موريتانيا تكثف حملتها ضد النفوذ الإخواني

نواكشوط - كثفت السلطات الموريتانية حملتها ضد الفكر الإخواني في البلاد، من خلال إغلاق مدارس إسلامية وجمعيات مرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين وحلفائهم الإقليميين تركيا وقطر.
وأكد ناشط موريتاني، الخميس، إغلاق السلطات لإحدى الجمعيات الخيرية ورفض السماح لموظفيها بالدخول.
وقال مسؤول في جمعية “الخير” الخميس، فضل عدم ذكر اسمه، إن “السلطات أغلقت الجمعية ورفضت السماح لموظفيها بالدخول إلى مقرها في العاصمة نواكشوط”.
ومساء الثلاثاء، استنادا إلى وسائل إعلام محلية، أغلقت فرق أمنية جمعية “الخير” و”فرع الندوة العالمية للشباب الإسلامي” في العاصمة نواكشوط.
وتعمل الجمعيتان في مجال كفالة الأيتام وتقديم المساعدات للفقراء وتنظيم القوافل الإنسانية، لكن قرار السلطات بإغلاقها يثير استفهامات بشأن إمكانية أن يكون لها دور سياسي أو أيديولوجي.
وتأتي هذه الخطوة بعد أشهر من “إغلاق مركز تكوين العلماء” الذي يرأسه العلامة الموريتاني وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين محمد الحسن ولد الددو. وقالت السلطات إن سبب إغلاقه هو مصادر تمويله المشبوهة.
وأقر مجلس الوزراء الموريتاني الأسبوع الماضي إنشاء “مؤسسة المحظرة الشنقيطية الكبرى”، وهي مؤسسة جامعية دينية في ثوب التعليم الديني الأصيل، في خطوة تهدف إلى مواجهة مؤسسات التعليم ذات الطابع الديني التي تسيطر عليها تيارات الإسلام السياسي خاصة جماعة الإخوان المسلمين في موريتانيا.
وقال أحمد ولد أهل داوود، وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي خلال مؤتمر صحافي، إن الحكومة صادقت في اجتماعها على مشروع مرسوم يقضي بإنشاء وتنظيم وسير مؤسسة للتعليم العالي تدعى “المحظرة الشنقيطية الكبرى”.
وأوضح الوزير أن المراحل الدراسية بالمحظرة الكبرى ستتوزع بين الإجازة ودرجة الماجستير والدكتوراه وسيكون مقرها في مدينة “أكجوجت” شمال البلاد.
وأضاف وزير الشؤون الإسلامية أن “المحظرة الشنقيطية الكبرى” مخصصة للمتميزين من طلبة المدارس القرآنية والشرعية التقليدية (المحاظر) وتهدف إلى تخريج العلماء، مشيرا إلى أن الدراسة بها ستشمل جميع معارف المحظرة.
واعترف بأن الدولة الحديثة كانت “مستقيلة” من مهمتها تجاه المحظرة، وأن الرئيس محمد ولد عبدالعزيز يعطيها أولوية هي الأولى من نوعها في تاريخ البلاد.