موسكو تهدد بضرب كييف وواشنطن تعد أوكرانيا بالأسلحة

روسيا تتكبد أكبر خسائر في العتاد بعد إصابة سفينة القيادة "موسكفا" بصواريخ كروز أوكرانية.
الجمعة 2022/04/15
ضربة موجعة لأسطول البحر الأسود الروسي

دخلت الحرب الأوكرانية منعطفا جديدا بعد أن سلّمت الولايات المتحدة لأوكرانيا معدات وأسلحة ثقيلة، لكن آمال التوصل إلى اتفاق سلام بين كييف وموسكو لا تزال قائمة. ويبذل القادة الغربيون جهودا دبلوماسية حثيثة لإيقاف الحرب بالتوازي مع مواصلة مد كييف بالسلاح والعتاد.

موسكو - هددت روسيا بضرب مراكز قيادة في كييف متهمة أوكرانيا بشن هجمات على أراضيها، في حين أعلنت الولايات المتحدة إرسال معدات عسكرية أميركية ثقيلة إلى الأوكرانيين.

وفي الوقت ذاته اعتبرت الأمم المتحدة أن التوصل “إلى وقف شامل لإطلاق النار” لأغراض إنسانية “لا يبدو ممكنا في الوقت الراهن”، فيما الأمم المتحدة لا تزال تنتظر ردا روسيا على مقترحات لإجلاء المدنيين وتقديم المساعدات.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناتشينكوف “نرى محاولات تخريب وضربات تشنها القوات الأوكرانية على أهداف في أراضي جمهورية روسيا الاتحادية”.

وأضاف “إذا استمرت هذه الأفعال سينفّذ الجيش الروسي ضربات على مراكز قيادية، بما فيها مواقع في كييف، وهو أمر امتنع الجيش الروسي عن القيام به إلى حد الآن”.

وأكد الناطق من جهة أخرى أنه في ماريوبول في جنوب شرق أوكرانيا “فلول الوحدات الأوكرانية والنازيون (في كتيبة آزوف) الموجودون في المدينة عالقون ومحرومون من إمكانية الخروج من الطوق المفروض عليهم”.

ومنيت روسيا بواحدة من أكبر خسائرها في العتاد منذ بداية غزوها لأوكرانيا إثر إصابة “موسكفا” سفينة القيادة في أسطولها في البحر الأسود بصواريخ كروز كما تؤكد كييف، فيما يخوض المدافعون عن ماريوبول معارك طاحنة.

إيغور كوناتشينكوف: إذا استمرت هذه الأفعال، سينفّذ الجيش ضربات على كييف

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية خلال الليل أن هذه السفينة التي يبلغ طولها 186 مترا تعرضت لـ”أضرار بالغة” جراء حريق تسبب في انفجار ذخيرة ويجب إجلاء طاقمها الذي يضم أكثر من 500 فرد.

وأكدت الوزارة الخميس أن "موسكفا" -السفينة الرئيسية في أسطول البحر الأسود الروسي- التي تضررت خلال الهجوم على أوكرانيا لم تغرق وأن الانفجارات على متنها توقفت. وأكدت السلطات الأوكرانية أنها ضربت بصواريخ كروز هذه السفينة المتمركزة في سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم.

و"موسكفا" موضوعة في الخدمة منذ 1983 في عهد الاتحاد السوفييتي. وقد شاركت في التدخل الروسي في سوريا منذ 2015. وفي الأيام الأولى من غزو أوكرانيا شاركت في هجوم على جزيرة الثعبان قرب الحدود الرومانية، حيث أسر 19 بحارا أوكرانيا لمبادلتهم بأسرى روس في وقت لاحق.

وقبيل ذلك أعلنت روسيا استسلام أكثر من ألف جندي أوكراني في هذه المدينة الساحلية الاستراتيجية جدا والتي تحاصرها قواتها وتقصفها منذ أكثر من أربعين يوما.

ومن شأن سيطرة الروس على ماريوبول تعزيز مكاسبهم الميدانية على الشريط الساحلي المحاذي لبحر آزوف من خلال ربط مناطق دونباس بشبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا عام 2014.

