موجة انتقادات لرئيسة مكتب شؤون المرأة السورية: لا تمثل نساء سوريا

غالبية الآراء تجمع على رفض توجه الدبس ورؤيتها لدور المرأة في المجتمع.
الاثنين 2024/12/30
دور ثانوي.. ما ينتظر السوريات

استنكرت الكثير من النساء السوريات على مواقع التواصل الاجتماعي آراء رئيسة مكتب شؤون المرأة عائشة الدبس عن دور المرأة وحضورها باعتبارها ممثلة رسمية لهن، ووجدن أن تصريحاتها تنتقص من حقوقهن ومكانتهن.

دمشق – أثارت تصريحات رئيسة مكتب شؤون المرأة في حكومة تصريف الأعمال في سوريا عائشة الدبس موجة جدل واسعة على مواقع التواصل بعد تصريحات حول تقييمها لوضع المرأة في الإدارة الجديدة للبلاد، ودورها في المجتمع ونظرتها للمنظمات الحقوقية العاملة في هذا المجال، فيما تواصلت التساؤلات حول صلاحيتها للمنصب.

ومنذ بث مقابلة الدبس، مع شبكة “تي.آر.تي” التركية الرسمية، تتواصل الانتقادات وردود الفعل المستنكرة خصوصا من النساء السوريات لتصريحاتها التي قالت فيها إن الإدارة الجديدة في سوريا ستعمل على صنع “نموذج” يناسب وضع ظروف المرأة السورية.

وأوضحت الدبس “سنصنع نموذجًا متفردًا يناسب واقعنا… نحن سنصنع نموذجًا خاصًا بنا، نموذجا يليق بسوريا الطبيعية، نحن لن نتبنى أي نموذج إن شاء الله… لماذا لا نصنع نحن النموذج الخاص بنا، الذي يناسب بلدنا وتقاليدنا وحضارتنا.”

وأشارت الدبس إلى رفضها للعلمانية والمدنية بقولها “لماذا نتبنى النموذج العلماني أو المدني؟ على سبيل المثال، أنا سأصنع نموذجًا خاصًا بالمجتمع السوري، لا أتكلم عن نفسي لكن أتكلم عن رؤية القيادة.”

وفي ردها على حرية عمل المنظمات النسائية المدافعة عن حقوق المرأة، أجابت “إذا اتفقنا أن هذا الدعم يدعم النموذج الذي نحن بصدد بنائه فأهلا وسهلا ومرحبا، أنا لن أفتح المجال لمن يختلف معي بالفكر، عانينا في الفترة الماضية من المنظمات التي كانت لها أجندات على أطفالنا ونسائنا، كانوا يمارسون كثيرًا من البرامج والتدريبات التي أتت بثمار كارثية.”

وتفاوتت ردود الفعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين من وصف تصريحات الدبس بأنها “سطحية وضيقة الأفق،” وفيها “إقصاء وجهل بكل تاريخ ونضال السيدات السوريات،” بينما اعتبر آخرون أن “كلام السيدة عائشة الدبس حول إفساد المنظمات النسوية للمجتمع تحت مسمى ‘التمكين‘ لا يمكن إنكاره.”

ورفضت ناشطة طرح الدبس معلقة:

وأضافت الناشطة:

تُعيد السيدة الدبس ديباجة بدائية عن دور المرأة في التربية والزواج والأسرة، وتقول بأن (مكتب شؤون المرأة) يُريد “تمكينها” بـ”الدورات” من أي كهف خرج هذا الاقتراح؟ ترفض أيّ فكر مغاير لتوجهاتها وتقول “لن أفتح المجال لمن يختلف معي بالفكر”! ثم تخاطب المرأة المسيحية والعلوية والدرزية؟ على أي أرضية هؤلاء النساء سيلتقِين معك؟ خطاب تقليدي إقصائي دون أفكار أو خطة عمل، يُظهر بما لا يدعو مجالاً للشك أن المنصب فضفاض عليها، وأنها لم تعلم بالضبط أو لم تُلقن ما طبيعة عمل هذا المكتب.

