"موسم" الاحتجاجات الشعبية يداهم رئيس الوزراء العراقي في سنة انتخابية مفصلية

بعقوبة (العراق) - تعيش مدن ومناطق عراقية حالة من التململ بسبب تواصل رداءة الخدمات العامة وخصوصا خدمتي الماء والكهرباء اللتين قطعت الحكومة الحالية برئاسة محمّد شياع السوداني وعودا بتحسينهما لكن الوسائل المادية لم تُتح لها للقيام بذلك.
وتظاهر الجمعة سكان من محافظة بعقوبة احتجاجا على تلكؤ مشاريع للتزويد بالمياه والصرف الصحيّ.
وقالت وكالة شفق نيوز الإخبارية إنّ السكان نظموا تظاهرة احتجاجية عند مدخل منطقة كاطون الرحمة غربي بعقوبة للمطالبة بتحسين الواقع الخدمي وإنهاء تأخر إنجاز مشروع مجاري غرب بعقوبة.
وأوضحت أن عددا من السكان في قرية قلعة القصاب احتجوا أيضا وقطعوا طريق ناحية السلام – بعقوبة للمطالبة بتنفيذ مشروع مياه في المنطقة يقي سكانها العطش ويخفف عنها آثار الجفاف.
إلى جانب ذلك شهدت مناطق أخرى في وسط وجنوب العراق خلال الأيام الماضية وقفات احتجاجية بسبب اضطراب التزويد بالكهرباء وانقطاع الماء وكذلك رداءة نوعيته حين يكون متاحا لسكان تلك المناطق.
وأصبح رئيس الوزراء تحت ضغط الوقت مع دخول فصل الحرارة الذي تحوّل إلى موعد سنوي للاحتجاجات الشعبية على سوء الخدمات وانعدامها في بعض الأحيان، وأيضا مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة لشهر نوفمبر القادم والتي يأمل السوداني في الحصول من خلالها على ولاية ثانية على رأس الحكومة.
ويريد الرجل الذي سيخوض الانتخابات في مواجهة منافسين أشدّاء من داخل عائلته السياسية الشيعية أن يجعل من منجزاته في مجال الاقتصاد والتنمية ومحاربة الفساد وتحسين مستوى الخدمات العامّة أساسا لحملته الانتخابية.
لكنّ ظروفا موضوعية لعبت ضدّ طموحاته في المجال الخدمي إذ ازداد ملف المياه تعقيدا بسبب الجفاف وعدم التمكّن من معالجة القضية مع الجارة تركيا المسؤولة عن تقليص حصّة العراق من مياه نهري دجلة والفرات.
كما شهد ملف الكهرباء تعقيدات إضافية بسبب تشدّد الولايات المتحدة مع بغداد بشأن حصول الأخيرة على الطاقة الكهربائية من إيران وكذلك الغاز المستخدم في توليدها.
ولم يتح تعويض النقص الحاصل في الكهرباء والماء قبل مجيء الصيف واقتراب موعد الانتخابات بسبب تلكؤ المشاريع التي أطلقتها الحكومة في هذين المجالين.
ووجه السوداني مؤخرا إنذارا لشركتين أجنبيتين متلكئتين في استكمال مشروع محطة كهرباء حرارية في محافظة كربلاء وأمهلهما ثلاثة أشهر لإنهاء أشغالهما في المشروع.
ورغم أنّ أبرز الأحزاب المنافسة للسوداني في الانتخابات القادمة شريكة له في الحكومة ومسؤولة بشكل مباشر عن أزمة الخدمات إلاّ أنّ زعماءها لن يتردّدوا في توظيف الملف ضدّه وربّما يساهمون في تأليب الشارع عليه لتقليل حظوظه في الفوز بولاية ثانية.