ويبدو سقوط المدينة المحاصرة والمعزولة حتميا في نظر بعض الخبراء العسكريين، لكن بعد ستة أسابيع من المعارك مازالت القوّات الأوكرانية صامدة في تصديها للقوات الروسية. وتتركّز المعارك حاليا في المنطقة الصناعية الشاسعة في المدينة.

وأشارت القوّات البرّية الأوكرانية الأربعاء عبر تلغرام إلى أن القصف الجوّي الروسي متواصل على المدينة وهو يستهدف خصوصا المرفأ ومجمّع التعدين الشاسع "آزوفستال".

ووجود مجمع صناعي ضخم في ماريوبول -حوّلته القوات الأوكرانية إلى موقع محصّن ويضمّ مساحات تحت الأرض تمتد على مدى كيلومترات- يعطي مؤشرًا على أن معركة السيطرة الكاملة على هذه المدينة الاستراتيجية ستكون ضارية.

وقال أوليكسي أريستوفيتش -أحد مستشاري الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي- "وحدات من الكتيبة 36 في البحرية الوطنية في ماريوبول تمكنت إثر مناورة معقدة ومحفوفة بالمخاطر من الانضمام إلى كتيبة آزوف". وأضاف "بذلك تعزز نظام الدفاع في المدينة وتوسع".

ومنذ مطلع هذا الأسبوع تسري معلومات غير مؤكّدة حتّى الآن حول استخدام القوّات الروسية في ماريوبول أسلحة كيمياوية.

وصرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن "القوات الروسية قد تستخدم مواد مختلفة لمكافحة الشغب بما في ذلك الغاز المسيل للدموع الممزوج بمواد كيمياوية" ضد "المقاتلين والمدنيين الأوكرانيين في إطار حملتها العدوانية للاستيلاء على ماريوبول".

وتقول موسكو من جهتها إن “التهديد بالإرهاب الكيمياوي” يأتي من الأوكرانيين. ووعد بايدن الأربعاء نظيره الأوكراني بمساعدة عسكرية أميركية بقيمة 800 مليون دولار.

وخلال اتصال هاتفي الأربعاء مع زيلينسكي قال بايدن إن المساعدات العسكرية تشمل الآليات المدرعة والمدفعية والمروحيات. وستضم هذه الحزمة الجديدة من المساعدات "معدات فعالة جدا قمنا بتسليمها" إلى أوكرانيا، على حد تعبير بايدن، بالإضافة إلى "قدرات جديدة" تتضمن خصوصا "أنظمة مدفعية" و"آليات نقل مدرعة".

أوكرانيا تحتاج أكثر من إمدادات الأسلحة
أوكرانيا تحتاج إلى أكثر من إمدادات الأسلحة 

وفي المقابل أعلنت روسيا الأربعاء فرض عقوبات على 398 عضوا من الكونغرس الأميركي، في رد انتقامي على الإجراءات العقابية التي اتخذتها واشنطن بسبب الحرب في أوكرانيا، متوعدة بالإعلان عن المزيد من العقوبات في وقت لاحق.

وتستمر عمليات القصف في شرق أوكرانيا أيضا حيث تسببت بمقتل أربعة أشخاص في خاركيف -ثانية المدن الأوكرانية- الأربعاء فيما أصيب عشرة آخرون.

ودعت السلطات المدنيين إلى مغادرة المنطقة التي تشكّل محط نزاع مسلّح منذ 2014 بين القوّات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا، خوفا من هجوم روسي وشيك للسيطرة على كامل منطقة دونباس. غير أن أوكرانيا لن تفتح ممرّات إنسانية الأربعاء، لأن "الروس عرقلوا مسير حافلات في منطقة زابوريجيا (جنوب)" و"انتهكوا (اتفاق) وقف إطلاق النار" في منطقة لوغانسك، "ما تسبب في وجود خطر كبير على الطرقات”، بحسب ما أعلنته نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك.

ويرى محللون أن الرئيس الروسي الذي اصطدم هجومه على أوكرانيا بمقاومة شرسة، يريد أن يحقق انتصارا في دونباس قبل العرض العسكري الضخم في الساحة الحمراء في التاسع من مايو بمناسبة ذكرى انتصار السوفيات على ألمانيا النازية في 1945.

وأعلن زعيم انفصالي في شرق أوكرانيا الأربعاء أن حوالي 90 في المئة من أراضي جمهورية لوغانسك الشعبية المعلنة ذاتيا أصبحت الآن تحت سيطرة الانفصاليين.