وتساءل مغرد عن الجهة التي اختارت الدبس للمنصب مع غياب تفويض شعبي وخصوصا من جانب النساء للحديث باسمهن:

واعتبرت ناشطة أن غالبية الآراء تجمع على رفض توجه الدبس ورؤيتها لدور المرأة وحضورها في المجتمع، وكتبت:

وقال أحدهم:

رسالة من شخصي المتواضع الذي يقدس المرأة يا سيدة زمن البوط ولا وزمن عوي ولاك مالو مكان بـ#سوريا وإنو تحولو نساء وخنساوات و صابرات سوريا لمشاريع سبايا وحريمة وعورة مرفوض رفضاً قاطعاً. بحترم خلفيتك الثقافية والدينية بس بحترم حرية أمي وأختي وجارتي وصديقتي ورفيقتي وإلّي ما بعرفها على قدر المساواة وربما أكثر. أنت في موقع المسؤول عن مجتمع متعدد فلا يحق لك بأي صفة أن تفرضي إطارك الضيق على اتساعهم. نسمح لك بذلك في صبحية مع جارتك على فنجان قهوة ولكن لا على سوريا التي قادتها زنوبيا ذات يوم.

وأكدت الدبس خلال المقابلة التلفزيونية أن مشاركة المرأة في السلطة التشريعية ستكون وفقا لأحكام الإسلام، وقالت “لا أدّعي أن النساء السوريات الآن ممكّنات، لكن المرأة السورية بطبيعتها تملك المؤهل، وإذا وفرنا لها الدورات التدريبية ودورات القيادة ستصل إن شاء الله لتشارك في السلطة التشريعية والتنفيذية… أما في ما يخص السلطة القضائية، لن أتكلم عن ذلك لأن الدستور هو الذي سيحدد، ومرتكز (ذلك) الشريعة الإسلامية، لن نتخلى عن الشريعة الإسلامية.”

وعن موقف المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق المرأة، قالت يجب ألاّ يكون هناك “تعارض” مع النظام الدولي، “إذا كان هناك تسييس لهذا الملف وأرجو ألا يحصل ذلك، ملف المرأة حساس، وأتمنى أن يكون هناك وعي من المجتمع المحلي ومن المرأة السورية نفسها، والمجتمع الدولي أننا نمر بمرحلة ليست كباقي المراحل وبالتالي يجب أن نأخذ وقتنا في بناء أنفسنا وبناء النموذج ووضع الدساتير.”

وضربت رئيسة مكتب شؤون المرأة في سوريا بما ذكرت أنه حدث “في 2018، ارتفع معدل الطلاق في المناطق بها بعض المنظمات التي لا تراعي كيفية تمكين المرأة وواجباتها ومسؤولياتها.”

وشددت الدبس أن أيّ جهة تريد العمل في مجال المرأة عليها أن تكون “متوافقة مع النموذج”، الذي تعتزم الإدارة الجديدة وضع رؤيته. في وقت اعتبرت فيه أن المرأة “معنية بنفسها وزوجها وأسرتها وسلم أولوياتها.”

وكانت هناك بعض الأصوات التي اتفقت مع الدبس وهاجمت المنتقدات، معتبرين أنهن معاديات للإسلام بل ذهب البعض إلى الدعوة بعدم الزواج منهن، وقال مغرد:

وكتبت ناشطة مؤيدة الدبس في طرحها:

85_s2m2r@

انا كمواطنه سورية لا أريد إعفاء الأستاذة عائشة الدبس من منصبها ولو أمثالكم سمعوا اللقاء كامل كانوا فهموا قصدها كتير منيح. بس للأسف خوفكم على شهواتكم خلاكم تخافوا منها، على أنها لم تتحدث على شهواتكم. كانت توجه كلامها للمجتمع الدولي بس سبحان الله اجتزاء المقابلة فضحكم.

وأعلنت إدارة الشؤون السياسية التابعة لحكومة تصريف الأعمال السورية، بقيادة أحمد الشرع، عن تعيين عائشة الدبس في منصب مسؤولة مكتب شؤون المرأة، قبل حوالي أسبوع. وبهذا التعيين، أصبحت الدبس أول امرأة تشغل منصبا رسميا في الإدارة السورية الجديدة.

وجاءت هذه الخطوة بالتزامن مع الدعوات المستمرة لإدماج المرأة السورية ضمن دوائر السلطة الجديدة، خلال مرحلة إعادة البناء الوطني وبعدها.

ونشرت إدارة الشؤون السياسية الجديدة عبر حسابها على منصة إكس صورة لعائشة الدبس مرفقة برقم هاتفها في حال رغبت أيّ جهة في التواصل مع مكتب شؤون المرأة، الذي يعنى “بالمجال الحقوقي والاجتماعي والثقافي والسياسي للمرأة السورية،” وفقا لما ذكرته التغريدة.

5