موجة قوية للطلبات على طروحات الخليج مع اقتراب نهاية 2024

الكثير من محللي أسواق المال لديهم قناعة بأن المنطقة تعد نقطة مضيئة في مشهد كئيب بمجال طروحات الأسهم.
الأربعاء 2024/11/06
في ترقب صخب الصفقات

لندن - لاحظ المحللون وصناع الاستثمار بروز موجة قوية للطلبات على الطروحات الأولية في أسواق الخليج العربي مع اقتراب نهاية عام 2024، وذلك على الرغم من الضبابية التي لا تزال تلقي بظلالها على أوضاع الاقتصاد العالمي عموما.

ويكثف المستثمرون منذ فترة إقبالهم على الاكتتابات في المنطقة، حيث تستعد مجموعة متنوعة من الشركات، من تجارة التجزئة إلى مستحضرات التجميل والرعاية الصحية، لطرح أسهمها مع سعي اقتصادات المنطقة إلى التنويع بعيداً عن النفط.

ولدى الكثيرين من محللي أسواق المال قناعة بأن المنطقة تعد نقطة مضيئة في مشهد كئيب بمجال طروحات الأسهم، والتي تقترب من أدنى مستوياتها منذ عقدين على مستوى العالم، في ظل تأثر إقبال المستثمرين بمخاوف الركود.

ومن المتوقع أن يتم تحديد سعر طرح سهم مجموعة لولو ريتل هوليدينغز عند الحد الأعلى للنطاق السعري بعدما كشفت الشهر الماضي أنها ستنضم إلى قافلة طويلة من الشركات التي اتخذت مسار الاكتتاب خلال السنوات القليلة الماضية.

جويس ماثيو: نشهد إقبالا كبيرا، حيث تجذب الصفقات طلبا جيدا
جويس ماثيو: نشهد إقبالا كبيرا، حيث تجذب الصفقات طلبا جيدا

وزادت المجموعة عدد الأسهم المطروحة وسط طلب كبير، مستهدفة جمع ما يصل إلى 1.72 مليار دولار، في أكبر عملية طرح لهذا العام في دولة الإمارات.

وتأسست لولو في 1974 على يد رجل الأعمال الهندي يوسف علي، وستنضم إلى مجموعة من شركات البيع بالتجزئة في الشرق الأوسط طرحت أسهمها، منها إدراج سبينس ومقرها الإمارات في وقت سابق من العام الجاري وبن داود القابضة السعودية في 2020.

كما تتجه الشركة المتحدة الدولية القابضة السعودية المتخصصة في الخدمات المالية، لتحديد سعر اكتتابها العام عند الحد الأعلى للنطاق السعري أيضاً، مع تجاوز الطلب على الأسهم قيمة الطرح البالغ 264 مليون دولار.

وبينما كانت طروحات الشرق الأوسط تهيمن عليها الأصول الحكومية في السنوات الأخيرة، تشير الطروحات الجديدة إلى المزيد من التنويع.

وتستثمر السعودية والإمارات بكثافة في اقتصاداتهما لبناء قطاعات جديدة في المنطقة، في سياق إستراتيجيات لتنويع مصادر الدخل وتوليد الوظائف وتحفيز نمو الناتج المحلي الإجمالي.

ويرى خبراء أن الدافع القوي للاكتتابات العامة الأولية في المنطقة يعود أيضا إلى الأداء القوي، حيث شهدت الكثير من الأسهم الجديدة ارتفاعات في الأيام الأولى من التداول.

ورغم ذلك شهدت بعض الأسهم، مثل شركة أو.كيو لاستكشاف وإنتاج النفط في عُمان، تراجعا عند بداية تداولها قبل أيام، لكن هذا لم يضعف الطلب الواسع من المستثمرين، ومن المتوقع أن يتم إدراج سلسلة أخرى من الطروحات هذا العام.

وفي المتوسط ارتفعت الأسهم التي طُرحت للاكتتاب العام الأولي في منطقة الخليج هذا العام بنسبة 7 في المئة خلال أول يوم من التداول، وصعدت بنسبة 15 في المئة في المتوسط، وفقا لبيانات جمعتها وكالة بلومبيرغ.

بورصات دول الخليج 31 شهدت صفقة بقيمة إجمالية بلغت 18.2 مليار دولار هذا العام، متجاوزة ما يقارب 11 مليار دولار في عام 2023 بأكمله

وقال جويس ماثيو، رئيس قسم أبحاث الأسهم في شركة المتحدة للأوراق المالية في مسقط، لبلومبيرغ “نشهد استمرار الإقبال في سوق الطروحات الأولية، حيث تجذب الصفقات طلبا جيدا”.

كما تستعد شركات خاصة أخرى من مختلف القطاعات لطرح أسهمها، حيث تنوي شركة ديليفري هيرو الألمانية طرح وحدة توصيل الطعام في الشرق الأوسط شركة طلبات في دبي، وشركة ألفا داتا في أبوظبي.

أما في السعودية فقد حصلت هيئة السوق المالية على الموافقة لطرح أسهم شركة نايس ون لمستحضرات التجميل، وشركة الموسى لتشغيل المستشفيات.

في الوقت ذاته يستعد جهاز أبوظبي للاستثمار (صندوق الثروة) الذي تناهز حجم أصوله التريليون دولار لطرح أسهم شركة الاتحاد للطيران، فيما يسعى صندوق الثروة السعودي لإدراج شركة نوبكو للتوريدات الطبية البورصة المحلية تداول.

وحتى قرار شركة الطاقة العُمانية أو.كيو بطرح شركة تابعة تعمل في مجال الميثانول والغاز المسال ليس مسألة خصخصة تقليدية في المنطقة، حيث يركز الطرح على الغاز الطبيعي المسال، وليس النفط الخام.

وأضاف ماثيو “تبدو شركة أو.كيو للصناعات الأساسية أقرب إلى الاستثمار في قطاع المرافق، مقارنة بنظرائها التقليديين في مجال البتروكيماويات” بالمنطقة.

وفي سبتمبر الماضي رجح أكبر بنك استثماري في الشرق الأوسط أن يركز المستثمرون في منطقة الخليج بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة على صفقات الاكتتاب الأكثر ربحية.

وأوضح بنك أي.أف.جي هيرمس أن “مستثمري الأسهم أصبحوا أكثر انتقائية بشأن توجيه أموالهم بعد طوفان من صفقات طروحات”، خلال العام الحالي.

وشهدت بورصات دول الخليج 31 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 18.2 مليار دولار هذا العام، متجاوزة ما يقارب 11 مليار دولار في عام 2023 بأكمله، بحسب البيانات التي جمعتها بلومبيرغ.

ومع ذلك، فإن تدفق الصفقات المستمر، بما في ذلك طرح أسهم شركة النفط السعودية أرامكو بقيمة 12.3 مليار دولار في يونيو الماضي، أدّى إلى نشاط أكثر حذرا.

11