وقال ليونيد باسيشنيك، زعيم جمهورية لوغانسك الشعبية الانفصالية، للصحافيين خلال نزع القوات الروسية للألغام من محطة كهرباء قرب بلدة ششاستيا التي كانت سابقا تحت سيطرة كييف "لقد تم تحرير 80 إلى 90 في المئة من أراضي جمهورية لوغانسك الشعبية من مجموعات القوميين الأوكرانيين".

وكانت موسكو سحبت نهاية مارس الماضي كتيبتها التي احتلت محيط كييف، قائلة إنها تريد الآن تركيز جهودها على جنوب أوكرانيا وشرقها. وفي سيفيرودونيتسك التي لا يزال الجيش الأوكراني يسيطر عليها في الشرق "لم يعد هناك أطباء ولا ممرضات وكل الصيدليات مغلقة".

وقال المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية كريم خان الأربعاء خلال زيارة إلى مدينة بوتشا الأوكرانية، حيث عثر بعد انسحاب القوات الروسية على جثث المئات من المدنيين، "أوكرانيا مسرح جريمة".

الرئيس الروسي الذي اصطدم هجومه على أوكرانيا بمقاومة شرسة، يريد أن يحقق انتصارا في دونباس قبل العرض العسكري الضخم في الساحة الحمراء

وذكر خان للصحافيين أن "أوكرانيا مسرح جريمة. إننا هنا لوجود أسباب معقولة تدعو إلى الاعتقاد في أن جرائم تدخل ضمن صلاحيات المحكمة ارتكبت. علينا أن نبدد غبار الحرب لنصل إلى الحقيقة".

وفي كل أنحاء العاصمة، كما في كل الأماكن الأخرى، تقول السلطات الأوكرانية إنها تستمر في العثور على جثث في المناطق التي انسحبت منها القوات الروسية نهاية مارس.وكان خان يتحدث من مدينة بوتشا التي أصبحت رمزا لفظائع الحرب منذ اكتشفت فيها المئات من الجثث -بحسب السلطات الأوكرانية- في نهاية مارس، فيما نفت روسيا أي انتهاكات في أوكرانيا.

وفي قرية في جنوب خيرسون، وهي مدينة قريبة من خط المواجهة، قتل سبعة أشخاص برصاص جنود روس في منزل فجروه بعد ذلك لإخفاء الجريمة، كما قال مكتب المدعي العام الأوكراني الأربعاء.

وفي دنيبرو في شرق أوكرانيا أشار نائب رئيس البلدية ميخائيل ليسينكو إلى أن جثث أكثر من 1500 جندي روسي موضوعة في مشارح هذه المدينة الصناعية الكبيرة، و"لا أحد يريد أخذها". وفي واشنطن اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين للمرة الأولى بارتكاب "إبادة جماعية".

ومنيت روسيا بواحدة من أكبر خسائرها في العتاد منذ بداية غزوها لأوكرانيا إثر إصابة “موسكفا” سفينة القيادة في أسطولها في البحر الأسود بصواريخ كروز كما تؤكد كييف، فيما يخوض المدافعون عن ماريوبول معارك طاحنة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية خلال الليل أن هذه السفينة التي يبلغ طولها 186 مترا تعرضت لـ”أضرار بالغة” جراء حريق تسبب في انفجار ذخيرة ويجب إجلاء طاقمها الذي يضم أكثر من 500 فرد.

وأكدت الوزارة الخميس أن “موسكفا” -السفينة الرئيسية في أسطول البحر الأسود الروسي- التي تضررت خلال الهجوم على أوكرانيا لم تغرق وأن الانفجارات على متنها توقفت. وأكدت السلطات الأوكرانية أنها ضربت بصواريخ كروز هذه السفينة المتمركزة في سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم.

و”موسكفا” موضوعة في الخدمة منذ 1983 في عهد الاتحاد السوفييتي. وقد شاركت في التدخل الروسي في سوريا منذ 2015. وفي الأيام الأولى من غزو أوكرانيا شاركت في هجوم على جزيرة الثعبان قرب الحدود الرومانية، حيث أسر 19 بحارا أوكرانيا لمبادلتهم بأسرى روس في وقت لاحق.

5