موسكو تتمسك بـ"حقها" في طرد الصحافيين الأجانب أسوة بالغرب

موسكو - لا يزال السجال متواصلا بين لندن وموسكو على خلفية استبعاد الأخيرة لمراسلة شبكة “بي.بي.سي” البريطانية ساره رينسفورد مدى الحياة، في أحدث خطوة انتقامية لروسيا من وسائل الإعلام الغربية تحت عنوان “التعامل بالمثل”.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية السبت أن رفض موسكو تجديد تأشيرة رينسفورد يأتي ردا على “التمييز” الذي تمارسه لندن تجاه وسائل الإعلام الروسية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا إن الخلاف يعود إلى عام 2019، حين اضطر صحافي روسي إلى مغادرة الأراضي البريطانية “دون تفسير”، متهمة بريطانيا بالعمل على تشويه الوقائع لأغراض دعائية.
وتواصل السلطات الروسية انتقادها العلني لمحتوى وسائل الإعلام الغربية بشأن روسيا، متهمة إياها بنشر مقالات وتقارير تعتبر معادية للروس. لكن عمليات طرد الصحافيين كانت قليلة.
وكررت زاخاروفا عبر موقع فيسبوك “أكرر: القرار الروسي هو فقط (إجراء) مضاد. لا يمت بأي صلة إلى حرية التعبير”.
والخميس أعلن التلفزيون الحكومي الروسي أن على مراسلة “بي.بي.سي” ساره رينسفورد مغادرة روسيا بناء على طلب السلطات، في قرار وصفته الشبكة البريطانية في اليوم التالي بأنه “تعرض لحرية الصحافة”.
وبدورها قالت رينسفورد إن المسألة “لا تتعلق بعدم تجديد تأشيرتي، على الرغم من أن الأمر يبدو كذلك من الناحية الفنية، إنني مبعدة وتم إبلاغي بأنني لن أتمكن مطلقاً من العودة”.
وأعربت عن “بالغ حزنها” لمغادرتها بشكل مفاجئ بلداً قضت فيه ما يقرب من ثلث حياتها وتتحدث لغته.
وأوضحت أنها أحيطت علماً بأن السبب هو عدم تمديد تأشيرة صحافي قبل عامين، علاوة على العقوبات البريطانية ضد الروس بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في الشيشان أو بسبب الفساد.
وربطت زاخاروفا قرار موسكو “بالإهانات التي تعرض لها المراسلون الروس في بريطانيا بالنسبة إلى إصدار التأشيرات”.
ولطالما انتقدت السلطات الروسية علناً طريقة تغطية وسائل الإعلام الغربية للأحداث في روسيا، معتبرة أن المقالات والتحقيقات معادية لروسيا، لكن طرد الصحافيين ظل أمرًا نادراً.
وقالت رينسفورد “أخبرت الشخص الذي زودني بالمعلومات أنني لست عدوة وأنني أبذل قصارى جهدي لفهم البلد”.
وأضافت “تقومون بطرد شخص يتحدث مباشرة إلى الروس ويحاول توضيح (صورة) روسيا… لكن الحقيقة هي أنهم لا يريدون أشخاصاً مثل هؤلاء هنا”.
وأشارت إلى أن الصحافيين الأجانب ما زالوا حتى الآن “محميين” من القمع المتزايد في روسيا ضد الصحافة المستقلة.
وأوضحت أن الطرد “علامة واضحة على أن الأمور تغيرت… لكنه أيضا نقطة تحول جديدة في العلاقة بين روسيا والعالم الخارجي”.
وأكدت هيئة الإذاعة البريطانية مساء الجمعة طرد مراسلتها مستنكرة “الهجوم المباشر على حرية الصحافة”، وطالبت موسكو بالتراجع عن قرارها.
والعلاقات بين لندن وموسكو متوترة بشكل خاص منذ سنوات؛ فقد اتهم البريطانيون موسكو بتسميم روس معارضين لفلاديمير بوتين لجأوا إلى المملكة المتحدة.
وقبل يومين من إعلان طردها سألت رينسفورد رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشنكو، حليف روسيا، عن قمعه العنيف لأنصار المعارضة خلال تظاهرهم في مينسك، فاتهمها بأنها تحظى بدعم الولايات المتحدة.