مواقف الحوثيين تثير مخاوف من انهيار الهدنة في اليمن

صنعاء- ضاعفت مواقف المتمردين الحوثيين المهاجمة لأداء الأمم المتحدة، المخاوف من إمكانية انهيار الهدنة التي أعلن عنها في بداية الشهر الجاري، ويراهن عليها المجتمع الدولي لإطلاق مسار التسوية السياسية في هذا البلد المثقل بأسوأ أزمة إنسانية.

ووصف عضو الوفد التفاوضي للحوثيين عبدالملك العجري أداء الأمم المتحدة بـ”الهزيل والضعيف جدا” في الضغط على السلطة الشرعية في اليمن، وذلك في أعقاب تعثر استئناف الرحلات الجوية من مطار صنعاء، والذي كان مقررا الأحد الماضي.

وقال العجري إنه يتوجّب إعادة النظر في دور البعثة الأممية الخاصة، مطالبا “بإشراك أطراف إقليمية أو دولية محايدة في رعاية أي اتفاق (مع الحكومة) وضمان تنفيذه”، دون المزيد من التفاصيل.

ويخوض المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ جهودا حثيثة لتثبيت الهدنة، ويسعى لتذليل الخلافات الطارئة بشأن بعض البنود ومن بينها ما يتعلق باستئناف الرحلات الجوية من وإلى صنعاء.

وكان التحالف العربي رفض منح الخطوط الجوية اليمنية التابعة للحوثيين التصاريح اللازمة، على خلفية اتهامات للمتمردين اليمنيين بفرض ستين مسافرا، يشتبه في انتمائهم إلى الحرس الثوري وجماعات مرتبطة به، على متن الرحلة الأولى واعتماد جوازات سفر لحكومة صنعاء.

ويرى مراقبون أن تصعيد الحوثيين ضد المنظمة الأممية يندرج في سياق الضغط عليها لإجبار السلطة الشرعية والتحالف العربي الداعم لها على الخضوع لشروطهم بشأن إعادة فتح مطار صنعاء.

ويعتقد المراقبون أن التحالف العربي والسلطة الشرعية الممثلة في المجلس الرئاسي لن يقبلا الانصياع لمساومات المتمردين، وسيتمسكان بالحصول على ضمانات كافية بشأن عدم توظيف الحوثيين للرحلات في نقل عناصرهم أو عناصر من الحرس الثوري.

وبحث غروندبرغ الاثنين مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي جهود استئناف الرحلات من مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة الحوثيين.

وأعلن غروندبرغ مطلع الشهر الجاري عن موافقة أطراف الصراع على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، بدأت في اليوم التالي، مع ترحيب سابق من التحالف العربي الذي تقوده السعودية والقوات الحكومية والحوثيين الموالين لإيران.

ومن أبرز بنود الهدنة إعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، بواقع رحلتين أسبوعيا، إحداهما إلى مصر والأخرى إلى الأردن.

والمطار مغلق أمام الرحلات المدنية من قبل التحالف العربي منذ العام 2016، بعد اتهام الحوثيين باستخدامه لأغراض عسكرية، الأمر الذي تنفيه الجماعة.

ومنذ ثماني سنوات يشهد اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات من بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.