موجات الحر في الأردن تغير مواعيد التواصل الاجتماعي

ارتفاع الحرارة يؤثر أيضا على قدرة الإنسان على التواصل بشكل إيجابي، ما يؤدي بالتالي إلى العصبية والقلق والنفور والكسل.
الأربعاء 2022/09/07
ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة

عمان - يشهد الأردن كغيره من بقية دول العالم، تغيرا ملحوظا في مناخه، ما أدى إلى تعرض المملكة إلى العديد من موجات الحرّ المتتالية. وأدى الاختلاف في فترة المواسم السنوية إلى تداعيات كان أبرزها خلال الأيام الماضية، ومنها اللجوء إلى الإقلال من الحركة في ساعات النهار وتعويضها بالفترة المسائية، وخاصة التواصل الاجتماعي.

وقال محمد الشاكر مدير مركز طقس العرب (مستقل)، إن "الأردن تأثر نهاية شهر أغسطس وبداية الشهر الحالي بواحدة من أطول الموجات الحارة، لكنها لم تحقق أرقاما قياسية، وميّزها طول فترتها الزمنية".

وعن أعلى درجة تم تسجيلها، بيّن أن "أعلى درجة حرارة خلال هذه الموجة سجلت في مناطق الأغوار والعقبة، حيث تجاوزت 45 درجة مئوية ولعدة مرات، في حين كانت أعلى درجة حرارة بالعاصمة عمان، بأحيائها الشرقية، بواقع 41 درجة مئوية، ولعدة مرات أيضا".

وأشار إلى أنه خلال الموجة الأخيرة "كانت هناك توصيات من الجهات المختصة بضرورة تفادي التعرض المباشر لأشعة الشمس، خلال أوقات الذروة، والإكثار من شرب العصائر؛ لتفادي ضربات الشمس، وتعويض الجسم عن الفاقد".

طريقة معينة لمقاومة الدرجات المرتفعة للحرارة

واستدرك الشاكر "هذا الأمر فرض تغييرات على السلوك الاجتماعي بتقليل الحركة نهاراً، وخاصة الوقت الممتد من الظهيرة إلى ما بعد العصر، نتيجة الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة". وأردف "لاحظنا اقتصار خروج من ليس له عمل إلا أنه مضطر إلى ذلك على ساعات الليل، نظرا إلى تحسن الحالة الجوية مساءً".

ومن جانبه قال حسين خزاعي الأكاديمي والباحث في علم الاجتماع للأناضول "الإنسان عادة لا يتأقلم مع ارتفاع درجات الحرارة؛ لأضرارها المباشرة على الجسم وعلى الصحة العامة".

وأضاف "ارتفاع الحرارة يؤثر أيضا على قدرة الإنسان على التواصل بشكل إيجابي، ما يؤدي بالتالي إلى العصبية والقلق والنفور والكسل وعدم الرغبة في التواصل، فضلا عن آثار أشعة الشمس على الصحة العامة من ضربات ودوار وغير ذلك".

وزاد خزاعي "الناس يسعون دائما مع ارتفاع درجات الحرارة إلى البقاء في أماكن باردة داخل منازلهم، ومحاولة تأجيل أعمالهم لفترات تكون فيها درجات الحرارة منخفضة، وقد ظهر ذلك خلال موجة الحر الأخيرة، والتي انعكست أيضاً على تراجعٍ ملحوظ في حركة السير، وتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب، خوفاً من الإحراج؛ لأنه ليس كل الناس يملكون مكيفات ومراوح".

تجاوز السلوكيات الخاطئة خلال ارتفاع درجات حرارة الجو يكون بتجنب التعرض لأشعة الشمس ووضع غطاء على الرأس في حال الاضطرار إلى الخروج من المنزل

واعتبر أن "تجاوز السلوكيات الخاطئة خلال ارتفاع درجات حرارة الجو يكون من خلال تجنب التعرض لأشعة الشمس، ويجب وضع غطاء على الرأس في حال الاضطرار إلى الخروج من المنزل، وعدم اصطحاب الأطفال أثناء التسوق، وعدم تناول المشروبات الغازية؛ لأنها ترفع مستوى الضغط الأسموزي داخل الخلايا، وترفع من مستوى سكر الدم، مما يزيد من الإحساس بالعطش".

ولفت خزاعي، إلى أنه "من الطبيعي أن تؤثر الحرارة على إيجابية التواصل بين الناس خلال فترة النهار، لذلك نجد الإقلال من الحركة النهارية وتأجيلها إلى فترة المساء، ما أدى بالتالي إلى إطالة ساعات السهر لبعض الأردنيين، تعويضاً لما فقدوه من اتصال اجتماعي مباشر خلال النهار".

وختم حديثه بأن "ارتفاع درجة حرارة الجو يدفع إلى الشعور الدائم بالعصبية وسهولة الاستفزاز أمام أي سبب مهما كان بسيطا، والشعور بالاختناق، وعدم السيطرة على النفس وفقدان التوازن، مما يزيد فرصة ارتكاب جرائم القتل، والدراسات العالمية تؤكد أنه كلما ارتفعت درجة الحرارة زادت جرائم القتل بالمجتمع".

بدوره قال محمد صوالحة أستاذ علم النفس في جامعة اليرموك (حكومية) للأناضول "التأثير واضح على عملية التواصل الاجتماعي بين الناس بسبب ارتفاع الحرارة، ونلحظ ذلك خاصة عند التنقل بين الفصول من شتاء إلى صيف، فكيف إذا كان الأمر غير مألوف مع ارتفاع درجات الحرارة الحالية".

17