ميتافيرس.. وثبة افتراضية عملاقة لفيسبوك

ميتافيرس تسمح للمستخدم أن يتفاعل مع المحتوى بشكل مباشر وكأنه داخله.
الجمعة 2021/08/13
أوكيلوس أهم رواد سوق الواقع الافتراضي ونواة ميتافيرس

لندن - في حوار له مع موقع “ذا فيرغ” أعلن مارك زوكربيرغ، مؤسس شركة فيسبوك، أن شركته تسعى للتحول من شركة للخدمات الاجتماعية إلى شركة متخصصة في العوالم الافتراضية العملاقة “ميتافيرس” (Metaverse)، أي عالم يضم أكواناً متداخلة.

ووصف زوكربيرغ ميتافيرس بأنها أقرب إلى نسخة مجسدة من الإنترنت، بحيث يمكن للمستخدم أن يتفاعل مع المحتوى بشكل مباشر وكأنه داخله، ويمكن من خلالها أن يتواجد شخص مع أشخاص آخرين في مساحات رقمية، وهي مساحات مجسمة يمكن للمستخدم التفاعل معها وكأنه بالفعل داخلها، بدلاً من كونها مجرد مساحات افتراضية يشاهدها.

المشروع الطموح كبير إلى درجة أنه لا يمكن أن تؤسسه أو تسيطر عليه شركة واحدة، إنه عالم مكون من عناصر لا نهاية لها. لهذا دعا زوكربيرغ جميع الشركات والمطورين وصناع المحتوى والمصممين إلى التعاون معاً لإنشائه.

بين الواقع والخيال

مؤسسة الحدود الإلكترونية تدعو المُشرعين وشركات التقنية إلى العمل سويّا لوضع أُطر تنظيمية تحمي المستخدم قبل الولوج إلى عالم  زوكربيرغ الجديد
مؤسسة الحدود الإلكترونية تدعو المُشرعين وشركات التقنية إلى العمل سويّا لوضع أُطر تنظيمية تحمي المستخدم قبل الولوج إلى عالم  زوكربيرغ الجديد

وأشار زوكربيرغ إلى أن البعض يعتقد أن فكرة ميتافيرس تشمل فقط محتوى الواقع الافتراضي، في حين أنها أشمل وأكثر رحابة، بحيث تشمل محتوى الواقع الافتراضي والواقع المعزز إلى جانب المحتوى المعروض على أجهزة الكمبيوتر والهاتف المحمول أيضاً، فالجميع يمكنه الاستمتاع والمشاركة في عالم ميتافيرس.

وتسعى شركة فيسبوك للاستثمار في تقنيات الواقعين المعزز والافتراضي بشكل كبير، وتحاول أن تتحرك بالمستخدمين تجاه عالم ميتافيرس الذي يذيب الحدود الفاصلة بين العوالم المختلفة.

وأكد مؤسس فيسبوك أن العالم الافتراضي الجديد لن يكون مقتصرا على الألعاب والتسلية، وإنما سيكون عالماً يجمع بين المستخدمين ومن يهتم بهم، بحيث يعمل المستخدم ويدرس ويلهو ويقوم بجميع أمور حياته داخل هذا العالم، ويمكنه التنقل بين جوانبه بسهولة وبشكل طبيعي، وكل ذلك دون أن يغادر موضعه في العالم الحقيقي.

وأقر زوكربيرغ في حواره مع “ذا فيرج” بأن عالم ميتافيرس فكرة قديمة تناولتها الروايات والسينما كثيرا. لكنه ركز بشكل خاص على رواية للكاتب إيرنست كلاين صدرت عام 2011 وحولها المخرج ستيفين سبيلبيرغ إلى فيلم عام 2017، معتبراً أنها جسدت الفكرة بشكل مميز.

ويعد قطاع تقنيات الواقع الافتراضي على فيسوك “أوكيلوس” (Oculus) النواة السليمة التي تبدأ من خلالها الشركة حلمها نحو عالم ميتافيرس، إذ وضعت أوكيلوس نصب عينيها تحقيق حلم ميتافيرس منذ اليوم الأول لتأسيسها في 2013.

