داخل روسيا أو خارجها، إلا أن الإعلام الغربي يقول إن روسيا زادت من وتيرة هذه الحملات منذ توغلها العسكري في أوكرانيا قبل عام.