موانئ دبي ترصد 3 مليارات دولار للتوسع في أفريقيا

شركة تشغيل الموانئ تقوم بالتوسع في دار السلام في تنزانيا، كما قامت مؤخرا بتقييم الموانئ في جنوب أفريقيا وكينيا تمهيدا للاستثمارات المحتملة.
السبت 2024/06/15
توسعات طموحة

دبي - تخطط موانئ دبي العالمية لتعزيز أنشطتها في الأسواق الأفريقية حتى نهاية العقد الحالي، وهو ما يتيح فرصا جديدة للمجموعة الإماراتية في أحد أكبر اقتصادات القارة بسوقها الاستهلاكية الضخمة.

ولتحقيق أهدافها رصدت الشركة ثلاثة مليارات دولار لإنفاقها خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة على البنية التحتية الجديدة للموانئ في أفريقيا لتلبية النمو طويل الأجل الذي يشمل الطلب المتزايد على صادرات المعادن الحيوية.

وقال محمد أكوجي الرئيس التنفيذي للشركة لمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ إن “كلفة الخدمات اللوجستية وسلسلة التوريد في جميع أنحاء أفريقيا مرتفعة للغاية مقارنة بالأسواق العالمية الأخرى”، وهو ما يمثل فرصة جيدة.

محمد أكوجي: ينبغي النظر إلى إمكانات أفريقيا على المدى الطويل
محمد أكوجي: ينبغي النظر إلى إمكانات أفريقيا على المدى الطويل

وتقوم شركة تشغيل الموانئ بالتوسع في دار السلام في تنزانيا، كما قامت مؤخرا بتقييم الموانئ في جنوب أفريقيا وكينيا تمهيدا للاستثمارات المحتملة.

وتعمل موانئ دبي على تنمية أعمالها في أفريقيا التي تعد منطقة رئيسة للنمو، حيث تتمتع القارة بموقع محوري يعزز حركة التجارة وسلاسل التوريد العالمية.

ويُعد تطوير الممرات التجارية والبنية التحتية للموانئ أمرا بالغ الأهمية لربط القارة بالعالم من خلال زيادة مساهمتها في التنمية الشاملة والنمو الاقتصادي العالمي.

وتشير البيانات المنشورة على المنصة الإلكترونية للمجموعة المملوكة لحكومة دبي إلى أنها تدير تسعة موانئ ومحطات حاويات في ثماني دول أفريقية.

وكانت موانئ دبي والتي تعد من أكبر شركات تشغيل الموانئ على مستوى العالم قد تعهدت في العام 2021 باستثمار المزيد من الأموال في غضون السنوات القليلة المقبلة لتطوير الموانئ في القارة الأفريقية.

ومع بداية 2022، دشنت المجموعة أكبر مشاريعها في أفريقيا الذي يتمثل في بناء ميناء في المياه العميقة في السنغال على بعد نحو 50 كيلومترا جنوبي العاصمة داكار بكلفة تقدر بنحو 1.13 مليار دولار.

وموانئ دبي – داكار مشروع مشترك بين شركة الخدمات اللوجستية ومقرها دبي وهيئة ميناء داكار (بي.أي.دي)، وهو أحد ثلاثة مشاريع في القارة تستثمر فيها الشركة الإماراتية وتشمل تطوير ميناء العين السخنة في مصر وميناء بربرة في منطقة أرض الصومال.

وستكون ثمانية من الاقتصادات الخمسة عشر الأسرع نمواً في العالم موجودة في أفريقيا هذا العام، وفقا لصندوق النقد الدولي، وهو ما يجذب الشركات بما في ذلك موانئ دبي.

موانئ دبي تعمل على تنمية أعمالها في أفريقيا التي تعد منطقة رئيسة للنمو، حيث تتمتع القارة بموقع محوري يعزز حركة التجارة

ويأتي ذلك على الرغم من الألم الاقتصادي الناجم عن تسارع معدل التضخم وانخفاض قيمة العملات وارتفاع تكاليف الاقتراض في المنطقة.

وبحسب أكوجي، ينبغي النظر إلى إمكانات أفريقيا على المدى الطويل، وليس من خلال الاقتصاد الكلي على المدى القصير. وقال إنها “دورة ومن المؤكد أنها لم تؤثر على شهيتنا للنمو في القارة.. ما زلنا نستثمر”.

وأشار إلى أن السوق المزدهرة للمعادن الحيوية بما في ذلك النحاس من زامبيا والكونغو الديمقراطية تساعد في زيادة الحاجة إلى قدرة لوجستية أكبر.

وأضاف “لقد شهدنا زيادة في الطلب على مدى السنوات القليلة الماضية، مدفوعة بشكل كبير بالتحرك على مستوى العالم والطلب على سلع مثل الكوبالت والليثيوم”.

وتضم وحدة أفريقيا التابعة لموانئ دبي 27 ألف عامل، وتغطي أعمال الموانئ والمحطات والخدمات اللوجستية وسلسلة التوريد.

وفشلت الشركة في محاولتها للدخول في شراكة مع شركة ترانسينت أس.أو.سي في جنوب أفريقيا لتطوير أكبر ميناء للحاويات في القارة، وخسرت أمام شركة إنترناشيونال كونتينر تيرمينال سيرفيسيس، المملوكة للملياردير الفلبيني إنريكي رازون.

ولم يمنع ذلك موانئ دبي من التطلع إلى مواصلة توسعها في القارة. وقال أكوجي إنه “بينما تمضي جنوب أفريقيا قُدما في الخصخصة الجزئية لشركة ترانسينيت، فإننا نظل مهتمين بهذه الفرص”.

وتتطلع المجموعة الإماراتية العملاقة أيضاً إلى ميناء لامو في كينيا، حيث تعرضه الحكومة هناك للبيع ضمن عملية خصخصة.

10