 وسارعت فيسبوك عام 2014 إلى الاستحواذ على الشركة الناشئة آنذاك، في صفقة قوامها 2 مليار دولار، وكانت أوكيلوس تعد ضمن أهم رواد سوق الواقع الافتراضي، ونجحت شركة فيسبوك في استخدام أوكيلوس لإثبات جدارتها بالدخول كأحد اللاعبين الأساسيين في سوق النظارات الذكية.

وتعتبر نظارة أوكيلوس كويست 2 سببا رئيسيا وراء إعلان زوكربيرغ نيته تأسيس عالم ميتافيرس، ويعود ذلك إلى أنها تحقق المعادلة الصعبة الخاصة بتقديم تجربة خالية من الأسلاك، إذ أن النظارة تعتمد على وحدة معالجة داخلية للتعامل مع البيانات والرسوم، وتسمح للمستخدم بحرية الحركة، إلى جانب تقديم سُبل الراحة عند ارتدائها لفترات طويلة.

ولم يغفل زوكربيرغ متطلبات المصممين المحترفين والمتخصصين، إذ قدم ميزة أوكيلوس لينك التي تتيح الحصول على تجربة أفضل وأكثر ثراءً وثباتاً في الاتصال بالإنترنت، من خلال توصيل النظارة مباشرة بجهاز كمبيوتر، كل ذلك مع توفر حركة مريحة يصل نطاقها إلى 5 أمتار.

تهديد الخصوصيات

سعي للتحول إلى شركة متخصصة في العوالم الافتراضية
سعي للتحول إلى شركة متخصصة في العوالم الافتراضية

نجح قطاع أوكيلوس في جذب المطورين الذين يعتبرون أهم عامل في أي عالم افتراضي أو نظام تشغيل، باعتبارهم المحرك الرئيسي لصناعة المحتوى الجاذب للجمهور، وبالتأكيد الصانع الأساسي للأرباح.

ويحذر الخبراء من التعدي على خصوصيات المستخدمين، خاصة أن شركة فيسبوك وضعت شرطاً لاستخدام نظارات أوكيلوس هو أن يسجل المستخدم دخوله إلى النظارة عبر حسابه على فيسبوك، وبالتالي يتمكن موقع فيسبوك من ربط بياناته وتفاصيل استخدامه بحسابه على المنصة الاجتماعية، وعند ذلك يسهل استهداف المستخدم بفيض من الإعلانات.

واعتبر ذلك القرار مناقضاً  لقرار وعدت به أوكيلوس جمهورها عند إتمام صفقة استحواذ فيسبوك عليها عام 2014.

وشهدت لعبة “بلاستون” -أول لعبة تشترك في البرنامج التجريبي للإعلانات- موجة نقد وغضب من جانب لاعبيها بسبب إظهار الإعلانات داخلها، خاصة أنها لعبة بمقابل مالي وليست مجانية.

وأشارت الشركة المطورة للعبة إلى أنها تابعت ردود الفعل وقررت عدم عرض الإعلانات داخل لعبتها، لكنها أعلنت أنها ستجرب عرض الإعلانات في بعض ألعابها المجانية.

وبحسب بيان صادر عن مؤسسة الحدود الإلكترونية تمثل المشاركة في عالم ميتافيرس من خلال نظارات الواقع المعزز والافتراضي مخاطرة كبيرة تتعلق بخصوصية بيانات المستخدمين، وذلك لأن معدات العوالم الافتراضية حالياً قادرة على الحصول على بصمة عين المستخدم ووجهه وأصابعه، ما يسهل اختراق البيانات وإساءة استخدامها، ويهدد خصوصية المستخدم في العالمين الحقيقي والافتراضي، ودعا البيان المُشرعين والشركات التقنية إلى العمل سوياً لوضع أُطر تنظيمية تحمي المستخدم قبل الولوج إلى عالم زوكربيرغ الجديد.

12