موعد دخول المساعدات فصل حاسم في النزاع على السلطة بفنزويلا

حكومة الرئيس نيكولاس مادورو تغلق الحدود مع استعداد زعماء بالمعارضة لإدخال مساعدات إنسانية إلى فنزويلا ضد رغبة الحزب الاشتراكي الحاكم.
الأحد 2019/02/24
ارتفاع حدة التوتر

أورينيا (فنزويلا) - يعد موعد دخول المساعدات الإنسانية من كولومبيا إلى فنزويلا السبت والذي حدده المعارض خوان غوايدو تحديا جديدا للرئيس نيكولاس مادورو وفصلا حاسما في النزاع على السلطة في البلد الذي يعيش أزمة تزداد حدة يوما بعد يوم.

وارتفعت حدة التوتر على الحدود بين فينزويلا وكولومبيا، السبت، عندما أطلقت القوات الفنزويلية الغاز المسيل للدموع وطلقات مطاطية لتفريق حشد كان يطالب بعبور جسر أورينيا المؤدي إلى كولومبيا من أجل العمل، وفق ما نقلت تقارير إعلامية.

وهتف الناس “نريد أن نعمل” أثناء مواجهتهم شرطة مكافحة الشغب التابعة للحرس الوطني الفنزويلي التي كانت تقطع المعبر، وهو أحد المعابر العديدة التي أمر الرئيس نيكولاس مادورو بقطعها مساء الجمعة. ويعتزم أنصار زعيم المعارضة خوان غوايدو في كولومبيا عبور الحدود حاملين مواد إغاثة إلى فنزويلا.

وأغلقت حكومة الرئيس نيكولاس مادورو الحدود مع استعداد زعماء بالمعارضة لإدخال مساعدات إنسانية إلى فنزويلا ضد رغبة الحزب الاشتراكي الحاكم.

ويرى مراقبون أن النزاع على السلطة في فنزويلا شهد فصلا حاسما السبت وهو اليوم الذي حدده المعارض خوان غوايدو لإدخال المساعدات الإنسانية المخزنة على الحدود الكولومبية التي أغلقها الجيش.

وينوي متطوعون معارضون في البرازيل وكولومبيا الوصول إلى الحدود للمساعدة في حمل مساعدات إنسانية إلى المرضى والجائعين من السكان الذين يعانون انهيارا اقتصاديا في ظل رئاسة مادورو.

وهناك احتياج بالفعل لمواد غذائية أساسية وأدوية، لكن المسعى يهدف أيضا إلى إحراج ضباط الجيش الذين يواصلون دعم حكومة مادورو التي تزداد عزلة.

وسيكون الدور الذي سيختار الجيش القيام به حاسما. وقد أمره مادورو بعدم السماح بدخول المساعدة التي أرسلتها خصوصا الولايات المتحدة بطلب من خصمه.

توتر دائم
توتر دائم

وتحدى خوان غوايدو، الذي تعترف به أغلب دول الغرب رئيسا شرعيا للبلاد، بمخالفته أمرا قضائيا يمنعه من مغادرة البلاد، وأكد أن الجيش الذي يشكل عماد النظام “التشافي” سهل له ذلك. ووصل الجمعة إلى مدينة كوكوتا الحدودية في كولومبيا، حيث خزنت مساعدات من الحكومتين الأميركية والكولومبية في مستودعات.

ولم يكشف غوايدو (35 عاما)، وهو رئيس البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة، سوى تفاصيل قليلة عن خطة نقل المساعدات. ومن المتوقع أن يقود متطوعون فنزويليون الشاحنات، واقترحت البعض من الشخصيات المعارضة تشكيل سلاسل بشرية.

وقال غوايدو، في مؤتمر صحافي الجمعة في كوكوتا، حيث استقبله الرئيس الكولومبي إيفان دوكي، “ستصبح عقبات اليوم التي صنعتها الدكتاتورية أنهارا من الوحدة والسلام غدا”.

وقالت نائبة الرئيس ديلسي رودريغيز، في تغريدة في وقت متأخر من مساء الجمعة، إن حكومة فنزويلا أغلقت الحدود في تاتشيرا، التي تربط البلاد بكوكوتا، مؤقتا “بسبب سلسلة تهديدات غير مشروعة من كولومبيا”.

وهناك ثلاثة جسور تربط كوكوتا بفنزويلا، أحدها مغلق بحاويات شحن، بينما الآخران مغلقان أمام حركة السيارات منذ سنوات.

وأغلق مادورو أيضا الحدود مع البرازيل والحدود البحرية مع الجزر الكاريبية الهولندية القريبة.

ويلقي باللوم في الوضع بالغ السوء في بلاده على العقوبات الأميركية والتي منعت فنزويلا من الحصول على تمويل وقيدت صناعة النفط في البلد العضو في أوبك. وقالت رودريغيز إن المساعدات مسمومة.

وازدادت المخاوف من احتمال اندلاع العنف الجمعة عندما أطلق الجيش الفنزويلي النار في قرية قرب الحدود البرازيلية بعد محاولة زعماء من السكان الأصليين منع تقدم القوات. وأدى إطلاق النار إلى مقتل امرأة وزوجها.

ودانت البيت الأبيض الجمعة “بشدة” استخدام الجيش الفنزويلي للقوة. وقال في بيان إن “الولايات المتحدة تدين بشدة استخدام الجيش الفنزويلي للقوة ضد مدنيين عزّل ومتطوعين أبرياء”. وأضاف “الرئيس الانتقالي خوان غوايدو طلب مساعدة إنسانية عاجلة من المجتمع الدولي من أجل شعب بلاده، بينما نظام مادورو أعطى أوامر بإغلاق الحدود وقمع هؤلاء الذين يحاولون إدخال المساعدات إلى البلاد. يجب على الجيش أن يسمح للمساعدات الإنسانية بدخول البلاد بطريقة سلمية. العالم يراقب”.

واستند غوايدو في يناير الماضي إلى بنود دستورية ليعلن نفسه رئيسا مؤقتا، ووصف مادورو بأنه مغتصب للسلطة قائلا إن إعادة انتخابه في 2018 غير قانونية.

ومن ناحية أخرى، قالت وكالة الهجرة الكولومبية إن ثلاثة من أفراد الحرس الوطني تركوا مواقعهم في وقت مبكر من صباح السبت وطلبوا المساعدة من الوكالة.

وكانت سلطات جزيرة كوراساو الهولندية قد منعت الجمعة المعارضين الفنزويليين من تحميل سفينة بمساعدات إنسانية مرسلة إلى بلدهم. وقال قبطان السفينة كارلوس كينتافالي إن “السلطات منعت دخول حاويات لنقل مساعدات إلى فنزويلا”.

وكانت حكومة كوراساو الجزيرة التي تبعد نحو ستين كيلومترا عن سواحل فنزويلا قالت إن “الشحنات لن ترسل إلا بموافقة سلطات كراكاس. بانتظار ذلك سيتم تخزين هذه المساعدة”. وأضافت “إنها مسألة أمنية. بالتأكيد نريد مساعدة الناس لكننا لن نختار النزاع”، بينما أغلقت حكومة مادورو الحدود البحرية وعلّقت الرحلات الجوية مع كوراساو.

3