موستانغ.. رحلة أيقونة رياضية طبعت قوة الأداء على مدار ستة عقود

الأيقونة التاريخية أصبحت بمثابة رمز للقوة والانسيابية والشراسة وحازت بذلك على مكانة مهيبة بين عشاق السرعة.
الأربعاء 2024/05/22
مركبة عالمية

الرياض- ظل طراز فورد موستانغ لأكثر من عقد من الزمن السيارة الرياضية الأكثر مبيعا في العالم، وحققت أكثر من مليون مبيعات منذ إطلاقها عالميا في 2015، وأكثر من 10 ملايين منذ الكشف عنها في أبريل 1964 خلال معرض نيويورك العالمي.

وأصبحت هذه الأيقونة التاريخية، التي اجتاحت الطرقات بمثابة رمز للقوة والانسيابية والشراسة، وحازت بذلك على مكانة مهيبة بين عشاق السرعة، حتى إنها حظيت بالمشاركة في الكثير من الأفلام الهوليوودية التشويقية الشهيرة.

وابتداء من ستينات القرن الماضي، كان الصانعون الأميركيون، الذين يتطلعون إلى الاستفادة من الطلب، الذي يحفزه عامل التجديد والولاء للعلامة التجارية، يستخدمون محركات ذات سعة كبيرة للفوز في سباق المنافسة في ذلك الوقت.

وظلت الشركات، بما فيها فورد، تعمل لكي تصل إلى إنتاج أكبر قدر من القوة في المحركات، التي تضعها في معظم طرزها الخارقة، وهو الاتجاه الذي استمر حتى منتصف القرن الماضي.

◄ التفاصيل الدقيقة حجر الأساس، الذي منح موستانغ هويتها الشهيرة، والتي تضمنت شعار الحصان المُثبت على الشبك الأمامي، والمقاعد الرياضية، وتصميم مقبض ناقل الحركة

وبفضل غطاء المحرك الطويل والسطح القصير والميزات الرياضية الفريدة، حققت سيارة موستانغ نجاحا مبهرا عند إطلاقها في العام 1964، حيث تقدّم الوكلاء بنحو 22 ألف طلب شراء في يومها الأول.

وتم طرح أول جيل من الطراز للبيع بسعر 2368 دولارا، وكان وزنها 1166 كيلوغراما، كما تميزت بمحرك سداسي الأسطوانات مقاس 170 بوصة مكعبة، وناقل حركة أوتوماتيكي ثلاثي السرعات مثبت على الأرض، في حين اتسعت مقصورتها لأربعة أشخاص.

وقال فرع الشركة الأميركية لمنطقة الشرق الأوسط في بيان تلقت “العرب” نسخة منه إن “شعبية موستانغ ازدادت بشكل كبير بعد إطلاقها، حيث شارك 15 شخصا في ولاية تكساس في مزاد على المركبة نفسها، وطلب الفائز النوم في المركبة طوال الليل حتى لا تباع قبل نقل ملكيتها إليه”.

ورغم أنّ فورد توقعت بيع حوالي 100 ألف نسخة في عامها الأول، لكن المبيعات كانت أربع مرات من المستهدف لتبلغ 417 ألف وحدة في أول 12 شهرا من إطلاقها.

وتم بيع السيارة رقم مليون من السيارة في العام 1966، لكن موستانغ الحقيقية لم تكن المركبة الوحيدة التي حققت مبيعات هائلة، بل قام الكثير من الأهل بشراء 93 ألف موستانغ صغيرة تعمل بدواسة لأطفالهم خلال موسم عيد الميلاد عام 1964.

ومع التوقعات بنمو الفئة العمرية من 15 إلى 29 عاما بنسبة 40 في المئة في الولايات المتحدة وحول العالم بين عامي 1960 و1970، وضعت فورد خططا لنوع جديد من سياراتها من شأنها جذب جيل الشباب غير المهتم بالمركبات التقليدية التي كان آباؤهم يقودونها.

وقد أراد هؤلاء الحصول على مقاعد محيطة مع تثبيت مقبض ناقل الحركة في الأرضية، إضافة إلى محرك عالي الأداء.

◄ شعبية السيارة ازدادت بشكل كبير منذ إطلاقها في 1964 لتشهد مع مرور السنوات تغييرات كبيرة في التصميم وقوة المحرك
شعبية السيارة ازدادت بشكل كبير منذ إطلاقها في 1964 لتشهد مع مرور السنوات تغييرات كبيرة في التصميم وقوة المحرك

وقررت فورد أن تكون هذه المركبة الجديدة صغيرة الحجم لا يزيد طولها عن 180 بوصة وخفيفة الوزن لا يزيد وزنها عن 1.1 طن وغير مكلفة بحيث لا يزيد سعرها عن 2500 دولار، علما أن سعر معظم السيارات حينها بدأت من 3500 دولار.

وكانت التفاصيل الدقيقة حجر الأساس، الذي منح موستانغ هذه الهوية الشهيرة، والتي تضمنت شعار الحصان المُثبت على الشبك الأمامي، والمقاعد الرياضية، وتصميم مقبض ناقل الحركة.

كما كان التصميم ضروريا لتحقيق متعة القيادة وزيادة جاذبية المظهر الجانبي لفورد ثاندربيرد، التي تتسع لأربعة أشخاص.

وتمت تسمية النماذج الأولية لموستانغ الأولى والثانية على اسم الطائرة الحربية والمقاتلة الأسطورية موستانغ بي – 51، التي شاركت في الحرب العالمية الثانية، لكنها باتت لاحقا مرادفة للحصان البري، حيث أصبحت تُعرف باسم “مركبة المهر”.

وشهد الجيل السادس من هذه السيارة إطلاق أول محرك إيكوبوست بسعة 2.3 لتر وبقوة 310 أحصنة، ومن ثم جاء محرك كويوت بثماني أسطوانات بسعة 5 لترات وبقوة 435 حصانا، وتعد هذه المعايير في كلا المحركين مثيرة.

ومن عوامل الجذب في موستانغ أنها يمكن أن تجسّد كل ما يرغب به العميل، من مركبة عادية إلى مركبة عالية الأداء ومذهلة أو حتى مركبة فاخرة، وتفتخر موستانغ بأنها قدمت أكثر الخيارات، التي عرضتها فورد على الإطلاق.

ومنذ أيامها الأولى إلى الآن، صارت موستانغ أطول وأكثر انخفاضا وأكثر قوة، كما شهدت تغييرات جذرية في التصميم، وبالتالي في نوعية المنافسين، إذ انتقلت من مركبة رياضية أميركية فقط إلى مركبة عالمية تباع في أكثر من 140 سوقا، من أوروبا وأستراليا إلى الشرق الأوسط وآسيا.

15