موريتانيا تعتزم تشييد "حزام أمني إلكتروني" بنواكشوط لمكافحة ظاهرة الهجرة

نواكشوط - أعلن رئيس الوزراء الموريتاني المختار ولد أجاي، الجمعة، عزم حكومته تشييد “حزام أمني إلكتروني” بالعاصمة نواكشوط، في إطار مكافحة الهجرة غير النظامية في البلاد.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أمام البرلمان خلال تقديمه حصيلة أداء حكومته للسنة 2024 وخطتها للعام الجاري 2025.
وقال ولد أجاي “ستبدأ الأعمال قريبا في بناء حزام أمني إلكتروني على مدينة نواكشوط لضبط الدخول المنظم إليها،” دون توضيح كيفية عمل الحزام.
وأشار إلى أن موضوع الهجرة غير النظامية يشكل “أحد أولويات” حكومته خلال العام الحالي، عبر تنفيذ “خطة متكاملة تجمع بين الإطار القانوني الملائم والآليات الفنية الفعالة والموارد البشرية واللوجستية الضرورية.”
الحكومة ستوفر كل الوسائل للجهات المعنية بترحيل المهاجرين المخالفين للنظم والقوانين الوطنية إلى بلادهم في ظروف لائقة
وأوضح أن “الحكومة ستوفر كل الوسائل للجهات المعنية بترحيل المهاجرين المخالفين للنظم والقوانين الوطنية إلى بلادهم في ظروف لائقة.”
وتأتي هذه الخطوة في ظل تسجيل أرقام غير مسبوقة للمهاجرين الذين وصلوا إلى جزر الكناري على متن قوارب انطلقت من سواحل غرب أفريقيا، حيث تشير بيانات وزارة الداخلية الإسبانية إلى أن أكثر من 41 ألف مهاجر وصلوا بين يناير ونوفمبر 2024، فيما تُظهر تقارير منظمات غير حكومية إنقاذ قوارب أبحرت من موريتانيا تحمل مهاجرين من جنسيات مختلفة، ما يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة.
وفي وقت سابق، أعربت موريتانيا والاتحاد الأوروبي عن ارتياحهما لوتيرة تنفيذ بنود اتفاق التعاون الإستراتيجي في مجال محاربة الهجرة غير النظامية الموقع بينهما.
وجاء ذلك خلال اجتماع عقد وهو الأول للجنة الفنية العليا المشتركة، بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي المكلفة بمواصلة للحوار المنتظم، بين البلدين حول القضايا المتعلقة بالهجرة.
وذكر مصدر رسمي في نواكشوط أن الاجتماع الذي ترأسه الأمين العام لوزارة الداخلية عبدالرحمن ولد الحسن والمديرة العامة للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كورينا إلريش ناقش مدى تقدم تنفيذ المجالات الرئيسية والأهداف التي حددها الإعلان المشترك، الموقع بين الطرفين قبل أشهر.
ما يقارب تسعين في المئة من زوارق الموت انطلقت من السواحل الموريتانية باتجاه أرخبيل الكناري الإسباني
وتتمثل تلك الأهداف في: الفرص الاجتماعية والاقتصادية للشباب لتعزيز اللحمة الاجتماعية، الحماية واللجوء، الهجرة القانونية والتنقل، الهجرة غير الشرعية، تهريب المهاجرين، والاتجار بالبشر، العودة وإعادة الإدماج، تسيير ومراقبة وضبط الحدود.
وقد عبر المجتمعون عن ارتياحهم للمناخ الإيجابي الذي دار فيه النقاش، كما تم التذكير بضرورة العمل على رفع التحديات ومواجهة العراقيل المطروحة.
وتشير التقارير إلى أن ما يقارب تسعين في المئة من زوارق الموت التي تقل مهاجرين غير نظاميين انطلقت من السواحل الموريتانية باتجاه أرخبيل الكناري الإسباني وأن ما لا يقل عن عشرة آلاف مهاجر قضوا غرقا في مياه الأطلسي أثناء رحلتهم خلال العام الماضي.
وشهدت البلاد خلال الأشهر الأخيرة موجة “غير مسبوقة” من المهاجرين غير النظاميين واللاجئين الأفارقة نحو الأراضي الموريتانية ومنها إلى أوروبا.
وباتت شواطئ مدينتي نواكشوط (غرب) ونواذيبو (شمال غرب) وجهة مفضلة للآلاف من المهاجرين الأفارقة الحالمين بالعبور إلى أوروبا.
ومطلع نوفمبر 2024، قال وزير الدفاع الموريتاني حننه ولد سيدي إن تدفق المهاجرين واللاجئين نحو بلاده وصل إلى “عتبة حرجة”.
وكثف خفر السواحل الموريتاني خلال الأشهر الأخيرة دورياته في المياه الإقليمية للبلاد ما أسفر عن توقيف عشرات القوارب المحملة بالمهاجرين غير النظاميين أثناء عبورهم نحو أوروبا.