موسكو وبرلين تدعوان لضبط النفس وتحذران من انزلاق الشرق الأوسط إلى الفوضى

موسكو/القدس - دعت روسيا وألمانيا اليوم الخميس كافة البلدان في الشرق الأوسط إلى التحلي بضبط النفس ومنع انزلاق المنطقة نحو الفوضى بعد تفاقم التوتر في أعقاب غارة جوية يشتبه أنها إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل نيسان.
وحثت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال اتصال هاتفي مع نظيرها الإيراني حسين أمير عبداللهيان الخميس على "ضبط النفس" لتجنب "تصعيد إقليمي جديد" في الشرق الأوسط.
وقالت وزارتها عبر منصة إكس "لا مصلحة لأحد في تصعيد إقليمي جديد. جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة مدعوة الآن إلى التصرف بمسؤولية وضبط النفس" على خلفية تهديد طهران بالرد على قصف قنصليتها في دمشق، والحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
وتشير الدعوات الروسية والألمانية إلى أن إيران ربما تستعد بالفعل لرد انتقامي على الهجوم الإسرائيلي الذي دمر مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل عدد من ضباط الحرس الثوري في الهجوم.
ويأتي ذلك بينما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس أن إسرائيل تواصل حربها في قطاع غزة لكنها مستعدة أيضا لسيناريوهات في مناطق أخرى، وذلك وسط مخاوف من أن تكون إيران تجهز لضرب إسرائيل ردا على الهجوم الذي أودى بحياة مسؤولين عسكريين إيرانيين كبار.
وأضاف نتنياهو في تعليقات نشرها مكتبه بعد زيارة قام بها لقاعدة جوية في جنوب إسرائيل "مستعدون للوفاء بالمتطلبات الأمنية لدولة إسرائيل دفاعا وهجوما".
وتتهيأ إسرائيل لهجوم إيراني محتمل ردا على قتل جنرال كبير وستة ضباط إيرانيين في غارة جوية على القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من نيسان. ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم لكن الزعيم الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي قال أمس الأربعاء إن إسرائيل "يجب أن تعاقب وستعاقب" على الهجوم.
وأدلى نتنياهو بتعليقاته في الوقت الذي بدأت فيه قوات وطائرات إسرائيلية عملية في وسط غزة الليلة الماضية قال عنها الجيش إنها تهدف إلى تدمير البنية التحتية للفصائل الفلسطينية المسلحة.
وانسحبت معظم القوات الإسرائيلية من قطاع غزة استعدادا لهجوم على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة التي لجأ لها أكثر من مليون نازح فلسطيني لكن القتال استمر في مناطق متفرقة بالقطاع.
وذكر تقرير لوكالة بلومبرغ للأنباء أمس الأربعاء أن الولايات المتحدة وحلفاء لها يعتقدون أن هجمات صاروخية كبرى أو بطائرات مسيرة من قبل إيران أو وكلائها ضد إسرائيل أصبحت وشيكة.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن بلاده لم تتلق أي طلبات للتوسط بين إسرائيل وإيران، مضيفا "في الوقت الحالي من المهم للغاية أن يحافظ الجميع على ضبط النفس حتى لا يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار الوضع بشكل كامل في المنطقة التي لا تتمتع فعليا بالاستقرار والقدرة على التنبؤ.. ندعو جميع دول المنطقة إلى ممارسة ضبط النفس".
لكنه وصف الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق بأنه انتهاك لكافة مبادئ القانون الدولي.
ولم تؤكد إسرائيل مسؤوليتها عن الغارة الجوية في دمشق، لكن البنتاغون قال ذلك. وتوعد خامنئي بالانتقام من إسرائيل، بينما قالت جماعة حزب الله اللبنانية إن الهجوم الإسرائيلي "نقطة تحول". وذكرت الجماعة المتحالفة مع إيران أنها تدعم حق طهران في "معاقبة" إسرائيل.
وتتمتع روسيا بعلاقات وثيقة مع إيران والسعودية وسوريا وعدد من الدول الأخرى في أنحاء الشرق الأوسط، بينما تشهد علاقاتها مع إسرائيل حالة من الفتور بسبب موقفها من العدوان الإسرائيلي على غزة.